قنبلة العريان اليهودية - محمد عصمت - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قنبلة العريان اليهودية

نشر فى : الثلاثاء 1 يناير 2013 - 7:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 1 يناير 2013 - 7:50 ص

لم تفاجئنى إطلاقا «التصريحات الرومانسية» التى أطلقها عصام العريان القيادى الإخوانى ومستشار رئيس الجمهورية، مطالبا فيها اليهود المصريين فى إسرائيل بالعودة إلى مصر، وقد لايفاجئنى أيضا احتمال عدم معرفة العريان بالآثار التى تترتب عليها هذه الدعوة، والتى تعطى لهؤلاء اليهود الحق فى المطالبة بما يزعمون أانه ممتلكاتهم فى مصر والتى تقدر بمليارات الدولارات بالأسعار الحالية.

 

فالذى أدهشنى فعلا أن العريان تجاهل تماما مطالبة إسرائيل بالموافقة على حق العودة لأكثر من 4 ملايين فلسطينى، طردتهم إسرائيل من أرضهم، واستولت عليها بالقوة، كما تتوسع الآن بشكل هيستيرى فى عمليات الاستيطان فى أراضى الضفة الغربية، بل والقدس الشرقية أيضا التى تعتبرها إسرائيل عاصمتها الأبدية، وتفسح المجال للجماعات اليهودية المتطرفة لتدنيس المسجد القصى، وإجراء حفريات تحته بما يهدد بهدمه، حيث تؤمن هذه الجماعات بأن المسجد بنى على أطلال معبد سليمان، وأنه لا بد من هدم المسجد، لإعادة بناء الهيكل مكانه!

 

الواضح أن العريان كان يستهدف من دعوته هذه مغازلة الرأى العام الأمريكى، بأن الإخوان لا يضمرون شرا بإسرائيل، كما كان يريد أن يؤكد للوبى الصهيونى فى أمريكا الذى يسيطر على مؤسسات السياسة والمال والإعلام فى أمريكا، أن الإخوان المسلمين ليسوا مثل بقية الفصائل الإسلامية المتطرفة التى تريد شن الحرب على إسرائيل، باعتبارها تغتصب ارضا إسلامية لا بد من تحريرها.

 

 ومع أن العريان أصبح وكأنه «بطل قومى» فى إسرائيل من وجهة نظر الصحف ووسائل الإعلام الصهيونية، فإننا لم نعرف بعد هل أطلق الرجل تصريحاته هذه على مسئوليته الشخصية، أم أنه يعبر عن رأى جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة أو مؤسسة الرئاسة، ام الثلاثة معا؟!..فالثابت حتى الآن أن هذه الجهات الثلاث لاذت بالصمت، فى حين اتحفنا بعض الصحفيين المحسوبين على الإخوان بتحليلات ساذجة لتصريحات الرجل، تزعم لنا أن اليهود المصريين الذين دعاهم العريان للعودة لمصر معادون للصهيونية، وانهم يتمنون مجىء اليوم الذى تختفى فى الأفكار الصهيونية من على وجه الأرض، وأن تصريحات العريان جاءت لتشعل ثورتهم على المؤسسة الصهيونية الحاكمة فى إسرائيل.. رغم أن كل هذا لم يحدث، وأن اليهود المصريين فى إسرائيل لا يريدون العودة، ولكنهم فقط يريدون استعادة أملاكهم فى مصر!

 

أمام العريان الآن طريقان لا ثالث لهما، إما أن يدلى بتصريح جديد يعلن فيه استعداده لتحمل نفقات استضافة يهود مصر فى إسرائيل وإعطائهم التعويضات التى يطالبون بها من جيبه الخاص، أو أن يتراجع عن هذه التصريحات ويعتذر عنها، ويتحمل وحده تبعاتها القضائية والسياسية، حتى لا يدخل معه حزبه ورئيسه فى ورطة لا يستطيعان تحمل تبعاتها الكارثية..

محمد عصمت كاتب صحفي