نجيب محفوظ.. ذكريات أول حوار - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نجيب محفوظ.. ذكريات أول حوار

نشر فى : الإثنين 1 سبتمبر 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 1 سبتمبر 2014 - 11:15 ص

التقيت الاستاذ نجيب محفوظ ٦ مرات تقريبا، كانت أولاها بمكتبه بالأهرام فى ٢٧ اغسطس ١٩٨٧، وآخرتها بمنزله قبل وفاته بأسابيع قليلة.

لا ادعى اننى كنت من مجالسيه وندمائه، لكننى اعرف اننى احببته كما لم احب احدا من كبار عصره، وقد اتيح ان التقيهم جميعا، توفيق الحكيم ويوسف ادريس وفؤاد زكريا ولويس عوض وسيد عويس وعلى الراعى ومحمود درويش وسميح القاسم وادونيس ومحمود العالم والطاهر وغسان سلامة وخلدون النقيب وسعدى يوسف واميل حبيبى وسعد الدين وهبة وبلند الحيدرى وغالى شكرى وصدقى الدجانى وعشرات غيرهم، وان اشرف بحوارات مطولة معهم نشر معظمها فى العدد الاسبوعى من جريدة الوفد (الخميس)، وقت ان كان توزيعه يقترب من المليون نسخة، ونشر اقلها فى صحف ومجلات عربية.

لم يستغرق تحديد موعد لقائى الاول بالاستاذ دقيقة واحدة، التقيته بالصدفة على سلالم «الاهرام» وكنت انتهيت للتو من اجراء مقابلة مع الدكتور لويس عوض، هرولت ناحيته محييا، عرفته بنفسى ورجوته ان يحدد لى موعدا لإجراء حوار صحفى، كانت مفاجأة ان قالى لى «نتقابل بكره الساعة ٩»، وكانت مفاجأة اكبر ان عدد لى حوارات اجريتها مع مفكرين وادباء اخرين واثنى على بعضها.

لم يكن نجيب محفوظ اديبا عظيما فحسب، كان الحكمة مصفاة، كان الوعى منزها عن الهوى والدناءة، كان قادرا على تلخيص اعقد القضايا والمشكلات فى كلمات قليلة بسيطة دون ثرثرة ولا ادعاء، كان «عصير الشعب»، وهو الوصف الذى اطلقه عليه الساخر الراحل محمود السعدنى، واظن انه الاصدق فى وصف نجيب محفوظ، بكل ما يمثله من صدق ونبل وتواضع ومرح وايمان وعشق للحياة، وايضا بكل ما يعبر عنه من انحيازات.

هذه شذرات من اجاباته على اسئلة صحفى شاب ضمن حوار جرت وقائعه منذ ٢٧ عاما...

• الأدب تأثيره المباشر محدود، لأنه يؤثر فى المثقفين فقط، واذا حسبت نسبة الاميين فى بلادنا، وحسبت نسبة الاميين بين المتعلمين اى الذين لا يقرأون، ستجد ان التأثير محدود للغاية، لكن من حسن الحظ ان هذه الفئة القليلة تؤثر تأثيرا كبيرا فى المجتمع، مثلا كثيرون مثل عبدالناصر قرأوا «عودة الروح» لتوفيق الحكيم، لكن عبدالناصر بما قرأه للحكيم اثر فى المجتمع كله.

• الحظ السعيد الذى صادف جيلنا لم يكن فى ازدهار النقد فقط، انما فى الجمهور العاشق للقراءة، هو الذى يخلق القارئ والناقد معا.

• كنت معارضا لعبدالناصر فى تضييقه على الحريات، اما كل ايجابيات الثورة فقد كنت معها، وكنت مؤيدا للسادات فى النصر وفى السلام، لكننى عارضت ما جاء به الانفتاح، وروايتى «يوم قتل الزعيم» تكشف ذلك.

• السلطة فى مصر شىء مهم لأن اساس حضارتنا قائم على السلطة المركزية، والمصرى يعرف ان وجود هذه السلطة حتى وان جارت، ارحم من ان يعيش دون سلطة تحفظ كيان البلد.

• الديمقراطية ليست مجرد مؤسسات، انها اسلوب حياة فى البيت والمدرسة والشارع، وتحتاج لتمرين طويل وصدر يتسع لحدوث الاخطاء وتصحيحها.

• تاريخنا فى الثورات يضم صفحات لا تقل عن صفحات تاريخنا فى الصبر.

• كتاباتى عن فترات تاريخية لا تعنى اننى اكتب تاريخا، انا اعطيك رؤيتى الشخصية للموضوع، اما المؤرخ فمجال بحثه مختلف تماما.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات