التمثيل المشرف وأسطورة الفرد الواحد - محمد مكى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 5:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التمثيل المشرف وأسطورة الفرد الواحد

نشر فى : السبت 9 يونيو 2018 - 8:45 م | آخر تحديث : السبت 9 يونيو 2018 - 8:45 م

يستقبل المصريون خلال أيام عدة مناسبات من كأس العالم فى روسيا، وحكومة جديدة بقيادة مصطفى مدبولى، وقبلها انتخاب رئيس لمدة أربع سنوات قادمة وغيرها، فهل يمكن أن نتجاوز مرحلة التمثيل المشرف، وتمضية الايام دون تحقيق نتائج، مع تحطيم اسطورة تقديس الفرد التى فى الغالب يكون أبرز إنجازته الحصول على اللقب، واستبدال تلك الحالة إلى نجاح وليس مجرد التواجد. وأن يكون العمل الجماعى وليس الفردى شعار تلك المرحلة مع محاسبة المقصر ومكأفاة المجيد.
فمن غير اللائق أن يقال عن «منتخب مصر» إنه «منتخب صلاح»، رغم أهمية اللاعب وقدرته العالية العالمية وأخلاقه الرفيعة كما يقال ويظهر عليه. الأمر نفسه ينطبق على الرئيس السيسى، فمن الخطأ حصر مصر وبقاء نجاحها فى أى شخص، والرجل إبَّان حلف اليمين قبل أسبوع قال ذلك بشكل جلى: «مصر محفوظة ببركة ربنا لا السيسى ولا غيره» ــ على حد قوله، جاعلا «التعليم والثقافة والصحة» فى بؤرة الاهتمام فى السنوات الأربعة القادمة من حكمه المنصوص عليها فى الدستور، وسط احتفاء من العبث أن نتجاهل رغبة من وافقوا عليه، حتى لو كانت على غير هواء البعض، إلا لو كانت نوايا أخرى الأيام كاشفة لها.
تجربة المنتخب فى المباريات الودية السابقة للبطولة تقول إنه منتخب صلاح، وحلم التمثيل المشرف لن نتجاوزه، وأداء الحكومة طوال السنوات الماضية ومعها البرلمان تقول إنها تحتاج تدخلا رئاسيا طوال الوقت، جعلت الجميع يقولون إن سرعة الرئيس فى التنفيذ تسبقهما بشكل كبير جدا، وهو أمر غير محمود فى دولة تبحث عن مكانة، فما بالك لو كانت تريد انتشال نفسها قبل السقوط فى الهاوية. فغياب الشخص فى المؤسسات التى تحترم شعبها ومن جاء بها وتحصل على راتبها من ضرائبه، لا يعنى هدم السباق وضياع شقى وتحمل سنين، فليس كل الماضى عبثا وليس كل الحاضر فلاحا.
تأمل إدارة الدولة الحالية ان يكون هناك حصاد خلال عامين، وإن تكرر الوعد مرات لكن استمرار الحياة مبنى على الأمل وإعطاء الفرصة. لكن حرى بأى مسئول قطع وعدا ولم يتحقق أن يفعل على الاقل ما يفعله المسئولون فى الدول الاخرى من تنحٍ واستقالة، وترك المجال لغيره دون مجابهة واستبعاد بالقوة واللجوء إلى حيل لم تعد تقنع أحدا، فلم نعد نتحمل رفاهية من يريد المنصب للوجاهة الاجتماعية فقط أو تحقيق مكاسب ومغانم، أو من يطلب دون أن يرد المقابل بما يتناسب مع التحمل.
الآن وقبل الثورة وعلى مدار تاريخ الشعوب والامم، هناك من يريد شهوة الحكم والسلطة، وإن كانت هناك مرحلة عزوف ورفض فهى طارئة ومؤقتة، فهناك من ينتظر ويطلب الفرصة واللقب. والدول حددت معايير للوصول، وشرعت قوانين تحمى الناس وثوابتهم ومقدراتهم الوطنية، وفرضت أهداف عدم تحقيقها، والتحجج بأية ذرائع، وهو غش مفضوح لا يجوز فى إدارة الأوطان.
إن كنا نتطلع أن نرى مصر فى وضعية أفضل وتطبيق رؤية 2030 من خلال واقع فعلى وليست ارقاما صماء علينا تجاوز التمثيل المشرف، ومن الآن وضع عقوبات للتقصير، وحوافز وإثابة للصادق فى الفعل والتنفيذ، وعدم خداع الناس كما حدث فى تواريخ سابقة، فلم نهزم إسرائيل ونسقط طائراتهم فى يونيه 67 إلا فى بيانات أحمد سعيد (غفر الله له ولنا ولكم).
حمى الله مصر من كل من يريد التمثيل المشرف فقط ومن يقدسون الأشخاص لا الأوطان.. «كل عام أنتم وجميع من تحبون بكل خير».

التعليقات