فى انتظار ما يجىء.. وما لا يجىء - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى انتظار ما يجىء.. وما لا يجىء

نشر فى : الأربعاء 5 مارس 2014 - 4:45 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 مارس 2014 - 4:45 ص

البلد كله فى حالة انتظار، كل شىء مؤجل إلى تواريخ وتوقعات بأحداث لا يعرف معظمنا هل تجىء أو لا تجىء.

يذهب شاب إلى شركة أو مصنع أو مؤسسة ليسأل أصحابها عن فرصة عمل أو تدريب فيأتيه الرد انتظر قليلا. يذهب شخص آخر إلى عمل يومى أو موسمى فيفاجأ بأن صاحب العمل يقول له ان كل الأمور مجمدة، يسأله إلى متى، فيجيب حتى تنفرج الأمور.

الشركات والمصانع الكبرى تتعثر، لا تملك مالا تضخه فى توسعات أو استثمارات كبيرة، بعضها لا يجد سيولة تكفى لدفع الرواتب والنتيجة انه لا توجد أرباح، بل ان البعض لا يجد مالا من الأصل لدفع الرواتب.

شركات وهيئات بدأت تؤخر دفع رواتب موظفيها لشهور والرد الدائم: لا توجد سيولة، والشعار: «حال البلد واقف واحمدوا ربنا إن هناك أجورا حتى لو كانت متأخرة».

استمعت إلى أكثر من رجل اعمال فى الفترة الأخيرة يقول ان هناك بلدانا وهيئات وجهات دولية عديدة تريد ضخ استثمارات ضخمة ولكنها تنتظر إشارة ما حتى تبدأ العمل.

يأتى مستثمر أجنبى ويقوم بعمل دراسة جدوى لمشروع كبير أومتوسط. وعندما يسأله أهل البلد ومتى ستبدأون التنفيذ تأتى الإجابة: نحن ننتظر حتى يتحقق الاستقرار والأمن والتوافق وتنفرج الأمور؟!.

السؤال هو: متى تنفرج الأمور؟!.

يقول كثيرون ان ذلك سيحدث عندما يتم انتخاب رئيس للجمهورية ويزيد عليهم آخرون بأن كل شىء سيكون على ما يرام حينما يتم انتخاب مجلس نواب يعبر عن الشعب صدقا وقولا.

المصانع التى تعثرت أو أفلست كثيرة ويمكن تلمس هذه التداعيات من واقع منظر الشباب على المقاهى أو بحثهم الدائم عن وظيفة فى صفحات الإعلان بالصحف أو الفضائيات والإنترنت أو هيامهم على وجوههم بلا هدف.

إذن ماذا ينتظر كل هؤلاء، وهل هناك كلمة أو لحظة أو مشهد أو حدث يمثل سحرا للناس يمكنه ان يحدث نقطة تحول كبرى فى حياتهم؟.

الرهان عند غالبية الناس والمستثمرين والتجار وأصحاب الأعمال، والعمال هو انتخاب رئيس للجمهورية وبرلمان يمثل أعلى نسبة توافق ممكنة فى المجتمع.

لدى كثيرين يقين بأن لحظة انتخاب رئيس للجمهورية ستكون فاصلة لمرحلتين مختلفتين بل هناك ايمان مطلق بأن انتخاب الرئيس سيعنى نهاية كل المشاكل التى نعانى منها مرة واحدة.

المواطنون معذورون فى الرهان على «المخلص» لأنه يريحهم من التفكير والعمل والتحمل وبذل جهد حقيقى للوصول إلى حلول عملية.

السؤال مرة أخرى: هل انتظار الجميع لهذه اللحظة السحرية منطقى؟!.

لا نملك غير التفاؤل، لكن نحذر بأن المصريين الذين «اتلسعوا» من وعود محمد مرسى وجماعة الإخوان بشأن برنامج النهضة الخيالى عليهم ألا «ينفخوا» أو يعولوا على حلول وردية.

أتمنى ان يكون الشعار الذى يرفعه أى مرشح للرئاسة هو مصارحة الشعب بالحقائق المؤلمة، وان أى حل حقيقى لمشاكلنا سوف يستغرق وقتا ويحتاج جهدا، وتوافقا للتيار الرئيسى العام فى المجتمع المصرى.

على كل مرشح ان يقول الحقيقة للشعب، ولا يتعهد إلا بما يمكنه ان يحققه فعلا، لأن انتظار الشعب لن يدوم طويلا.

اعطوا الناس أملا، لكن صارحوهم بالحقيقة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي