اغتيال بلعيد لم يكن الأخير - العالم يفكر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اغتيال بلعيد لم يكن الأخير

نشر فى : السبت 3 أغسطس 2013 - 9:00 ص | آخر تحديث : السبت 3 أغسطس 2013 - 11:13 ص

إعداد/ أيمن طارق أبو العلا

كتب أندرو ليبوفيتش الباحث المتخصص فى المجالات السياسية والأمنية بمنطقتى شمال إفريقيا والساحل، بالاشتراك مع هارون ى. زيلين الزميل بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تحليلا للوضع فى تونس عقب الاغتيال السياسى الثانى الذى جرى مؤخرا فى البلاد. نشر هذا التحليل بعنوان «قاتل البراهمى المزعوم: تتبع الروابط بين أبو بكر الحكيم وأنصار الشريعة وتنظيم القاعدة» على الموقع الإلكترونى لمعهد واشنطن.

●●●

هذه هى المرة الثانية خلال ستة أشهر يتم فيها تنفيذ اغتيال سياسى يستهدف رمزا من رموز التيار العلمانى فى تونس، ففى فبراير الماضى تم اغتيال شكرى بلعيد بدم بارد عندما أطلق أحدهم النار عليه فى الشارع. ومؤخرا وتحديدا فى الخامس والعشرين من يوليو الماضى اغتيل بنفس الطريقة سياسى علمانى آخر هو محمد البراهمى الذى تم إطلاق النار عليه أمام عائلته فى حى الغزالة خارج العاصمة تونس.

وفضل الباحثان أن يضعا حادثة الاغتيال الأخيرة فى سياقها الزمانى حتى يتسنى لنا أن نفهم تبعات هذا الأمر بطريقة أفضل. فالاغتيال تم فى وقت يكافح فيه الائتلاف الحكومى الثلاثى الحاكم «الترويكا» بزعامة حزب النهضة الإسلامى، حتى يسيطر على الوضع المتأزم فى تونس خصوصا مع ظهور حركة تمرد التونسية المستوحاة من تمرد المصرية التى غيرت شكل الحكم فى مصر. وهكذا أصبح وضع حزب النهضة السياسى أصعب، وما زاد الطين بلة أن عائلة البراهمى صبت غضبها على الحزب عقب وقوع الاغتيال.

وفى هذا السياق أراد حزب النهضة أن يلقى كرة اللهب بعيدا عنه وبسرعة، فلم ينتظر الحزب كثيرا بعد حادثة الاغتيال كى يعلن فى مؤتمر صحفى بلسان وزير الداخلية أن فحص المقذوفات أثبت أن نفس قطعة السلاح التى استخدمت لقتل شكرى بلعيد هى نفسها التى تم استخدامها لتنفيذ عملية الاغتيال الأخيرة. وصرح وزير الداخلية كذلك بأن عمليتى الاغتيال قام بتنفيذهما خلية إرهابية على علاقة بتنظيم القاعدة، ولم يكتف الوزير بذلك إذ أكد أنهم تعرفوا على هوية القاتل وإنه يدعى أبوبكر الحكيم.

●●●

بالطبع السرعة التى خرج بها تصريح الحكومة التونسية وتأكيدها أن تنفيذ عملية الاغتيال الإرهابية له علاقة بتنظيم القاعدة يثير بعض الشبهات. ولكن إذا كانت تصريحات الحكومة التونسية صحيحة فمن المهم أن نعرف العلاقة التى تربط أبوبكر الحكيم بتنظيم القاعدة بالحركات الجهادية فى تونس.

يقول الباحثان إنه من الصعب معرفة مدى صحة المزاعم حول أبو بكر الحكيم وما إذا كان عضوا فى «جماعة أنصار الشريعة فى تونس» أو له علاقة بتنظيم «القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى». إلا إنه من المعلوم بالنسبة للباحثين أن أبو بكر الحكيم حامل الجنسيتين التونسية والفرنسية قد شارك قبل ذلك فى البيئة الجهادية حيث كان عضوا فى شبكة لتجنيد الجهاديين فى العراق تسمى Filières irakiennes، وامتد عمل تلك الشبكة فى الفترة من 2004 إلى 2009.

كان أبوبكر مسئولا عن محطة على الطريق فى سوريا، تخدم المجاهدين الفرنسيين الذاهبين إلى العراق. ولكنه لم يستمر طويلا حيث قام النظام السورى بالقبض عليه فى 2004 وسجنه لمدة عام ثم قام بترحيله إلى فرنسا. وحكم عليه القضاء الفرنسى فى 2008 بالسجن لمدة سبع سنوات وكان من المفترض أن يطلق سراحه فى 2015 إلا أنه تم ترحيله إلى تونس قبل إنهاء تلك المدة فى وقت ما من عام 2012.

●●●

وعلى هذا الأساس لن يكون احتمال تورط أبوبكر بتنظيم «القاعدة فى بلاد المشرق الإسلامى» ضعيفا وهو الذى كانت له خبرة فى العمل الجهادى وتربطه علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة فى العراق. ولكن يبقى أمر ارتباط «جماعة أنصار الشريعة فى تونس» بتنظيم «القاعدة فى بلاد المغرب العربي» أمرا من الصعب إثباته.

على أية حال فإن الأيام المقبلة ستكشف لنا عن مدى صحة تورط تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى أو مجموعات جهادية أخرى فى اغتيال البراهمى. لكن بغض النظر عن صحة هذا الأمر من عدمه فإن أعضاء هذه الجماعات الذين تم إطلاق سراحهم من المعتقلات والسجون بعد رحيل الديكتاتور بن على لا شك سيستمرون فى لعب أدوار سياسية وأمنية فى الفترة المقبلة.

التعليقات