جمهور ضد مدرب - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 4:31 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جمهور ضد مدرب

نشر فى : الثلاثاء 4 أبريل 2017 - 9:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 4 أبريل 2017 - 9:20 م

** «لو اعتزلت التدريب الآن.. سيكون ذلك إعلانا بوفاتى»..!
** كان ذلك تعليق أرسين فينجر الذى يقود أرسنال منذ 20 عاما، على طالبات الجمهور له بالرحيل. وقد تدهورت العلاقة بين الطرفين بعد تراجع نتائج الفريق، واحتلاله المركز السادس. وحاصر بعض المشجعين ملعب تدريب أرسنال، وحملوا لافتات تطالب فينجر بالرحيل، وأن عليه أن يبحث عن عقد تدريب فى مكان آخر. وهى واحدة من المرات النادرة التى يشهد ملعب تدريب فريق إنجليزى ذلك.
** تلك المعركة دائرة منذ فترة بين فينجر وبين مشجعى أرسنال، وهناك لافتات طالبات برحيله فى مباريات الفريق. إلا أن المدرب الفرنسى يردد دائما بأنه حقق نجاحات مهمة مع أرسنال، وأنه مصمم على القفز بالفريق إلى المقدمة واستعان بجملة صرح بها بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتى الذى يحتل المركز الرابع بفارق 7 نقاط عن أرسنال. إذ قال فينجر: «جوارديولا يرى المركز الرابع فى البريمير ليج جائزة.. ونحن نستطيع الفوز بتلك الجائزة»..!
** معركة أرسنال، تطرح السؤال التالى: هل الأفضل بقاء المدرب لفترات طويلة مع فريقه أم أن التغيير أفضل؟
** الألمان يتمسكون بالفترات الطويلة، ومنذ عام 1923 حتى 2017 تولى تدريب المنتخب 10 مدربين، ومنهم من مكث سنوات طويلة مثل أوتو نيرز 13 عاما، وسيب هيربيرجر 28 عاما. وهما أول وثانى مدربين للفريق. وكذلك تجربة سير أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد معروفة، فقد استمر لعقدين من الزمن، وحقق نجاحات كبيرة. إلا أن هذا الأمر لم يعد سائدا فى أوساط الكرة الأوروبية التى بدأت منذ فترة غير قليلة فى التعامل مع المدربين وفقا للنتائج التى تتحقق، ومن أمثلة ذلك ما حدث مع المدرب الإيطالى كلاوديو رانييرى الذى قاد ليستر سيتى إلى معجزة الفوز بالدورى الموسم الماضى، ثم تمت إقالته منتصف هذا الموسم لسوء نتائج الفريق..
** إقالات المدربين تبدو فى أحيان كثيرة أفضل الوسائل لامتصاص غضب الجمهور، وغضب الإعلام. وأحيانا لا تتعامل الإدارات مع سوء النتائج لأى فريق بعمق فنى، وبدراسة الأسباب الحقيقية لها، فقد تكون لارتفاع متوسط الأعمار، أو لافتقاد اللاعبين لبعض المهارات المهمة جدا الآن ومنها السرعة، بكل ما يندرج تحت السرعة من عناوين متنوعة، سواء سرعة الجرى ـ وسرعة القرار، وسرعة الجرى القصير، وسرعة الانطلاق. وقد تتراجع النتائج لعدم توافر الدوافع لدى اللاعبين، ومنها ما يتأثر بالقيم الأولى التى يلعب من أجلها اللاعب كرة القدم أو الرياضة عموما، فهل هى قيمة النجاح والمركز الأول أم قيمة المال والشهرة بغض النظر عن النجاح؟
** معركة أرسنال قد تنتهى فى وقت قريب. وقد يكون الوقت هو اليوم حين يلعب الفريق مع وست هام.. وهى المباراة التى يتعلق بها فينجر، ويراها اهتمامه الأول الذى يستحق، وليس موضوع رحيله.. وربما سيدفع المدرب الفرنسى الثمن فى حالة خسارة اللقاء.. ولو أن جمع كبير من جماهير الفريق يكاد أن يقول: و«هل يموت أرسنال من أجل أن تحيا أنت..»؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.