- عمرو طلعت: المتحف المصرى الكبير يمثل صرحا حضاريا عالميا يجسد عراقة مصر وحضارتها الخالدة
فى ضوء جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز التعاون مع مختلف قطاعات الدولة لتحقيق التحول الرقمى فى إطار تنفيذ استراتيجية مصر الرقمية، وبتوجيهات من الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تعمل الوزارة على تنفيذ عدد من المحاور والمبادرات للحفاظ على التراث المصرى، وتمكين وزارة السياحة والآثار من تحقيق الاستفادة القصوى من المخزون الحضارى والتاريخى لمصر، أقدم بلاد الدنيا.
وفى هذا السياق، فقد أبرمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بروتوكولى تعاون لرقمنة المحتوى الأثرى المصرى وإتاحته عبر بوابة تراث مصر الرقمى ورفع كفاءة خدمات الاتصالات بالمواقع والمتاحف الأثرية، حيث لم يعد الحفاظ على التراث الأثرى المصرى مقتصرًا على صيانة الآثار والمقتنيات داخل المتاحف، بل امتد إلى المجال الرقمى الذى أصبح وسيلة أساسية لحفظ التاريخ وإتاحته للأجيال الجديدة.
وفى هذا الاتجاه، جاء التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة السياحة والآثار، ليضع إطارًا عمليًا لتوظيف التكنولوجيا فى خدمة التراث والثقافة من خلال مشروعين جديدين يشملان رقمنة المحتوى الأثرى المصرى وتطوير خدمات الاتصالات داخل المواقع والمتاحف الأثرية.
وتعمل وزارة الاتصالات من خلال تلك الاتفاقيات على تنفيذ رؤية الدولة المصرية فى دعم جهود التحول الرقمى، وصون التراث الحضارى، وتطوير الخدمات المقدمة للزائرين بما يعكس مكانة مصر العريقة وريادتها السياحية والثقافية على المستويين الإقليمى والدولى.
أحد جهود وزارة الاتصالات بروتوكول تنفيذ «مشروع بوابة تراث مصر الرقمى» الذى يتضمن رقمنة المحتوى الأثرى المصرى المملوك للمجلس الأعلى للآثار وإتاحته عبر منصة رقمية متكاملة تخدم الباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن الأثرى.
وينفذ المشروع على مدار ثلاث سنوات، تتولى خلالها لجنة متخصصة من المجلس الأعلى للآثار اختيار المواد الأثرية المناسبة للرقمنة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتشمل عملية الرقمنة الوثائق الورقية، والمقتنيات التاريخية، والمواد الميكروفيلمية، لتصبح جميعها محفوظة فى صورة رقمية تتيح الوصول إليها بسهولة وأمان مع ضمان حقوق الملكية الفكرية.
أما البروتوكول الثانى فيستهدف «توفير وإتاحة خدمات الاتصالات داخل نطاق المواقع الأثرية المصرية»، لرفع كفاءة خدمات الاتصالات بالمواقع والمتاحف الأثرية على مستوى الجمهورية، مع الالتزام بالمعايير الفنية والبيئية التى تضمن الحفاظ على الطابع الأثرى والهوية البصرية المميزة لتلك المواقع.
وينص البروتوكول على تحسين مستوى تغطية وجودة خدمات الاتصالات داخل المواقع الأثرية، من خلال تطوير البنية الأساسية لشبكات الاتصالات بالتعاون مع الشركات المرخص لها من الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، مع تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة بين الجانبين لمتابعة تنفيذ البروتوكول وتحديد أولويات العمل.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن هذين البروتوكولين يستهدفان تقديم خدمات الاتصالات فى المواقع الأثرية بشكل مميز للسائحين، فضلا عن إتاحة المحتوى الثقافى المرقمن الخاص بالمجلس الأعلى للآثار على بوابة «تراث مصر الرقمي»، لتعزيز الجهود المبذولة لتوظيف تكنولوجيا المعلومات فى الحفاظ على الإرث الحضارى المصرى العريق وإتاحته رقميًا.
كما يعملان حسب طلعت على تعزيز التحول الرقمى فى القطاع الاثرى والسياحى، وتنفيذ استراتيجية الوزارة للتحول الرقمى بما يعمل على الحفاظ على الوثائق والمقتنيات التراثية الورقية والميكروفيلمية للأجيال القادمة، وإتاحتها للباحثين والدارسين، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للسائحين وتحسين تجربتهم داخل المواقع الأثرية.
وعن افتتاح المتحف المصرى الكبير أكد الدكتور عمرو طلعت أن افتتاح المتحف يجسد لحظة فارقة فى الوعى الجمعى بتاريخنا الإنسانى وإرثنا الحضارى قبل أن يكون حدثًا ثقافيًا أو احتفاءً عمرانيًا. ويبرز روح الاستمرارية الوثيقة بين قراءة التاريخ وصياغة المستقبل. إذ يمنح الأجيال نافذة وضاءة تطل منها على عبقرية المصريين الذين صاغوا أبرز مفهوم للحضارة الخالدة، ووصلوا إلى حوار ثقافى علمى معمارى أبدى يصل الإنسان فى كل العصور مع الإنجاز الأزلى لحضارة تلألأت فى سماء الوعى الإنسانى عبر العصور.
