** منذ حادث وفاة سباح نادى زهور بورسعيد يوسف محمد (12 سنة) فى بطولة الجمهورية باستاد القاهرة، وأنا أبحث عن أى معلومات تفيد وترد على السؤال: كيف حدث هذا؟
** فى جريدة الأهرام جاء خبر أمس يشير إلى قرار وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى بإحالة واقعة وفاة السباح إلى النيابة، وهو قرار ضرورى وشديد الأهمية لأن الحادث يستحق تحقيقًا. ومدرب يوسف أدلى بتصريحات عن واقعة وفاة السباح «لبرنامج مساء دى إم سى، وانتقد بشدة تصريحات بأنه يتعاطى منشطات. كما نشرت «الشروق» تصريحات لوالدة السباح السيدة فاتن فريد أدلت بها لبرنامج «تفاصيل» على قناة صدى البلد، وربنا يصبر الأم والأب وأسرة السباح، رحمه الله، لكن ما قرأته فى تصريحات الأم شىء مزعج ومؤلم للغاية، ولم أفهم حتى الآن أين كان الجميع؟ أين الحكام والمدربون والسباحون والمنقذون؟
لقد شاهدت فيديو للسباق الذى أنهاه يوسف وسجل التحكيم وصوله، وانتهى دور الحكام بتسجيل إنهاء السباحين للسباق. وبعد أن لمس يوسف خط نهاية السباق بدأ يغرق. فكيف لم يلحظ الجميع أن أحد السباحين المشاركين فى السباق لم يغادر حوض السباحة؟
وبعد دقائق، قالت عنها الأم إنها قرابة 10 دقائق، أشار أحد السباحين بوجود سباح أسفل المياه، وقال: «فى حد غرقان تحت فلم يقابل هذا بتصرف سريع؟! وأعلن الحكام فترة راحة 7 دقائق، وفقًا لتصريحات السيدة فاتن فريد والدة السباح».
** لم يلحظ أحد أن يوسف لم يغادر حوض السباحة، ولم يشاهده أحد وهو يغرق لينقذه ولو أن متفرجًا لا يجيد السباحة لربما قفز فى الماء محاولًا إنقاذ السباح الذى سقط إلى قاع حوض السباحة لسبب ما.. ثم أين الإسعاف؟
بالتأكيد كان من المستحيل إنقاذ يوسف، بعد 10 دقائق غرق، ومعها دقائق أخرى فترة استراحة، وهو تحت الماء حسب تصريحات الأم، ولم يكن مجديًا محاولات انقاذه بالمعايير الطبية، لكن المدهش أن عربة الإسعاف التى كانت موجودة بموقع السباق لم يكن بها طبيب، ولم يكن بها جهاز صدمات قلب. وحين نقل يوسف إلى أقرب مستشفى لمجمع حمام السباحة باستاد القاهرة لم يتمكن الأطباء من إنقاذه، تم سحبه من قاع حوض السباحة وقد فارق الحياة، ولم تنجح محاولات أطباء المستشفى المستميتة لإنعاش قلبه.. وهنا هل قرارات الكشف الطبى على الرياضيين خاصة على مستوى البطولة فى أى رياضة تجرى بشكل دورى، وهل تلك الكشوفات تجرى بدقة وفقًا لأدق المعايير الطبية لحماية الرياضيين من الأزمات القلبية أو حالات الإغماء أثناء بذل أقصى جهد بدنى، وهل تتضمن تلك الفحوصات العيوب الخلقية فى قلوب الرياضيين التى تعوق مارستهم للرياضة العنيفة علمًا بأن يوسف حسب؟
** المسألة ليست قرارات توقيع كشوفات طبية، وإنما توقيع الكشوفات بمنتهى الدقة وبأعلى المعايير الطبية. وبالطبع أعلن اتحاد السباحة الحداد بعد وفاة السباح يوسف محمد، وكذلك أعلن النادى الحداد إلا أننى كنت أتمنى أن يخرج مسئول باتحاد السباحة ليتحدث للرأى العام بما جرى، لإيقاف سيل من التصورات والترجيحات بشأن واقعة وفاة يوسف حتى إن البعض قال إنه لم يكمل السباق إلى النهاية وغرق أثناء المنافسة، بينما كان يوسف قد أنهى السباق فعلًا.
** إذا لم نمارس الرياضة بمنتهى الجدية والالتزام بالفحوصات الطبية الدقيقة لمن يمارسون الرياضة التنافسية على مستويات البطولة، سوف تتكرر الكارثة، رحم الله السباح الصغير وبإذن الله هو فى الجنة.