أوروبا تبحث عن الغاز - سامح فوزي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوروبا تبحث عن الغاز

نشر فى : الثلاثاء 2 أغسطس 2022 - 7:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 2 أغسطس 2022 - 7:15 م
بعد إغلاق دام عشرة أيام لخط نورد ستريم 1 الذى ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا لأعمال الصيانة، تدفق الغاز مرة أخرى اقل من معدل تدفقه الطبيعى، بحجة ان هناك اسبابا فنية تبرر ذلك. أوروبا ترفض الحجج الروسية، وترى انتفاء الأبعاد الفنية التى تحول دون ضخ الغاز بالمعدلات المعتادة، فقد تحول الغاز إلى سلاح سياسى فى يد روسيا حسب حديث الساسة الاوروبيين، وسط صيحات الرئيس الاوكرانى زيلينسكى بأنها حرب غاز، ويدعو إلى مزيد من العقوبات على روسيا.
واضح أن موسكو تربط بين العقوبات المفروضة عليها ومد أوروبا بالغاز. فقد أوقفت بعض خطوط الإمداد، وقللت من ضخ الغاز فى بعضها الاخر مثل نورد ستريم 1، وهى تقول ان هناك قطع غيار مطلوبة للتوربينات ترفض كندا مد روسيا بها بسبب العقوبات. وبالطبع أغلق مؤقتا ملف خط نورد ستريم 2 الذى كان على وشك التشغيل قبل اندلاع الحرب فى اوكرانيا. ولولا غياب المستشارة انجيلا ميركل عن المشهد السياسى فى ألمانيا لما قامت الحرب أو تدهورت الأوضاع على النحو الذى نراه الان، نفس الحديث يؤكده الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الذى يحلم بالعودة إلى البيت الابيض فى انتخابات عام ٢٠٢٤.
المعضلة الآن ان أوروبا تبحث عن تأمين احتياجاتها من الغاز قبل حلول الشتاء، والذى تتوقع معه ان توقف روسيا ضخ الغاز تماما إلى أوروبا التى تعتمد على ٤٠% من تأمين احتياجاتها من الغاز على روسيا. ليس أمام أوروبا بدائل كثيرة، فقد اتجهت إلى تخفيض اختيارى لاستخدام الغاز بنسبة ١٥% تحسبا لأى طارئ، وكان الاتحاد الأوروبى يريد أن يكون التخفيض الاختيارى إجباريا لولا اعتراض بعض دول جنوب أوروبا مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال وامتعاض دول اخرى مثل هولندا، حيث اعتبرت هذه الدول ان التخفيض الإجبارى لاستهلاك الغاز يصب فى مصلحة ألمانيا فى المقام الأول.
اللافت أن أوروبا لا تهدأ بحثا عن مصادر بديلة للغاز، منها البحث عن الإفادة من احتياطيات الغاز فى دول أفريقيا جنوب الصحراء مثل موزمبيق والكونغو وتنزانيا، وغيرها، حيث يتوافد المسئولون والشركات من أوروبا لإنشاء مشروعات استخراج الغاز، والتى قد تدخل الخدمة فى فترة ما بين ثلاث وعشر سنوات.. ويظل السؤال هل يخدم ذلك قضية تغير المناخ، والتى تعانى منها بشدة دول أفريقيا جنوب الصحراء؟ وإن كان الغاز مرحلة وسيطة فى الانتقال من الوقود الاحفورى مثل الفحم إلى الطاقة الخضراء، فهل يعنى ذلك أن ازمة الغاز فى أوروبا سوف تعرقل الانتقال إلى الطاقة المتجددة الخضراء؟ يبدو أن أوروبا منشغلة بالغاز فى الشتاء المقبل على حساب التفكير فى مستقبل التغيرات المناخية، وكأن لا مانع من استمرار السياسات الخاطئة التى تضر بالمناخ لسنوات حتى تحل ازمة الغاز.
سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات