الرأسمالية.. وتغير المناخ - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 5:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرأسمالية.. وتغير المناخ

نشر فى : السبت 8 يوليه 2023 - 7:50 م | آخر تحديث : الأحد 9 يوليه 2023 - 12:30 ص

نشر موقع Eurasia Review مقالا يوضح بشكل مبسط الفاعل الحقيقى الذى يقف وراء وقوع الأضرار البيئية وتغير المناخ. إذ بينما توجه أصابع الاتهام إلى الشعوب وعاداتهم الاستهلاكية الخاطئة، تعمل الرأسمالية بلا هوادة على استغلال الناس والبيئة لتعظيم الأرباح مما يؤثر سلبا على حياة الكوكب. ومن ثم، ستبقى الأزمات البيئية قائمة ما بقيت الرأسمالية، مما يعنى أن تحقيق الاستدامة البيئية فى جوهره جزء لا يتجزأ من النضال ضد الرأسمالية... نعرض من المقال ما يلى:
بداية، النظام الرأسمالى العالمى يخلق ويحافظ ويوسع الخلل البيئى عن طريق استغلال الطبيعة والبشر باستمرار. الاحتباس الحرارى، والأزمة البيئية، وتلوث المياه والهواء، والتصحر، والفيضانات، والأعاصير، وانعدام الأمن الغذائى، وازدياد الأمراض المختلفة هى نتاج للرأسمالية. والطبقة العاملة لا تساهم فى إحداث مثل هذه الأزمة، بل هى ضحية لهذا الخلل.
تغير المناخ يُنظر إليه على أنه أزمة وقضية بيئية، مما يشير إلى أنه يمكن السيطرة عليه من خلال سياسات تعزز الإنتاج المستدام وتقليل الاستهلاك اليومى. ومع ذلك، فإن مثل هذا الإطار يواجه ثلاثة تحديات رئيسية. أولا، فشل فى معالجة الطابع الأساسى للرأسمالية كنظام قائم على الاستغلال اللامحدود. ثانيا، يضع عبء القضايا البيئية على عاتق الشعوب، بينما يتجاهل دور الرأسمالية وتأثيراتها الضارة على البيئة. أخيرا، يتجاهل التأثير غير المتناسب للكوارث البيئية على الطبقة العاملة. بكلمات أخرى، يميل الخطاب الرأسمالى إلى إلقاء اللوم على الناس وعاداتهم الغذائية ورغباتهم النهمة كأسباب لأزمة المناخ، بينما فى الواقع، الرأسمالية هى التى تقوض أسس المجتمع المستدام القائم على الاحتياجات وتعزز المجتمع القائم على الرغبة من أجل استدامته.
إذن، الرأسمالية تتسبب فى الأضرار البيئية مما يجعلها غير قادرة على حلها. وعلى الرغم من دورها الواضح فى نمو الكوارث البيئية، إلا أن النخب والأشخاص المثقفين يستمرون فى الترويج للرأسمالية متجاهلين تأثيرها الضار. إذ يحاول الأشخاص المدافعون عن الرأسمالية إعادة تغليف النظام الاستغلالى كرأسمالية مساهمين. وبالنظر إلى هذا السياق، يصبح من الضرورى للتيار التقدمى تغيير الخطاب بناء على الحقائق البيئية فى ظل الرأسمالية، مع الاعتراف بأن العدالة المناخية هى حلم بعيد المنال فى هذا الإطار.
تتطلب معالجة قضايا المناخ معالجة القضايا الطبقية أيضا. الكفاح من أجل الاستدامة البيئية هو فى جوهره نضال ضد الرأسمالية. ويتطلب حل أزمة المناخ إعادة توزيع الموارد ووسائل الإنتاج لمعالجة قضايا الفقر وعدم المساواة والتخلف. إذن، يتطلب التغلب على أزمة المناخ الانخراط فى صراعات طبقية.
إجمالا، يعتمد مستقبل الناس وكوكبنا على ثلاثية تتكون من تضامن واسع النطاق من جميع الحركات البيئية، وفهم مشترك لطبيعة الرأسمالية وتأثيراتها الضارة على البيئة، والاعتراف بأن قضايا المناخ هى فى الأساس قضايا طبقية. وتبنى هذه المبادئ ضرورى فى تعزيز عالم مستدام بيئيا.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلى:
http://bitly.ws/KCHu

التعليقات