..مثل طرفى المقص - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

..مثل طرفى المقص

نشر فى : الأحد 8 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 8 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

●● قرار الاعتذار المفاجئ عن عدم المشاركة فى دورة الفرانكفون التى تستضيفها فرنسا قبل انطلاقها بثمان وأربعين ساعة، ولعبة شد الحبل بين وزارة الرياضة وبين اللجنة الأوليمبية، هو ما عاب هذا القرار. ولست متحمسا أصلا لدورة ألعاب الفرانكفون فى شقها الرياضى. على الرغم من مشاركة 55 دولة. لكن عدم وجود صبغة رسمية أوليمبية للدورة لا تبرر هذا الاعتذار. فهذا يضع قيدا على طاهر أبوزيد وزير الرياضة كى يعتذر عن عدم الاشتراك فى دورات التضامن الإسلامى والألعاب العربية مثلا، وهى ليست ذات صبغة رسمية أوليمبية تماما مثل ألعاب الفرانكفون. لكن فى الواقع هناك مكاسب أكبر وأعرض من المشاركة فى تلك الدورات. منها أن تكون مصر موجودة. فقط موجودة. لاسيما فى الظروف التى تمر بها البلاد، بالإضافة إلى أن برنامج دورة ألعاب الفرانكفون يتضمن أنشطة ثقافية متنوعة، منها الموسيقى، والشعر والتصوير والرسم. وفى هذا السياق كان ممكنا أن تنقل البعثة رسائل مصرية تعبر عن المرحلة التى تمر بها مصر فى ظرف ثقافى بعيدا عن السياسة. وهى رسائل مهمة خلال تلك المرحلة الصعبة التى تعيشها البلاد..

●● يبقى فى هذا الموضوع أمران. الأول أن قطبى الإدارة الرياضية المصرية كانا مثل طرفى المقص كلاهما يمضى فى اتجاه أثناء مناقشة المشاركة فى الفرانكفون، فقد رأى وزير الرياضة أن هناك مخالفة فى تشكيل البعثة ومعه حق. ورأت اللجنة الأوليمبية أنها مستقلة، وسيدة قرارها، ولم يكن معها حق طبقا للوائح المنظمة للعمل الرياضى. وفى الحالتين سار الحوار عبر وسائل الإعلام وشهد الشد والجذب. وانتهى بكرسى فى الكلوب. وهذا الكلوب كان نقطة ضوء فى سماء الرياضة المصرية وليس كشافا يضىء فرحا فرنسيا.. الأمر الثانى أن التبرع بتكلفة سفر البعثة ومشاركتها لمصلحة صندوق دعم مصر كان تبرعا مسرحيا. فهو من خزينة الدولة لأجل الدولة. وفكرة التبرع للصندوق قامت على الدور الشعبى بالأساس.. إننا فى أشد الحاجة إلى العمق والرؤية فى القرارات وفى دراسة القرارات قبل إصدارها. فعمرنا كله ضاع فى اتخاذ القرار ثم دراسته بعد إقراره..

●● كنت بصدد مناقشة مشكلة القمة الحائرة وملعبها الحائر، ومباراة المنتخب الحائر أمام غينيا ومكان اللقاء الذى يجب أن يكون.. لكن من الواضح أن هناك فى صفوف قبائل الألتراس من يرغب فى إفساد كرة القدم، وفى إفساد الرياضة وإفساد حياتنا الطبيعية. خاصة أن كل شغب وعنف فى مباراة ينقل مباشرة على الهواء ويشاهده الملايين فى نفس اللحظة. وهذا الشغب يكون رسالة سوء لمن يرغب فى نقل تلك الرسائل بنية سيئة، وبصورة أفضل من عنف فى مظاهرة منقولة على الهواء.. وإزاء العقوبات التى طالت الأهلى لم يعد هناك مجال للمطالبة بفتح الملاعب أمام الجماهير فى الوقت الراهن. ولم يعد هناك مجال لأمل فى الحد من الشغب بصوره المختلفة، ولم يعد هناك من يجرؤ على تلك المطالبة خوفا من أن يكون أحد الدعاة إلى كارثة أخرى فى ملاعبنا؟!

●● سؤال الأسطر الأخيرة، إذا كان هذا حال مباراة للمنتخب ومباراة قمة بين الأهلى والزمالك: أين وكيف ستقام مباريات كأس مصر الماضى والدورى القادم؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.