توسيع الحكومة الإسرائيلية ووقف مساعي إسقاطها - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

توسيع الحكومة الإسرائيلية ووقف مساعي إسقاطها

نشر فى : الجمعة 3 يونيو 2016 - 9:55 م | آخر تحديث : الجمعة 3 يونيو 2016 - 9:55 م
واصلت صور «منظمة بتْسيلمْ» عن إطلاق الجندى أليؤر عزريا النار (على الجريح الفلسطينى فى الخليل) فى إثارة موجة من الأصداء. وكان هذا بمثابة هجوم استراتيجى يمكن أن يتحول إلى كارثة سياسية. وهو أيضا نجاح كبير لليسار الراديكالى فى حربه ضد دولة إسرائيل. لكن بعد انتهاء الأزمة مع حزب البيت اليهودى، وجدت إسرائيل نفسها مع حكومة قوية وأكثر استقرارا، يمكنها بحسب كل المعطيات أن تكمل ولايتها كاملة. وشكل هذا صفعة موجهة ضد أطراف فى الداخل والخارج كانت تعمل من دون كلل من أجل زعزعة استقرار دولة إسرائيل. من الأفضل تجاهل الضجة الاعلامية حول تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع، فالأهمية الأساسية الموضوعية (لهذا التعيين) اقتصادية وسياسية.

لقد علقت وكالة التصنيف الائتمانى مودى فور انتهاء أزمة تعيين ليبرمان بالقول إن حكومة نتنياهو تعززت وصارت حكومة أكثر استقرارا، وهذا مؤشر ايجابى لمواصلة الاصلاحات الحكومية فى المجال الاقتصادى، وأشارت الوكالة تحديدا إلى سوق العمل. ومن المحتمل أن يكون تعيين ليبرمان وزيرا جديدا للدفاع خطوة مؤثرة قد تمنع اقتصاد إسرائيل من الانزلاق نحو الركود، لأنه منذ الآن يبرز تباطؤ اقتصادى واضح.

لكن التأثير السياسى (للتعيين) هو الأكثر أهمية، وكان هذا هو هدف رئيس الحكومة نتنياهو. ثمة خيبة أمل من عدم تولى بوغى يعلون حقيبة الخارجية، فلو كان تسلم الوزارة وانضم إلى الحلقة الضيقة لمتخذى القرارات لكان منح مناعة أكبر للحكومة فى مواجهة عواصف الصيف السياسية التى سترافقنا حتى بداية الشتاء. لكن مجرد تعزيز الحكومة ودخول أفيجدور ليبرمان إلى منصب رفيع يزيد من قوة الردع فى مواجهة فرنسا وإدارة أوباما.

إن وصف الحكومة الحالية بأنها أكثر حكومة يمينية وتطرفا لا أهمية له، وهو يهدف إلى تهييج المحللين الذين لا يفقهون شيئا فى صحيفة «هاآرتس» وصحف أخرى. إن وجود ليبرمان فى وزارة الدفاع حوله تلقائيا إلى شخص براجماتى مع خطوط حمراء.

إن الهدف من إيجاد حكومة تعتمد على 66 عضو كنيست هو اجتياز جسر الأشهر السبعة المقبلة الضيق، والدخول إلى منطقة ملاحة سياسية حرة بدءا من يناير 2017. ويجب التشديد هنا على أن المقصود هو الزاوية السياسية إذ لا أحد يستطيع أن يعرف ماذا سيجرى فى الجانب الأمنى ــ العسكرى.
وعلى افتراض أن الرئيس أوباما هو عمليا الخصم الأكثر خطورة لإسرائيل ولكن أيضا الرصيد الأمنى الأكثر أهمية، فإن حكومة نتنياهو ــ ليبرمان تقطع الطريق على الهدف الأساسى لهذا الخصم. لقد أراد أوباما منذ بضع سنوات إسقاط حكومة نتنياهو أو على الأقل أن يفرض عليها القيام بخطوات تتعارض مع وجهتها، لكنه مع الحكومة الموسعة سيكون من الصعب عليه تحقيق مخططاته.

لن يستطيع أوباما أن يحل مشكلة العداء الفلسطينى لإسرائيل فى الأشهر السبعة الباقية له، لكنه أمل على الأقل بأن يقدم إلى أبومازن والمجتمع الدولى رأس بنيامين نتنياهو ــ لكن هذا لن يحدث ــ بفضل الدوامة التى انجرت إليها دولة إسرائيل عامة والمؤسسة الأمنية خاصة، بسبب صورة «بتْسيلمْ». فى البداية أثارت هذه الصورة غضب قيادة الجيش وبوغى يعلون، ودخل هؤلاء فى دوامة أدت إلى اثارة غضب اليمين المتطرف ضدهم، وأثار اليمينيون بدورهم غضب نائب رئيس الأركان الذى أحرج يعلون، وفى النهاية أبعد الأخير واستبدل بليبرمان.

حسنا يفعل ليبرمان لو تصالح مع رئيس الأركان غادى أيزنكوت ومع نائبه اللواء يائير غولان، فهو يحتاج إلى التوازن فى وزارته: تقديم دعم كامل للجيش لكن من دون أن يتحول إلى رئيس نقابة مهنية تمثل الجيش فى الحكومة. إن مهمته الإشراف على المؤسسة الأمنية من جانب الحكومة.

من الأفضل أن يتخلى عن شعاره «احتلال غزة وإسقاط حماس»، ويطرح بدلا من ذلك تفكيرا استراتيجيا يدفع بقطاع غزة نحو الوضع المناسب لإسرائيل ووفقا لما سوف يتقرر بشأنها. لقد نشأت الأزمة الحكومية الأخيرة حول الطريقة المتعثرة لاتخاذ القرارات فى إسرائيل. ولا يستطيع وزير الدفاع أن يتخذ بمفرده قرارات بعيدة المدى.
التعليقات