السودان يشتعل غضبًا.. ميليشيا الدعم السريع متهمة بـ«التضليل» بعد مجزرة هزت الفاشر - بوابة الشروق
السبت 1 نوفمبر 2025 2:09 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

السودان يشتعل غضبًا.. ميليشيا الدعم السريع متهمة بـ«التضليل» بعد مجزرة هزت الفاشر

منار عبدالسلام
نشر في: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 7:04 م | آخر تحديث: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 7:04 م

زعمت قوات الدعم السريع السودانية أنها اعتقلت عددًا من مقاتليها بعد موجة الغضب التي أثارها القتل الواسع في مدينة الفاشر، غير أن الخطوة قوبلت بتشكيك واسع من نشطاء حقوق الإنسان وسودانيين اعتبروها محاولة لامتصاص الانتقادات بشأن العنف.

وتركز الغضب الشعبي على أحد القادة الميدانيين في الدعم السريع يُدعى "أبو لولو"، بعد ظهوره في مقاطع مصورة وهو يُشرف على إعدام مدنيين عقب الهجوم على الفاشر الأحد الماضي. وقد بثّت وسائل إعلام تابعة للمليشيا لقطات تُظهر اعتقاله ونقله إلى السجن.

وقال الباحث والكاتب السوداني المقيم في بوسطن محمد سليمان: "اعتقال أبو لولو يبدو مجرد استعراض إعلامي لصرف الغضب العالمي وإبعاد المسئولية عن المليشيا بأكملها، لكن كثيرًا من السودانيين لم يصدقوا ذلك وأطلقوا وسم (كلكم أبو لولو) بمعنى أن المليشيا كلها تتصرف مثله".

وانتشرت على مواقع التواصل صور لقادة في قوات الدعم السريع، بينهم قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسياسيين مقربين منه، وقد كُتب تحت وجوههم اسم "أبو لولو" في إشارة إلى تحميلهم المسئولية، وذلك وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.

من جانبها، وصفت الناشطة السودانية هالة الكارب، من مبادرة "الاستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي"، تركيز الدعم السريع على شخص واحد بأنه "مزحة مؤلمة" تهدف إلى التغطية على حجم العنف المرتكب في الفاشر ومناطق أخرى، مؤكدة أن المليشيا لا يمكن الوثوق بها للتحقيق في جرائمها.

وأضافت الكارب: "لا توجد محاسبة ولا اكتراث لإنسانيتنا. مئات الآلاف من السودانيين يُقتلون يوميًا، وتُغتصب النساء والفتيات بلا رحمة منذ 3 سنوات، وكل ما يفعلونه هو محاولة إسكات معاناتنا".

وأكدت أن قوات الدعم السريع لم تتغير عن جذورها المتمثلة في ميليشيات الجنجويد التي ارتكبت مجازر في دارفور خلال العقد الأول من الألفية.

من جهتها، قالت شينا لويس، المتخصصة في شئون السودان بمنظمة Preventing and Ending Mass Atrocities، إن هذه الخطوة "محاولة لتصوير المجازر كأعمال فردية من جنود مارقين، في حين أن ما يحدث هو سياسة ممنهجة للإبادة، خصوصًا في دارفور".

وفي جنيف، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سيف ماجانجو، إن مئات المدنيين والمقاتلين غير المسلحين ربما قُتلوا أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر، مضيفًا أن شهودًا أكدوا أن عناصر الدعم السريع اختاروا نساء وفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، وأجبروا نحو 100 أسرة على مغادرة المنطقة وسط إطلاق نار وترهيب للمسنين.

وأبدت منظمة أطباء بلا حدود "MSF" قلقها إزاء مصير عشرات الآلاف من المدنيين، مشيرة إلى أن أعداد النازحين الواصلين إلى مخيم تاويلا غربي الفاشر "أقل بكثير من التقديرات السابقة البالغة 250 ألفًا"، وأن من فرّوا تحدّثوا عن "عمليات قتل جماعي وعنف عشوائي واستهداف عرقي" داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية إليها.

وأضافت المنظمة أن جميع الأطفال دون الخامسة الذين تم فحصهم في المخيم يعانون من سوء تغذية حاد، بينما وصف أطباؤها حالات إصابة وتعذيب واسعة النطاق، وفقا للجارديان.

ويستمر الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ أبريل 2023 عقب خلاف على السلطة بين الجانبين، ما أدى إلى اتساع رقعة الحرب وتفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك