أنا مال أهلى؟؟؟؟؟؟ - إسعاد يونس - بوابة الشروق
الأحد 2 يونيو 2024 5:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنا مال أهلى؟؟؟؟؟؟

نشر فى : الخميس 2 يوليه 2009 - 7:27 م | آخر تحديث : الخميس 2 يوليه 2009 - 7:27 م

 مايكل جاكسون مات!..
أذاعت وكالات الأنباء الخبر فور الوفاة فى جميع القنوات الإخبارية والذى اقتحم سير البرامج العادية..
وأذاعته أيضا برامجنا التليفزيونية المنتشرة على القنوات فى بثها المباشر.. ولكن..

تناول مقدمو البرامج الخبر وكأنهم مضطرون لإذاعته حتى لا يتخلفوا عن ركب قنوات العالم التى اتجهت كاميراتها لنقل الحدث من منزل مايكل.. بعضهم أذاع الخبر بصيغة غريبة.. على استحياء.. يعنى.. مايكل جاكسون مات.. أصل هو يعنى شخصية عالمية.. يمكن بعض المشاهدين ما يهمهمش الخبر.. لكن لازم نذيعه..

أصله كان عبقرى موسيقيا.. لا مؤاخذة يعنى كان ملك البوب.. البوب ده مزيكا عالمية بتاعة الغرب.. يمكن كان له بعض التصرفات الشخصية إحنا ما نوافقش عليها فى مجتمعاتنا الشرقية.. لكن بقى الله يسامحه.. حسابه مع ربنا بقى.. بس هو كان يعنى جامد فى المزيكا.. وغير وجه موسيقى البوب ومدارس الرقص.. وكان عبقرى كمغنى وكده بقى.. هه.. ننقل على موضوع تانى..

شعرت كأن مقدمى البرامج يلقون بالخبر الثقيل وهم يرتعدون من مطاردة فئة معينة من الجمهور لهم.. كأن واحد واقفلهم ورا الديكور بالشومة لتجرئهم على مجايب سيرة واد رقاص أسود كان عايز يصبغ نفسه أبيض.. وكان شاذ وعنده قضية تحرش بأطفال.. هكذا اختصر فنان عبقرى إلى مجموعة انطباعات.. وهكذا تصورنا أننا فى مصر لا نتابع إلا شعبان عبدالرحيم والريس بيرة.. ونجهل رموز تغيير وتطور عالمية.. وهكذا وصل بنا الذعر من حملة الشوم..


بالمناسبة قرأت فى عدة مصادر معلوماتية على الإنترنت وفى عدة أحاديث لمايكل مع أوبرا وينفرى وغيرها أنه كان يعانى من البهاق فى الفترة التى قدم فيها استعراض «ثريللر».. وأن أطباء الجلد أقنعوه بعمل عملية دى بيجمنتيشن أو إزالة طبقة من الجلد الأسود حتى يحتل البهاق باقى المساحة دون ظهور بقع جلدية على وجهه.. وأنه كان يضع «ماكياج» مختلف الألوان مستخدما اللون الأحمر ليجعل لون الوجه يتساوى أمام الكاميرا.. وأن تلك العمليات ظلت تفشل الواحدة تلو الأخرى حتى تغير شكله تماما..

وذلك طبعا بسبب استغلال الأطباء له وتضليله لتحقيق مكاسب مادية وخلاص..
وقرأت أن عمليات تجميل وجهه بدأت بكسر أنفه فى أحد التدريبات على الرقص، حيث تم تصوير تلك الواقعة فى وقتها وسجلت على ملفات قصة حياته على الإنترنت.. ومن بعدها جره الأطباء إلى عملية تلو الأخرى حتى فقدت أنفه معالمها.. كما جروه إلى ما قضى عليه تماما سواء بوصف أدوية مهدئة وأدوية منشطة فى نفس الوقت أدت بقلبه إلى التوقف..

وأن أنبوبة الأوكسيجين التى قيل إنه كان يرقد فيها ليجدد شبابه لم تكن إلا وسيلة للدعاية لشركة مياه غازية عالمية كانت قد تعاقدت معه على حملة إعلانية طويلة.. وهى نفس الشركة التى ساهمت فى القضاء عليه ماديا عندما حدثت مشاكل بينه وبينها فقاضته بمبالغ تعويضية باهظة.. كما قضت عليه جهات أخرى كثيرة لنفس الأسباب حتى أفلس تماما وباع بيته..


وكانت الحفلات التى تعاقد عليها فى لندن هى الحل الوحيد لأن يتخلص من ديونه ويوفر بعض المال يساعده فى اعتزاله.. وكأنما كان يشعر بقرب النهاية حينما ظهر على الجمهور الإنجليزى ليقول له إن هذه هى آخر حفلاته.. وإن هذا هو نداء الستارة الأخير.. أما عن قضايا التحرش.. فقد حصل فيها على البراءة كلها..

ولكن من يصدق كل هذا؟.. إن قدر مايكل كان أنه أصبح أسطورة فى عالم الموسيقى والغناء والاستعراض.. ولكنه أيضا جعل منه رمزا للكراهية والشماتة والحقد.. ليس معنى هذا أنه كان بريئا كالملاك.. ولكنه كان إنسانا بسيطا.. تعيسا.. وحيدا.. لم يعش فترة طفولته بالمرة، حيث أجبره والده على العمل مع الفرقة المكونة من إخوته منذ أن بلغ السابعة من عمره.. وكان محاطا بمجموعة من المخططين والمدبرين والمستفيدين..