وأشار إلى إن المتحف المصرى الكبير بما يحويه من كنوز تاريخية وأيقونات للفكر والعلم والإبداع، لا يُخاطب الزائر فحسب، بل يخاطب الباحث والعالم وصانع المستقبل. ليفتح أمام الدارسين فى علوم المصريات والشغوفين بالتراث العالمى ساحة رحبة لإعادة فهم سبل تلاقى الفنون والعلوم فى وجدان أمة علمت البشرية معنى الخلود.
وأضاف «فى عصر تتسارع فيه التطورات التقنية وتترى فيها التطبيقات التكنولوجية وتتشكل فيه أنماطًا جديدةً للمعرفة وصياغة الهوية، تزداد حاجتنا إلى رباطٍ وثيق بجذورنا الأولى. فالمستقبل لا يصنعه من يركض وراء التقدم فحسب، بل من يفهم التاريخ ويستلهم من عبقريته ليمنحه روحًا ومعنى. فالتقدم بلا ذاكرة التاريخ، يفقد جوهره وبصيرته».
وأوضح أنه من هذا المنطلق فإن افتتاح المتحف المصرى الكبير - درة المتاحف وأبهاها تألقًا - ليس احتفالاً بالماضى فحسب، بل تأسيسٌا لمستقبلٍ أكثر وعيًا بمكامن تفرد حضارتنا، يعيد تعريف العلاقة بين التراث والتقدم، بين العلم والهوية، وبين مصر والعالم.. لتظل مصر تؤكد أنها بحق «أم الدنيا».
وفى هذا السياق، طلب الدكتور عمرو طلعت باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان جودة خدمات الاتصالات خلال افتتاح المتحف المصرى الكبير بما يتناسب مع هذا الحدث الضخم ويليق بمكانته العالمية. قام الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بدعم وتنسيق أعمال شبكات الاتصالات داخل محيط المتحف، وذلك بالتعاون مع مشغلى خدمات الاتصالات، كذلك قام بإجراء ما يلزم من قياسات لجودة خدمات الاتصالات بجميع الطرق المؤدية إلى المتحف، كذلك بالطرق الممتدة من المطارات إلى المتحف، وداخل منطقة الأهرامات والمتحف، كما قام بالإشراف على تركيب العديد من الهوائيات ومحطات المحمول لضمان تقديم خدمات اتصالات عالية الجودة بما يوفر أعلى معدلات التغطية للزوار والوفود القادمة من مختلف الدول.
كما أصدرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مجموعة طوابع تذكارية جديدة مزودة بتقنية الـ«QR Code» من خلال البريد المصرى لتوثيق الحدث التاريخى لافتتاح المتحف المصرى الكبير الذى يعد أحد أهم وأضخم المشروعات الثقافية والحضارية فى القرن الحادى والعشرين، ويمثل أيقونة جديدة تُضاف إلى سجل إنجازات الدولة فى الحفاظ على تراثها الإنسانى العريق والترويج له عالميًا.
وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن المتحف المصرى الكبير يمثل صرحًا حضاريًا عالميًا يجسد عراقة مصر وحضارتها الخالدة، مشيرًا إلى حرص الوزارة على توثيق حدث الافتتاح التاريخى من خلال إصدار مجموعة من الطوابع التذكارية التى تُخلد هذه اللحظة الفارقة فى مسيرة الدولة المصرية الحديثة.
وأوضح طلعت أن طوابع البريد تُعد مرآة تعكس مسيرة الوطن وإنجازاته، لافتًا إلى أن هذا الإصدار لا يقتصر على كونه عملًا فنيًا فحسب، بل يمثل رسالة ثقافية تُبرز للعالم عظمة الحضارة المصرية القديمة، وتؤكد الدور الريادى لمصر فى صون إرثها التاريخى وتوظيف التكنولوجيا الحديثة فى عرضه وتوثيقه.
ويضم شيت الطوابع (١٤ سم فى ٢٣ سم)، خمسة طوابع، إلى جانب مجموعة طوابع (٥ سم فى ٩ سم)، تضم ثلاثة طوابع، جميع الطوابع مؤمنة ضد التزييف ومتعددة الألوان، ومزودة بتقنية الـ«QR Code» لخلق تجربة تفاعلية ثرية لمقتنى الطوابع التذكارية والمتابعين لها، تمكنهم من اكتساب المعرفة حول مناسبة إصدار الطابع أو البطاقة بطريقة مبتكرة وجذابة.
ويعكس الإصدار حدثًا تاريخيًا طال انتظاره، يجسد ذروة ما وصلت إليه مصر من تطور فى مجال المتاحف والتقنيات الحديثة فى العرض المتحفى، ويُبرز مكانتها كموطن للحضارة الإنسانى.