•• جاء اليوم الذى انتظرناه، السادس من أغسطس من عام 2015.. هو يوم افتتاح قناة السويس الجديدة، يوم انتصار الفكرة والرمز من هذا العمل قبل انتصاراته الاقتصادية. يوم فيها من المعنى أكثر مما فيه من الشكل. كل من شاهد الموقع على الطبيعة لم يصدق أن مصر حفرت هذه القناة بهذا العمق، وهذا الطول، وهذا العرض، وسط الصحراء خلال عام واحد فقط.
•• لا أصدق أن مصريا واحدا لا تسعده قناة السويس.. لا أصدق أن هناك من يمتلئ قلبه بكراهية لبلاده، لدرجة تجعله يشكك فى فرحة الناس وفى جدوى القناة وأهميتها وتأثيرها، مع أن العالم كله بشرقه وغربه وجد فى هذا العمل إنجازا غير مسبوق يستحق التقدير والإعجاب.. وقد وصل بالمشككين أن ادعوا بأن الصور التى تنشر بالإعلام عن القناة غير حقيقية.. وقال هؤلاء الأغبياء إنها ليس بالعرض نفسه ولا بالطول نفسه، وهم ينثرون شكهم، وحقدهم ومرضهم فى أوساط صفحات التواصل الاجتماعى التى باتت إعلاما خطيرا بذاته، وأرضا خصبة للشائعات والسموم، والهرتلة النفسية أيضا!
•• يا أغبياء، يا أنصار الشؤم والبوم.. كيف تبث وسائل الإعلام مشاهد غير حقيقية للقناة؟ كيف تفعل ذلك وهناك آلاف من المصريين ذهبوا إليها وملأوا أعينهم بها.. كيف وهناك آلاف العمال والمهندسين من أولادنا عملوا بها وكيف وهناك عشرات العيون من الصحف والكاميرات الأجنبية التى تلتحفون بها؟
•• قناة السويس أهم إنجاز مصرى فى العصر الحديث قياسا بزمن العمل والانتهاء منه، وقياسا بالروح الوطنية التى دفعت الشعب المصرى إلى تمويل المشروع بمبلغ 64 مليار جنيه فى 8 أيام.. وقياسا بمشاعر الفرحة التى سيطرت على المصريين، وهو من أهم المشروعات القومية قياسا على العائد الاقتصادى المتوقع منه ولو بعد عقدين من الزمان.. وهو واحد من أهم المشروعات القومية مثل حرب أكتوبر والسد العالى.. إن الدول تعمل لأجيال قادمة.. ومصر تعمل الآن لأجيالها القادمة. وستكون مشروعات الطرق من أهم المشروعات القومية التالية، فقد كانت الطرق من أسرار نهضة الولايات المتحدة على مدى عمرها القصير، حين شقت الطرق لمائة عام قادمة، فى وسط صحارى جرداء.. ومن كوارثنا فى العقود السابقة أننا كنا نعمل للحاضرين وليس للقادمين.
•• قناة السويس الجديدة كانت كلاما وحلما قبل سنوات، ثم أصبحت اليوم مشروعا وإنجازا.. المهم هو القدرة على الفعل، وليس الكلام..المهم هو الثقة فى النفس وفى أبناء الوطن وقدرتهم على الأداء.. فألف تحية لكل عامل ومهندس شارك فى حفر القناة. وألف تحية للقوات المسلحة، وللفريق مهاب مميش وللواء كامل الوزيرى.. وألف تحية لكل مصرى ساهم بعرقه أو بماله أو بفكره فى بناء هذا الحلم.
•• إن من يشاهد القناة على الواقع سوف يهتف من قلبه تحيا مصر، ومن يشاهد صورة القناة، فقط صورتها سوف يهتف تحيا مصر التى تصرف الشياطين.. تحيا مصر بإرادتها وبقوة شعبها.
•• إنها مصر.. وإنها القناة الجديدة.