الخليج ــ الإمارات: «جيوكندا» نجيب محفوظ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخليج ــ الإمارات: «جيوكندا» نجيب محفوظ

نشر فى : الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 8:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 8:45 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن بتاريخ 7 أغسطس تناول فيه ملامح قصة الحب الأولى لنجيب محفوظ وتأثيرها على إحدى أشهر رواياته... نعرض من المقال ما يلى.
اعترف نجيب محفوظ بأن حياته قبل أن يتزوج كانت بوهيمية، لكنه لم يستطع أن ينسى ما يعتبرها «قصة الحب الحقيقية الأولى» فى حياته، وروى تلك القصة لرجاء النقاش فى الحوارات التى أجراها الأخير معه، وضمها كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ».
نشأت تلك القصة فى حى العباسية حيث كانت عائلة محفوظ تقيم، وكان عمره، يومها، لم يتجاوز الثالثة عشرة، أما المحبوبة فكانت فى العشرين من عمرها، ويمكن أن نعد قصة الحب تلك «افتراضية»، ومن طرف واحد، حيث لم يسبق أن التقى العاشق بمعشوقته عن قرب أبدا أو حادثها، وإنما كان يكتفى بالنظر إليها وهى تقف على شرفة شقة أهلها، المطلة على الساحة التى كان الفتى نجيب محفوظ يلعب فيها كرة القدم مع أقرانه.
يقول محفوظ إن وجه الفتاة الساحر شده، حيث رأى ذلك الوجه أشبه بلوحة «الجيوكندا» التى تجذب إليها الناظر من اللحظة الأولى، وإضافة إلى جمالها فإنها كانت مختلفة عن كل البنات اللائى عرفهن قبلها، فلم تكن فتاة تقليدية مثل بنات العباسية؛ بل كانت أميل إلى الطابع الأوروبى فى مظهرها وتحركاتها، وهو ما لم يكن مألوفا آنذاك.
استمر ذلك الحب الصامت لمدة عام كامل، حتى تزوجت الفتاة وانتقلت إلى بيتها الجديد، فشعر الفتى العاشق بحزن شديد، واحتاج إلى وقت غير قصير كى يخفت ذلك الحب وتنطفئ نيرانه، خاصة بعد تخرجه فى الجامعة.
ثمة اعترافان أخيران على صلة بهذه الحكاية أوردهما محفوظ؛ الأول هو أن روايته «قصر الشوق» كانت تصويرا لحكاية الحب هذه، مع تعديلات تتفق مع الإطار العام الذى وضعه للرواية، وأن شخصية كمال عبدالجواد فى تلك الرواية تتشابه إلى حد كبير مع شخصيته هو، مع فارق أن كمال استطاع الوصول إلى حبيبته.
الاعتراف الثانى لمحفوظ جاء فى حديثه عن لقاء جمعه بعد سنوات طويلة، مع شقيقة الفتاة المحبوبة فى مصيف رأس البر، حيث فوجئ بتلك الشقيقة فى نفس المصيف صحبة أسرتها، وكان بين الأسرة شخص يعرفه، فوجدها فرصة سانحة ليتحدث معهم. وكما لم يجرؤ محفوظ على البوح بحبه لمحبوبته، فإنه لم يجرؤ أيضا على سؤال من التقاهم عنها.

التعليقات