التحولات فى الشرق الأوسط.. التحديات والفرص - مواقع يهودية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحولات فى الشرق الأوسط.. التحديات والفرص

نشر فى : الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 - 8:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 - 8:20 م

نشر موقع Jewish News Syndicate مقالا للكاتب Jacques Neriah، يصف فيه حال منطقة الشرق الأوسط وكيف أنها ستشكل تحديا لإدارة الرئيس الأمريكى المنتخب بايدن... نعرض منه ما يلى:
سيحاول المؤرخون تقييم سياسة دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط، وفى الواقع، يختلف الشرق الأوسط لعام 2020 كثيرا عن الشرق الأوسط فى عام 2016 أثناء إدارة أوباما... ويمكن الإشارة إلى التحولات التالية:

الشرق الأوسط أكثر استقطابا من أى وقت مضى
بعد أربع سنوات من توليه المنصب، يترك ترامب وراءه شرق أوسط ممزقا. لم يلعب كوفيد ــ 19 دورا مهما فى السياسات الخارجية لأى من الأطراف المعنية فى المنطقة. لكن أدى الوباء إلى تفاقم التوترات الاجتماعية الداخلية فى هذه الدول. وعلى المستوى الإقليمى، أصبح الشرق الأوسط أكثر انقساما من أى وقت مضى بين الائتلافين المؤيدين والمعارضين لإيران، وبين أولئك الذين يفضلون التقارب مع إسرائيل وأولئك الذين يعادونها، وبين الأنظمة المستقرة وغير المستقرة.

«الخطوط الحمراء» الدموية فى سوريا
لقد ورث نظام ترامب نهج أوباما تجاه سوريا. حيث شرعت إدارة ترامب فى مفاوضات خلف الكواليس مع روسيا وتركيا لتحقيق الاستقرار فى شمال سوريا. نتيجة لذلك، يوجد اليوم تقسيم لسوريا إلى ثلاث مناطق رئيسية: المنطقة الكردية فى الشمال الشرقى تحت مظلة الولايات المتحدة، ومنطقة يسيطر عليها مسلحون فى إدلب تحت الحماية العسكرية التركية، وبقية سوريا حيث يحكم بشار الأسد بمساعدة إيران ووكلائها.
الأسد ليس قريبا من نهاية الحرب الأهلية لأنه لا يستطيع أن يفرض حدا لها بدون الإيرانيين ووكلاء إيران والجيش الروسى. إنهم غير قادرين على إكمال المهمة التى بدأوها قبل سبع سنوات بسبب الحقائق على الأرض وبسبب الاعتبارات الجيو ــ استراتيجية.

صعود حزب الله فى لبنان
لبنان، الذى لم يتعافَ من الحرب الأهلية الطويلة (1975 ــ 1990)، يتعرض مرة أخرى للهجوم. فلم يتمكن النظام الطائفى الذى تم الاتفاق عليه فى نهاية الحرب الأهلية من احتواء التوترات الطائفية. كما أصاب اتفاق الائتلاف، الذى وقع عام 2005، الجسم السياسى اللبنانى بالشلل لدرجة أنه لا يمكن التعامل مع أى قضية دون موافقة حزب الله وحلفائه. فالخلاف بينهما يعنى الجمود فى انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومات وتعيين كبار المسئولين.
حقيقة أن حزب الله يسيطر الآن على السياسة اللبنانية يبعد الحلفاء (بشكل رئيسى المملكة العربية السعودية ومعظم دول الخليج). إنهم يقاطعون النظام المالى اللبنانى، الأمر الذى أحدث فى عام 2019 أزمة اقتصادية حادة وغير مسبوقة أدت إلى اندلاع حركة شعبية تطالب بالإصلاح السياسى ومعاقبة الطبقة السياسية الفاسدة وتأسيس حكومة جديدة غير طائفية.
فجأة وجد حزب الله نفسه تحت الهجوم وفى موقع الدفاع. ومع ذلك، نجح حزب الله بمساعدة حليفه، الرئيس اللبنانى، فى تحويل الوضع الفوضوى إلى وضع أكثر فوضوية، ونفى أى إمكانية لتغيير حقيقى. من جانبها، هددت الولايات المتحدة بوقف المساعدات طالما أن وزراء حزب الله جزء من الحكومة. بل إن حزب الله رفض الانصياع للشروط الفرنسية الضرورية لإطلاق جهد دولى لحل محنة لبنان الاقتصادية غير المسبوقة.

أوضاع ليبيا الممزقة ودول شمال إفريقيا
ظلت ليبيا منقسمة، مع حكومتين متنافستين فى طرابلس وبنغازى، كل منهما متحالفة مع لاعبين دوليين ــ وقفت تركيا إلى جانب حكومة طرابلس؛ اختارت مصر وروسيا وفرنسا المشير خليفة حفتر فى الجزء الشرقى من ليبيا.
بعد أربع سنوات، تواصل الدول العربية الأخرى فى شمال إفريقيا الكفاح من أجل الاستقرار. تحارب تونس الأحزاب الإسلامية التى تحاول فرض أسلوبها، وهو أسلوب غريب عن الإرث العلمانى الطويل لتونس. فى غضون ذلك، تبحث الجزائر عن هيكل سياسى جديد ليحل محل جبهة التحرير الوطنى. وتواصل الحكومة الجزائرية محاربة التنظيمات المتطرفة التى لا تزال نشطة، خاصة فى الجزء الجنوبى من البلاد.
شهد المغرب أيضا توترات اجتماعية هددت النظام الملكى، بسبب الركود الاقتصادى والضغوط القادمة بشكل خاص من المجموعات الاجتماعية الأمازيغية التى تطالب بقدر أكبر من الحكم الذاتى. لكن سيؤثر التوتر الأخير والمواجهة العسكرية مع قوات البوليساريو المدعومة من الجزائر على استقرار النظام الملكى فى المستقبل المنظور.
وبالنسبة للجماعات المتطرفة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، فعلى الرغم من مواصلة إدارة ترامب مواجهتها، إلا أن الجماعات المتطرفة لا تزال حية فى بعض الدول العربية. وعلى الرغم من جهود فرنسا والولايات المتحدة فى محاربة التطرف فى إفريقيا، وجد التطرف ملاذا فى حزام الساحل (مالى، موريتانيا، الجزائر، ليبيا، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، شمال الكاميرون، وسط إفريقيا، السودان، تشاد).

