انتقام ترامب - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 4:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتقام ترامب

نشر فى : الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 8:55 م | آخر تحديث : الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 8:55 م

 

نشرت مجلة ذى أتلانتيك مقالا للكاتب ديفيد فرام، يقول فيه إن الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، هو الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024، مركزا فى مقاله على التداعيات الخبيثة لعودة ترامب للسلطة، وما هى أهداف انتقامه... نعرض منه ما يلى.
على الرغم من أن ريتشارد نيكسون فاز بالفعل بالرئاسة فى عام 1968 بعد خسارته فى عام 1960، إلا أنه عادة لا يحصل الخاسرون فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية على فرصة ثانية للفوز مرة أخرى.
لكن يبدو أن دونالد ترامب، الذى قلب الكثير من الموازين الرئاسية السابقة رأسا على عقب، من المرجح الآن أن يقلبها مرة أخرى. يعتبر ترامب المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهورى لعام 2024. إنه يعمل بجد بالفعل، وهو يهيمن على الميدان السياسى. وبخصوص الترويج المكثف الذى تقوم به قناة فوكس نيوز، الموالية للحزب الجمهورى، لصالح حاكم فلوريدا رون ديسانتيس كبديل لترامب لن يؤتى النتائج المرجوة منه فى عام 2024 وهى جهود تشبه إلى حد كبير تلك الجهود التى بذلتها وحملات الترويج التى شنتها فى عام 2016 لصالح حاكم ولاية نيو جيرسى آنذاك كريس كريستى. باختصار، يهيمن ترامب على استطلاعات الرأى ولديه المهارة لجمع التبرعات، وتتحول منافسات الاقتراع إلى الولاء لترامب حيث تعهد من ينتوون الترشح للانتخابات الرئاسية من الحزب الجمهورى فى 2024 بأنهم سيعدلون عن قرارهم إذا أعلن ترامب ترشحه.
إنه مشهد خيالى، لأن دونالد ترامب لم يكن خاسرًا سياسيًا عاديًا بل كان خاسرا سياسيا كبيرا. بكلمات أخرى، دونالد ترامب خسر التصويت الشعبى فى الانتخابات الرئاسية للفوز بولاية ثانية بفارق 8 ملايين صوت، وقاد حزبه إلى هزيمة وحشية فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى 2018 حينما انتزع الحزب الديمقراطى مجلس النواب الأمريكى من سيطرة الحزب الجمهورى رغم بلوغ الاقتصاد الأمريكى وقتها أقوى مكانة له منذ أواخر التسعينيات. كما كان أول رئيس يتم الدعوة لعزله مرتين، كانت المرة الثانية لتحريضه على اقتحام ومهاجمة مبنى الكونجرس لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية. وهو الآن يواجه مخاطر جنائية ومدنية أكثر مما واجهه ريتشارد نيكسون قبل العفو الرئاسى فى عام 1974.
•••
يؤسس ترامب حملته الانتخابية حول موضوعين: أولهما الحنين إلى الاقتصاد القوى الذى كان سائدا فى فترة ما قبل الجائحة، وثانيهما الاستياء من نتيجة التصويت فى عام 2020. صحيح أن هذا ليس كافيا للفوز، إلا أنه كافٍ لإجبار حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، البديل المحتمل لترامب، على القيام بأعمال ومحاولات يائسة ليثبت نفسه أنه أفضل من ترامب، مثل؛ توزيع 5 آلاف دولار مكافأة لرجال الشرطة الذين يرفضون التطعيم؛ وتعريف نفسه بأنه كبير أطباء الولايات المتحدة الذى ينصح كل من يناهض تلقى اللقاح بالثقة فى «حدسه».
