انحدار الولايات المتحدة «وكل من عداها» - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 5:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انحدار الولايات المتحدة «وكل من عداها»

نشر فى : الأربعاء 4 ديسمبر 2013 - 7:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 4 ديسمبر 2013 - 7:20 ص

كتب جيمس بتراس، وهو مؤلف وكاتب، مقالا نشر على موقعه الخاص يتناول أزمة الاقتصاد الأمريكى، ويصفه بالركود، وأنه فشل فى اكتساب قوة الدفع من جديد بسبب سعيه لدخول حروب إمبريالية «مسلسلة». لكن فى الشرق الأوسط لم يكن هبوط الولايات المتحدة، بالنسبة لماضيها، مصحوبا بصعود منافسيها القدامى. فأوروبا تعيش أزمة عميقة حيث يوجد جيش من العاطلين، مع وجود نمو سلبى مزمن وقليل من علامات الانتعاش فى المستقبل المنظور. بل إن الصين، تلك القوة العالمية الناشئة الجديدة، تبطئ نموها الذى انخفض من 11٪ إلى 7٪ فى العقد الحالى. وتواجه بيجين سخطا داخليا. وتحرر الهند والصين نظاميهما الماليين بالانفتاح أمام اختراق رأس المال الأمريكى وتأثيره.

ويضيف الكاتب أن القوى الرئيسية المعادية للإمبريالية فى آسيا وإفريقيا لا تتكون من الحركات التقدمية والعلمانية والديمقراطية والاشتراكية. بل تواجه الإمبراطورية حركات دينية وعرقية وكارهة للنساء وسلطوية ذات اتجاهات انضمامية. فقد ضلت الأصوات العلمانية الاشتراكية القديمة الطريق، وهى تقدم «مبررات» منحرفة للحروب العدوانية الإمبريالية فى ليبيا ومالى وسوريا. والاشتراكيون الفرنسيون الذين عارضوا حرب العراق عام 2003 ها هم الآن يجدون رئيسهم فرانسوا أولاند يحاكى النزعة العسكرية لأمير الحرب الإسرائيلى نتنياهو.

ويرى بتراس أن المهم هو أن فرضية «هبوط الإمبراطورية الأمريكية» ومتلازمتها «أزمات الولايات المتحدة» مبالغ فيها، ومقيدة بزمن بعينه وتفتقر إلى الخصوصية. والواقع أنه ليس هناك اتجاه إمبريالى أو اتجاه حديث معاد للإمبريالية فى الأفق المنظور. ومع أنه صحيح أن الرأسمالية الغربية فى أزمة، فإن الرأسمالية الآسيوية فى الصين والهند الصاعدة حاليا تواجه أزمة مختلفة نتيجة لاستغلالها الطبقى المتوحش وعلاقاتها الطائفية القاتلة. وإذا كانت الظروف الموضوعية «مواتية للاشتراكية»، فإن الاشتراكيين، على الأقل هؤلاء الذين يحتفظون بأى وجود سياسى، مترسخون على نحو مريح فى أنظمتهم الإمبريالية. فقد انضم الماركسيون والاشتراكيون فى مصر إلى الجيش للإطاحة بالنظام الإسلاموى المحافظ المنتخب، وهو ما أدى إلى عودة المحسوبية الإمبريالية إلى القاهرة. وأيد «الماركسيون» الفرنسيون والإنجليز تدمير الناتو لليبيا وسوريا. ويؤيد العديد من التقدميين والاشتراكيين فى أوروبا وأمريكا الشمالية أمراء الحرب الإسرائيليين ويظلون على صمتهم فى مواجهة القوة الصهيونية المحلية فى السلطات التنفيذية والمجالس التشريعية.

ويختتم الكاتب مقاله قائلا: إذا كانت الإمبريالية تهبط، فكذلك حال معاداة الإمبريالية. وإذا كانت الرأسمالية فى أزمة، فإن المعادين للرأسمالية فى تراجع. وإذا كان الرأسماليون يبحثون عن وجوه جديدة وأيديولوجيين جدد لإحياء مصيرهم، أليس هذا هو الوقت الذى تصرف فيه المعادون للإمبريالية على النحو نفسه؟

التعليقات