النشاط المفرط لتركيا
بعد غياب طويل عن الأضواء، أصبحت تركيا لاعبا فى الشرق الأوسط. ونتيجة لتورطها المتزايد فى الصراعات العربية، قررت تركيا استعراض عضلاتها فى مناطق خارج أراضيها.
فى المقابل، وقعت تركيا اتفاقية مع حكومة الوفاق الوطنى بشأن المنطقة البحرية الاقتصادية فى وسط البحر الأبيض المتوسط، وهى اتفاقية عرضت للخطر المصالح البحرية لمصر وقبرص وإسرائيل واليونان. كما تجلى موقف تركيا العدوانى من خلال قرارها إرسال سفن للتنقيب عن النفط فى شرق البحر المتوسط مما أزعج الاتحاد الأوروبى.
كما تحدت تركيا الولايات المتحدة من خلال الحصول على نظام دفاع جوى متطور من روسيا. بالإضافة إلى قتال تركيا المتمردين الأكراد فى العراق. وفى سوريا، قررت تركيا الدفاع عن محيط إدلب، الذى يضم أيضا عددا كبيرا من التنظيمات المتطرفة.
ومع الإطاحة بنظام البشير فى السودان، يبدو أن تركيا فقدت موقعا ثمينا فى البحر الأحمر، جزيرة سواكن، والتى استأجرها البشير لتركيا.

إيران تنتهز الفوضى
شكل الوضع الفوضوى فى الشرق الأوسط فرصة لإيران لمواصلة جهودها الحثيثة لتعزيز موقعها فى المنطقة. فى السنوات الأربع الماضية، أصبحت إيران لاعبا هاما فى الشرق الأوسط العربى، مستخدمة وكلاءها من حزب الله والفصائل الأجنبية من الميليشيات الشيعية المنظمة تحت درع فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى لتعميق وجودها السياسى فى المنطقة. مثال على هذا الواقع الجديد هو العبارة الشهيرة «إيران تسيطر على أربع عواصم عربية» ــ بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء.
ومع ذلك، فإن الحلقة الأكثر أهمية فى السلسلة الإيرانية تظل حزب الله الذى يمتلك 130 ألف صاروخ لاستهداف إسرائيل. كما ركزت إيران على زعزعة استقرار دول الخليج والمملكة العربية السعودية بشكل أساسى. مثال على ذلك، شن إيران، العام الماضى، ضربات صاروخية وطائرات مسيرة على منشآت نفطية سعودية الأمر الذى عطل سوق النفط العالمى.
أخيرا، على مدى السنوات الأربع الماضية، واصلت إيران المضى قدما فى برنامجها النووى، متجاهلة العقوبات الأمريكية وعدم الاستقرار الداخلى. ولم تتردد إيران فى مواجهة الولايات المتحدة عسكريا فى عدة مناسبات، كان آخرها إطلاق صواريخ على قاعدة جوية أمريكية فى العراق ردا على مقتل سليمانى.

الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية
مازال الصراع العربى الإسرائيلى، وتحديدا الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، لم يحل بعد. وعلى الصعيد العربى، نجد سوريا ولبنان مشغولتين بمشاكلهما الداخلية وليسا فى وضع يسمح لهما بتكريس الوقت والجهد لإسرائيل. لكن لا ينبغى تجاهل مساهمة إيران فى تسليح حزب الله بأسلحة متطورة وصواريخ دقيقة التوجيه وفى نشر ميليشياته على جبهة الجولان فى مواجهة إسرائيل، وهى إجراءات تنطوى على احتمال مواجهة عسكرية إذا تضررت مصالح إسرائيل.
على الجبهة الداخلية الفلسطينية، هيمنت على المشهد مبادرة ترامب للسلام ورفض السلطة الفلسطينية التعاون وحتى الدخول فى حوار مع الإدارة الأمريكية.
هناك أيضا المواجهة بين عباس وخصمه محمد دحلان التى بدأت تتكشف لتوها، وقد تكون مصحوبة بصدامات دامية بين الفصائل المتناحرة. وبالنسبة للتحول المفاجئ فى السياسة من قبل السلطة الفلسطينية فى إعادة سفرائهم إلى البحرين والإمارات العربية المتحدة، بعد سحبهم ردا على توقيع البلدين على اتفاق ابراهام مع إسرائيل فى سبتمبر، قد يكون إشارة إلى الإدارة الأمريكية المقبلة بأن الفلسطينيين سيبدأون صفحة جديدة بعد اتهام ترامب بتجاهل حقوقهم.
***
ختاما، ترث إدارة بايدن شرق أوسط مليئا بالتحديات والمفاجآت. ومن المنطقى أن تولى جميع الأطراف المعنية اهتماما لما ستكون عليه خطواتها الأولى مع مجىء الفريق الجديد فى البيت الأبيض.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:
https://bit.ly/37IOxhi

التعليقات