الرابح والخاسر فى 2015 - محمد مكى - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 1:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرابح والخاسر فى 2015

نشر فى : السبت 9 يناير 2016 - 11:25 م | آخر تحديث : السبت 9 يناير 2016 - 11:25 م
الإنسان العربى ربما يكون الخاسر الأكبر فى 2015 المنقضية قبل أيام، فمازالت صورة الطفل إيلان السورى وهروب السوريين من جحيم الحرب الدولية على أرضيهم تهز ضمير العالم ومعهم العراقيون وفئة غير قليلة من دول عربية شتى، تحولت بفضل فساد الساسة وأنظمة متعاقبة إلى نار فى الأرض، وتحولت فكرة الرعب من تقسيم المنطقة فى الماضى إلى مستقبل غير بعيد، يجهز له داخل أروقة شركات السلاح وأجهزة المخابرات فى محاولة لخلق «سايكس ــ بيكو» القرن الواحد والعشرين، لندخل فى متاهة جديدة تكون إسرائيل فيها الرابح الاكبر، ومن قبلها دول الاستعمار الجديد التى تزيد ارباحها السنوية من عوائد المال العربى المهاجر ليس بسبب عدم وجود فرص للتوطين والاستثمار بقدر ما هو مهاجر بحثا عن ملاذات آمنة بعيدة عن عيون المظاليم فى تلك البلاد التى كانت تفيض لبنا وعسلا فى الماضى ونفطا فى الحاضر.

● الاقتصاد العربى الخاسر أيضا فى 2015 فسمعنا فى العام الماضى «قليل الافراح» وانتهاء اليمن السعيد، عن عجز فى موازنة الدول النفطية التى عاشت سنوات الطفرة والترفيه، فهبوط اسعار البترول حتى 35 دولارا للبرميل، جعلت توقعات الدخول فى أزمة وجودية لبعض الدول بحلول نهاية العقد الحالى غير مستبعدة، وتجعل السعر التعاقدى لخام النفط الامريكى 2020 والبالغ 60 دولارا يحمل تغييرا جذريا فى مشهد اقتصاد المنطقة اذا وضع فى الحسبان تكلفة وفاتورة الحرب التى مازال جزء كبير منها بالوكالة ويفوق احلام الاحتلال الغربى.
● فى مصر عندما تكون الفرحة بزيادة الدين وجلب مزيد من المساعدات مصدرا للتفاخر، تكون مصر خاسرة فى 2015، وما يأتى فى 2016 من أموال بنفس المنوال يزيد الحزن، وشهادة الثقة فى الاقتصاد تكون من خلال زيادة الاستثمار وفرص العمل، دون انكار اننا ما زالنا فى مرحلة صعبة، وأن اموال القروض الخارجية من حقنا باعتبارنا دولة مساهمة فى تلك المؤسسات الدولية، والتباهى بزيارة الشركات والمؤتمرات ما لم يترجم إلى تعاقدات لا مذكرات عبث لا يقدر الناس على تحمله اكثر من ذلك. واقتراض بدون بناء واستثمار وهو ميراث غير نافع للاجيال القادمة حتى لو كان سداد الديون امد الدهر لا على عدد من السنوات.
أراك تسألنى من الرابح اذا تكلمنا عن مصر اقول لك شركات رجال الاعمال وخاصة من مد جسور مع انظمة الحكم المتعاقبة فى مصر، وبعضها مازال يحافظ على تلك الحظوة، فزواج المال بالسلطة ما زال قائما حتى لو كان أقل فجاجة، فما زال الاستثمار فى مصر يحقق ارباحا تزيد على 30%، ومن حول نشاطه خارجها فيما بعد 25 يناير يعلم ذلك جيدا، ومن يجلس على ترابيزة التفاوض من رجال الاعمال فى الوقت الحالى همه الاكبر كيفية الحفاظ على تلك العوائد، والاستثمار فى صورة نموذج «طلعت حرب» غير موجود الآن على الاطلاق. والاراضى والعقارات ما زالت الاكثر ربحا فى ظل سنوات من الفساد فى ملف الاراضى ولعل قانون الولاية على الاراضى ومنحها للاستثمار فقط يغلق ذلك الفساد.
والرابح فى الوطن العربى كل الانظمة التى شاخت فى مناصبها سنين طويلة، وما زالت باقية، وإن كانت تشعر بالقلق وايام لا أحد يعلم ما فيها، بعد سقوط أنظمة عاتية فى مصر وليبيا والعراق وسوريا وتونس واليمن كان الحلم باختفائه فى المنام، يذهب بصاحبه إلى «الاختفاء القسرى» الكلمة الاكثر تهذيبا فى وقتنا الحاضر لزوار الفجر.
والرابح الأكبر أعتقد فى عالمنا خلال 2015 وما قبلها وما بعدها الذى لم يؤذ أحدا.
كل عام أنتم.. ومن تحبون بكل خير.
التعليقات