مهنة «الخطَّابة» فى السعودية تواجه تحديات العصر - قضايا مجتمعية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مهنة «الخطَّابة» فى السعودية تواجه تحديات العصر

نشر فى : السبت 7 نوفمبر 2020 - 7:55 م | آخر تحديث : السبت 7 نوفمبر 2020 - 7:55 م

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتبة هالة تاشكاندى تناولت فيه التحديات التى تواجه مهنة الخطّابة فى السعودية فى ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية التى تحدث.. نعرض منه ما يلى.

فى المملكة العربية السعودية، نجحت المهارات التقليدية لـ«الخطّابة» فى تجاوز التحديات الجديدة التى فرضتها التغيرات الاجتماعية والثورة التكنولوجية واستكمال ممارسة تجارتهم.. على الرغم من التغيرات الاجتماعية التى شهدتها المملكة وزيادة فرص الاختلاط والالتقاء بين الرجال والنساء، إلا أن الخدمات التقليدية التى تقدمها الـ«خطّابة» مازالت مطلوبة كما كانت سابقا.
عند سماع كلمة «الخطّابة»، فعلى الأرجح سيأتى إلى ذهن البعض صورة المرأة العجوز من فيلم مولان التى تثير الرعب فى نفوس الشابات الصينيات اللائى يسعن إلى جلب الشرف لعائلاتهن. ولكن ما يسعى إليه «الخطّابات» فى السعودية هو إيضاح الحقيقة، فكل ما يأملونه هو شيء واحد فقط؛ اتحاد ناجح وسعادة لكل من يسعى للحصول على خدماتهن.
تقول أم ناصر ــ خطّابة فى الخمسين من عمرها ــ لصحيفة عرب نيوز أن بعد مرور أربعة عقود من زواجها أصبح لديها خبرة لا تقدر بثمن عما يجعل الزواج ناجحا، ليس الحب على رأسه. تجوزت أم ناصر فى سن السادسة عشرة، غاب عن زواجها الحب من أول نظرة، ولكن قويت علاقتهما بالاحترام المتبادل والتفاهم، وهما بالنسبة لأم ناصر، أساس الزواج. الجميع يرغب فى قصص خيالية رومانسية، ولكن ما يعرض فى الأفلام وهم زائف، فالشغف يبرد ويتلاشى، وما يتبقى هو الاحترام الذى يصبح الأساس القوى والشيء الوحيد الدائم. متابعو أم ناصر على تويتر تجاوزوا الـ10 آلاف، والذى تستخدمه لمساعدة العزاب السعوديين فى العثور على شركاء حياتهم من خلال إنشاء «ملف مواعدة» لزبائنها. تطلب أم ناصر من زبائنها معلومات شخصية مثلا عن طولهم وعمرهم ومواصفات شريك حياتهم... إلخ. بعد ذلك تقوم بعمل «تغريدة» بتلك المواصفات، وما على الشخص المهتم إلا إرسال رسالة خاصة لأم ناصر يعرب/تعرب فيها عن اهتمامه/ها. إذا تطابقت مطالبهم، توفر لهم أم ناصر القنوات المناسبة لمزيد من التعارف. وأضافت أم ناصر أنها إذا وجدت مواصفات شخصين مناسبين لبعضهم البعض، تقوم على الفور بترتيب التواصل بينهم، والذى يتم فى العادة من جانب الوالدين أو الوصى للسيدات، والأم أو الأخت أو العمة بالنسبة للرجال.. قامت أم ناصر فى خلال 20 سنة بتزويج أكثر من 300 ثنائى مازال معظمهم يتمتع بحياة ناجحة.
لكن، مع التغيرات الاجتماعية فى المملكة وزيادة فرص الالتقاء بين الرجال والنساء فى أماكن العمل أو الدراسة أو المناسبات الاجتماعية، كيف استطاع عمل «الخطّابة» فى الاستمرار؟
أم منصور، تعمل أيضا خطّابة، قالت لـ«عرب نيوز» إن أعمالها حققت شهرة كبيرة فقط من خلال تناقل الكلام. فهى لا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى، فقط يقوم عملاؤها السابقون بترشيحها إلى أصدقائهم وعائلاتهم. بالنسبة لأم منصور الزواج هو أكثر من مجرد علاقة، هو شراكة مما يعنى أن على الجميع المساهمة بدرجة متساوية لتسيير أمورهم. فالزواج أخذ وعطاء.
تقول أم منصور إن طلبات الزواج ممن دون الثلاثين عاما أصبحت قليلة الآن.. وزبائنها يأتون من أقلية تم نسيانها فى المجتمع. فتقول أم منصور إن المجتمع السعودى لديه صورة سلبية عن المطلقة أو الأرملة، اللائى يكن فى الواقع ضحايا ظروف مأساوية. لذلك تبذل أم منصور ما فى وسعها لمساعدتهن.
لكن، ما هى صورة الخطّابة فى عيون الشباب؟ سألت «عرب نيوز» الشباب دون سن 30 عاما عما إذا كانوا يقبلون الزواج المدبر أم لا، وماذا يتوقعون من شريك حياتهم؟
قالت سارة المطيرى البالغة من العمر 22 عاما إنها تقبل فكرة الزواج المدبر بشرط أن تتاح الفرصة للتواصل مع الشخص المختار لها. وتقول إن إذا اختار أهلها شخصا رأوا أنه مناسب لها فلن ترفضه، إلا أنها لا تستطيع أن تتزوج من شخص غريب عنها، ولذلك تفضل أن تجتمع معه لفترة حتى تتعرف عليه، حتى لو تم اللقاء تحت إشراف الأهل.
يقول حسام العجمى، البالغ من العمر 30 عاما، إنه قد يفكر فى الذهاب إلى خطّابة إذا لم يقابل شريكة مناسبة بمفرده فى السنوات القليلة المقبلة قبل وصوله إلى سن 35. يقول العجمى إنه تأخر فى الزواج بسبب الظروف المادية الصعبة. واتفقت معه ياسمين الخضير، البالغة من العمر 27 عاما، فتقول إن السبب الرئيسى لعدم زواجها هو ارتفاع النفقات وأسعار السكن. وترفض أيضا أن يقع كل العاتق المادى فى الأسرة على الرجل. فتقول إنها ترغب أن يكون زواجها مشاركة، إلا أن بعض الرجال فى المجتمع السعودى يرفضون ذلك بسبب الضغط المجتمعى عليهم. إلا أن ياسمين ترفض الزواج المدبر وترغب فى التعرف على شخص بطريقتها وبناء روابط معه قبل القفز إلى الزواج. لكن ما يقف عائق أمامها أن المواعدة فى المجتمع السعودى مازالت فكرة غريبة، إلا أنها ترى أنه من الممكن القيام بذلك بطريقة محترمة تتماشى مع الدين والتقاليد.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

قضايا مجتمعية قضايا مجتمعية
التعليقات