وكان كلما زاد عدد المبرمجين لحياته من حوله.. تراجعت قدرته على التفكير.. وفقد البساطة والبراءة اللتين كانتا من أهم ميزاته.. وشيئا فشيئا فقد معالم شخصيته الأولى.. إلا أنه لم يفقد عبقريته وجنونه الموسيقى..


بالمناسبة لم يكن مايكل مدللا على الإطلاق.. كان يتدرب يوميا لمدة ست ساعات على الرقص واللياقة البدنية.. أما باقى ساعات اليوم فكان يقضيها فى تأليف كلمات وتلحين أغانى ووضع تصورات للأفلام الاستعراضية التى كان يقدمها..

أين كل هذا الشقاء من نجوم آخرين.. وهبهم الله نعمة الكاريزما.. واستكفوا بها.. وريحوا.. الواحد فيهم يأنتخ ويتخن ويكلبظ.. لا يبذل أى مجهود فى تحسين موهبته وصقلها.. ولا يطلع ولا يتدرب ولا يجتهد.. بل يأمر وينهى ويستبد.. وتكون هذه علامات الغباء الكبرى.. حيث يبدأ نجمه فى الأفول لأن موضته تنتهى وأداءه يتكرر ويصبح نمطيا.. وتاريخ صلاحيته ينقرض.. إلا أن معظم هؤلاء ينجحون فى الحفاظ على الصورة الاجتماعية التى يوافق عليها الناس..


وكأن هناك ارتباطا بين العبقرية والجنون الفنى وبين أن يكون صاحبهما مطاردا من أحد شيئين.. إما من نفسه فيتعسها ويقودها للدمار.. و إما من المجتمع الذى يجعل منه كيس الرمل الذى يتلقى الضربات دون شكوى من جميع الملاكمين.. كل لكمة تعبر عن سخط وحقد وإحباط..

إلا أن كل هذا لا يمنع جميع الناس من أن تعض على نواجذها فى أسف وندم عندما يرحل مثل هذا الفنان العبقرى.. وكل يقول فى سره «يا خسارة..»

لم أفهم لماذا أقحم الأستاذ عمرو واكد اسمى فى تلك الحملة الشعواء التى يقودها ضد فيلمه «المشتبه».. ولم أفهم لماذا الحملة أصلا؟..

فالأستاذ عمرو ناقم على صناع الفيلم لأنهم خدعوه.. فى إيه مش فاهمة؟.. أعطوه سيناريو وقرأه وأعجب به.. ومثل فى الفيلم بالطول والعرض، حيث قام بأداء شخصيتى توءمين.. قالوا له إن المخرج جديد وهذا أول إخراج له.. ووافق فلم يكن هذا أول فيلم يمثله من إخراج مخرج جديد.. لديه فيلم آخر من روائعه اسمه «سيب وأنا اسيب» ما يتخيرش عن «المشتبه»..
يعترض على أن بشرى البطلة التى أمامه قامت بتنفيذ إنتاج الفيلم مما جعله يفاجأ حيث لم يذكر هذا فى العقد..

ومن إمتى المنتج المنفذ بيتكتب اسمه فى عقد الممثل؟.. ثم وإنت مالك؟.. حقك أن تعترض عندما لا تصلك الدفعة فقط.. أما فيما عدا هذا فليس من شأنك.. وهل نفهم من هذا أن الممثل اليومين دول يتدخل أيضا فى شخصية منتج الفيلم المنفذ؟.. مش كفاية الإخراج و المونتاج والميكساج والدعاية وعدد دور العرض وأسمائها؟.. كمان حايتدخل فى فريق الإنتاج؟.. ما هذه الفوضى؟..

ولم ينس الأستاذ الفنان أن ينزل على المخرج بكل اللعنات ويصفه بكل الموبقات.. ذاكرا أنه فى اتفاقه اشترط أن يراجع المشاهد بعد تصويرها ومونتاجها فإذا لم تعجبه يعاد التصوير !!!!.. وبما أنه لم يعجبه الفيلم كله على بعضه فهل كان سيطلب إعادة تصوير الفيلم كله؟.. على حساب مين إن شاء الله؟..

ومن ضمن العك أنه سب فيلم زميل له بل ونجم سينمائى له نجاحاته وهو الفنان أحمد عز حيث قال إن فيلمه فاشل لأنه لم يحقق إيرادات حتى الآن.. مرة أخرى قمة الفوضى..

ويفترض أن المنتج والموزع كان يجب ان يتصلا به للتأكد من أنه راض عن الفيلم بعد انتهائه وأنه سيحضر العرض الخاص.. يعنى إذا المنتج والموزع اكتشفا أنه مقموص ومش جاى العرض عليهما أن يقذفا بفيلمهما فى صندوق القمامة ويركضا إليه مقبلين قدميه راجين العفو والسماح وأن يوافق على تصوير الفيلم من أول وجديد..

هل يعلم الأستاذ عدد الأفلام الضخمة الفخمة ذات التكلفة العالية جدا إلى درجة السفه التى يكتشف صانعوها فشلها وخيبتها يوم العرض الخاص؟.. نعم يعلم.. وغالبا ما تحمل أسماء مخرجين عتاة أصحاب تاريخ عريق فى الإخراج؟.. نعم يعلم.. يجرؤ الأستاذ فى هذه اللحظة أن يوجه مثل هذه الشتائم ويطالب بإعادة التصوير ؟.. واللا احنا بنستوطى حيط منتج ومخرج جديدين؟.. ونقف زى الألف أمام من لهم سطوة ؟.. مش عيب؟..

للعلم أنا ليس لى علاقة بكل هذه المشكلة.. فلا أنا منتجة الفيلم ولا موزعته داخليا.. يبقى أنا مال أهلى؟..

إسعاد يونس  فنانة ومنتجة سينمائية مصرية
التعليقات