عصرا.وظائف الأزهر بيان غاية الإسلام (3) - جمال قطب - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 5:23 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عصرا.وظائف الأزهر بيان غاية الإسلام (3)

نشر فى : الجمعة 1 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 1 مارس 2013 - 8:00 ص

(1)

الغاية: هى الأمل الذى يسعى الناس لتحقيقه، وهى الحكمة التى خلقنا الله من أجلها، وهى العبادة العامة التى تعين الإنسان على إنجاز سائر العبادات وإعمار الحياة، ولما كانت ظلمات ومظالم والحياة كثيرة ومعقدة، كلما تعرف الإنسان على مشكلة غاب عنه مشاكل أخرى يعانيها ولا يجد لها حلا، لذلك يعبر القرآن عن الظلمات بلفظ الكثرة والجمع، ولكن المخرج من جميع الظلمات هو (النور) نور واحد هو نور التدين الذى يعيد بناء الإنسان جديدا قويا. وعلى ذلك فالغاية التى يريدها الله لجميع الناس لا يستغنى عنها بشر، بل إنها غاية تمكن الناس من إبصار طريقهم، واختيار نظام حياتهم كما يريدون، وهذه الغاية هى.. لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..، فالخروج من الظلمات يجعل الإنسان قادرا على رؤية الحقيقة واستيعابها، فضلا على إدراك قدراته التى منحها الله له، ومدى استعداده للمشاركة فى إعمار الكون وتحمل مسئوليته كخليفة ائتمنه الله على رعاية الحياة وإعمارها.

 

(2)

 

لذلك نرى الغاية متجددة يزداد السائر فيها بصيرة وتتسع مجالات التفكير والتعمير، ولايزال الإنسان يترقى من نور الغنى إلى نور الصحة إلى نور العلم إلى نور القوة حتى يحلق عند قمة الغاية وهى نور التوحيد. هنالك يحس الإنسان بفضل «التوحيد» فيرى نفسه كفئا لجميع البشر وشريكا لهم فلا احد فوق الناس إلا «رب الناس» هكذا تتدرج درجات الغاية من تبديد الجوع والخوف، إلى تحطيم القيود إلى الرقى للمساواة مع الجميع فى ظل الخضوع «للواحد الأحد». وغاية رسالة الإسلام: غاية تنفع وتصلح كل الجنس البشرى،  وهى ..لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.. فالرسالة ليست خاصة بجنس ولا قاصرة على شعب ولا مخصصة لفئة ولا حكرا على مذهب بل هى «لجميع الناس» ليخرجوا جميعا من ظلمات كثيرة إلى نور كبير. وأحاول الآن رصد 40 ظلمة من الظلمات التى يطاردها الإسلام ويضع محلها نور التدين.

 

(3)

 

وأخطر عشر ظلمات وأشدها إضرارا بجميع الناس، ويخشى على الحياة منها ولابد من قهرها هى: ظلمة الجوع والعطش إلى نور الكفاية والهناء/ وظلمة الخوف والجزع إلى نور الأمن والاطمئنان/ وظلمة المرض والمعاناة إلى نور الصحة والعافية/ وظلمة الجهل إلى نور العلم والمعرفة/ وظلمة البطالة إلى نور العمل والإنتاج/ وظلمة اليأس والقنوط إلى نور الأمل والرجاء/ وظلمة الكسل والتواكل إلى نور النشاط والتوكل/ وظلمة الضيق والحرج إلى نور السعة واليسر/ وظلمة العشوائية إلى نور المنهجية/ وظلمة الشك إلى نور اليقين.

 

(4)

 

وعشر ظلمات نفسية خفية لابد من التطهر منها وهى ظلمات الحقد والحسد إلى نور الإيثار والإعطاء/ وظلمة الفحش والتفاحش إلى نور الأدب والحياء/ وظلمة الشح والسحت إلى نور السخاء والكرم/ وظلمة التعجل والإهمال إلى نور التأنى والصبر/ وظلمة الشماتة إلى نور المواساة/ وظلمة الغلظة إلى نور الرحمة والمودة/ وظلمة الميل والاعوجاج إلى نور الاعتدال والاستقامة/ وظلمة التعصب والتحزب إلى نور التقارب والتوافق/ وظلمة التشاؤم إلى نور التفاؤل/ وظلمة الإثم إلى نور البر.

 

(5)

 

وعشر ظلمات أخرى خطيرة على العلاقات لابد من إزالتها وهى ظلمات الغرور والاستعلاء إلى نور التواضع والمساواة/ وظلمة البطش والعدوان إلى نور البر والإحسان/ وظلمة الكيد والنفاق إلى نور المصارحة/ وظلمة الطمع والجشع إلى نور القناعة والرضا/ وظلمة العنف إلى نور اللين/ وظلمة الفرقة والتشرذم إلى نور الوحدة والتكامل/ وظلمة الانتقام إلى نور الصفح/ وظلمة الاستبداد إلى نورالشورى/ وظلمة الكذب والزور إلى نور الصدق/ وظلمة الخيانة إلى نور الأمانة.

 

(6)

 

وعشر ظلمات كبرى تغلق منافذ الرحمة فلا مفر من اقتحامها وهى ظلمات الضلال إلى نور الهدى/ وظلمة الإفساد إلى نور الإصلاح/ وظلمة الظلم إلى نور العدل والإنصاف/ وظلمة الخنوع إلى نور الجهاد/ وظلمة القتال والحرب إلى نور الحوار والسلام/ وظلمة الكفر إلى نور الإيمان/ وظلمة الشرك إلى نور التوحيد/ وظلمة التجسيد إلى نور التنزيه/ وظلمة الفسق إلى نور الرشد/ وظلمة الأثرة إلى نور الإيثار.

 

(7)

 

وقد رتبت تلك الظلمات حسب اهتمام القرآن بأولوياتها ليتنبه الدعاة للمهام الدينية الكثيرة السابقة على الدعوة إلى التوحيد والتنزيه، كذلك فكل ما قبل التوحيد والإيمان هو أمراض يجب علاجها، وهموم يجب تبديدها، وحواجز يجب إزالتها حتى تقوى الأنفس على السعى نحو الإيمان بالحى القيوم. 

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات