"قررت الحكومة الفرنسية منذ 4 أيام علاج الدكتور محمد السيد سعيد من مرض سرطان الجلد على نفقتها لمدة عام كامل؛ تقديرا لمكانته الثقافية والعلمية".

ليس في الأمر نكتة! فهذا الكلام نشرته جريدة "المصري اليوم" صباح الأحد الماضي. والأكثر إيلاما أن الدكتور محمد السيد سعيد، الذي قررت فرنسا وليست مصر علاجه على نفقتها، يقول موقع محافظة بور سعيد الحكومي عنه إنه "فخر أبناء المحافظة" حيث ولد فيها في 28 يونيو 1950، كما يقول موقع مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إنه يعمل مديرا له، ومنسقا دائما باليونسكو، ومستشارا لمجلة أحوال مصرية، وأن مجالات تخصصه هي: العلاقات الدولية والعلاقات الاقتصادية الدولية والعالم العربى والشئون المصرية، مؤكدا أنه حصل على بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1972 والماجستير فى العلوم السياسية ثم الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة نورث كارولينا عام 1984.

كما حصل على جائزة التفوق، التي تمنحها مصر، في العلوم الاجتماعية عام 1995، وأنه ألف 4 كتب بالعربية حول الشركات متعددة الجنسية، والهجرة إلى إسرائيل، والهجرة الداخلية في مصر ونزوح العمالة بعد حرب الخليج، ومقالات عديدة حول حقوق الإنسان، والاقتصاد السياسي، والمنظمات الدولية، لكن هذا كله لم يشفع للرجل لكي تقرر الدولة علاجه على نفقتها ففعلتها فرنسا!

وكان من الصدف المدهشة، حقا، أن يتزامن قرار علاجه في فرنسا مع ما نشرته جريدة "البديل"، التي أسسها ورأس تحريرها قبل مرضه، من أن التأمين الصحي المصري يرفض صرف أدوية علاج السرطان للمرضى لأنها غالية الثمن، في حين أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تؤكد انضمام ١٠٠ ألف حالة جديدة سنويا إلى أعداد المرضي المتراكمين من السنوات السابقة في مصر.

يا دكتور محمد سلامتك.. وأوقن أنك لن تغضب من مصر فستحفظ لك أنك دافعت عن أرضها في حرب 1973، مثلما دافعت عن حقها في الإصلاح والديمقراطية في معرض الكتاب، كما دافعت عن حقوق عمالها وطلابها ودفعت ثمنه بسجنك.