صفوة القول، لا أحد أكثر ترامبية من ترامب. لا توجد ترامبية فوق ترامب. الطبيعى أن يتعلق الأمر بحركة وليس برجل وبالتالى يكون لدينا نموذج مهيب ينطبق على السياسة الشعبوية. لكن فى هذه الحالة، يتعلق الأمر برجل وليس بحركة. ففى عام 2016، دعا ترامب المدارس العامة والجامعات إلى السماح للطلبة المتحولين جنسيا بـ«استخدام المراحيض التى تناسب نوعهم» حيث كان يتحتم من قبل على الطالب الذى تحول إلى طالبة أن يتجه إلى مرحاض الذكور فى المدارس والعكس. وفى عام 2017، قام ترامب بتخفيض الضريبة المفروضة على الأثرياء. أما عشية ظهور وباء فيروس كورونا، كان ترامب يتفاوض مع الصين لإبرام صفقة تجارية لكن أتباعه لم يهتموا بذلك، فإذا أبرمها ترامب، لا بأس. إنهم لا يهتمون كثيرًا بمضمون سياسته. إنهم يهتمون بمزاجها.
يمكن لأى شخص يتابع السياسة حتى بشكل عرضى أن يلاحظ أن موضوع «عودة ترامب» بدأ يظهر بشكل جلى. تقدم المراسلات والمراسلون ذوو المصادر الجيدة تفاصيل دقيقة عن آليات العودة. لكن لا أحد تقريبًا منهم يبدو مهتما ومستعدا للتدمير الخبيث الذى سينتج عن هذه العودة.
فى خطاب ألقاه عام 2011، أوضح دونالد ترامب قاعدته الأساسية والوحيدة فى الحياة: «اندمج مع الناس. إذا قاموا بأذيتك، فقم برد الأذية مرة أخرى لكن بقوة أكبر 10 مرات. أنا أؤمن بذلك حقًا». لقد كرر نفس الفكرة مرارًا وتكرارًا فى الخطب والتغريدات والكتب المنشورة باسمه. وفى عام 2024، سيكون انتقام ترامب مستهدفا القانون الأمريكى والديمقراطية الأمريكية. بدأت بشائر هذا الانتقام فى الظهور فى تجمع حاشد فى 25 سبتمبر الماضى فى بيرى، ولاية جورجيا، حيث انتقد ترامب المسئولين الجمهوريين بالولاية الذين فشلوا فى التلاعب بانتخابات الولاية لصالحه. بعد أسبوعين فى ولاية أيوا، شن ترامب المزيد من الهجمات على عملية انتخابات 2020، مع التركيز هذه المرة على الجمهوريين الذين فشلوا فى سرقة ولاية أريزونا لصالحه.
وبالرغم من أن رئاسته كان مليئة فى كثير من الأحيان بالكوميديا خاصة فى تجمعاته الحاشدة، ولم تكن كوميديا لطيفة للغاية، بل كانت تخرج على اللباقة والأسلوب. إلا أن الأمر كان مختلفا فى تجمعاته التى قام بها هذا العام. كل شىء مظلم ومرير. هذا هو الرجل الذى يريد العودة كرئيس رقم 47 للولايات المتحدة!
•••
فى ولاية ترامب الأولى، كانت البلاد محمية إلى حد ما بسبب جهله وعدم كفاءته. ظل يحاول القيام بأشياء سيئة، لكن الأمر استغرق بعض الوقت لمعرفة كيفية إتقان عناصر التحكم. بحلول وقت محاولته ابتزاز الرئيس الأوكرانى، فى عام 2019، كان ترامب قد حقق درجة أعلى من الإتقان. لكن بعد ذلك فات الأوان، وقت ضرب الوباء العالم واصطدم ترامب بجدار جديد من الفشل. ومع ذلك، إذا فاز ترامب بالرئاسة فى 2024، سيكون قد عرف بالفعل كيفية تجاوز عناصر الإنذار والسيطرة على عناصر التحكم. سوف يفهم أنه لا يكفى تنصيب حليف كمدعٍ عام بل يجب عليه أن يتحكم فى الرتبتين الثانية والثالثة فى وزارة العدل أيضًا. لن يسمح لنفسه بجلب رئيس أركان لديه إحساس عالٍ بالواجب مثل جون كيلى الذى كان على خلاف دائم مع ترامب بدءا من منتصف عام 2017 إلى بداية عام 2019. سيكون مارك ميدوز الذى شغل منصب رئيس موظفى البيت الأبيض من مارس 2020 إلى نهاية عهد ترامب ــ فى نفس المنصب بعدما أثبت ولاءه. وأخيرا، سيحضر ترامب جيلًا جديدًا من المسئولين الجمهوريين الذين ستكون أولويتهم القصوى إعادة تنظيم قوانين الانتخابات فى ولاياتهم حتى لا يفقد الجمهوريون السلطة حتى لو خسروا الأصوات فى الانتخابات.
هذا هو المستقبل الذى يعد به ترامب الولايات المتحدة. فليستعد الشعب الأمريكى.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات