الضفة الغربية تحولت إلى غزة.. وغزة أضحت ضفة غربية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 11:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الضفة الغربية تحولت إلى غزة.. وغزة أضحت ضفة غربية

نشر فى : الإثنين 9 سبتمبر 2024 - 7:00 م | آخر تحديث : الإثنين 9 سبتمبر 2024 - 7:00 م

بينما ينشغل النقاش فى وسائل الإعلام، بجدية مريبة، بكُرة الطين التى أُلقيت على إيتمار بن غفير، تغرق الدولة كلها فى الوحل الحقيقى الذى يُغرقنا فيه بن غفير وشركاؤه: تحويل الضفة الغربية إلى غزة، وقطاع غزة إلى ضفة غربية.

فى الضفة الغربية، ترفع حرب غزة وتيرة التصعيد، تقريبًا على جميع الصعد: ويشهد الجانب الفلسطينى تصاعدًا فى حوافز العنف، بالإضافة إلى ازدياد تهريب السلاح؛ يتوسع عنف المستوطنين أكثر من أى وقت مضى، بحماية من حكومة اليمين المتطرف؛ والجيش الإسرائيلى فى الضفة. وتحوّل مقتل الأبرياء فى الضفة إلى أمر روتينى، من حيث الأعداد، بصورة لم تكن تخطر فى البال، قبل الحرب فى غزة، والتى جعلت هذه الأعداد أمرًا طبيعيًا. ويجرى هذا كله تحت وطأة قمع اقتصادى مستمر تفرضه إسرائيل منذ أكتوبر، ومن خلال سحق السلطة الفلسطينية.

إذا استمر هذا الوضع، فإن هذا التوجه سيؤدى حتمًا، فى مرحلة معينة، إلى جعل الضفة «حمساوية» بصورة كاملة، وإلى زيادة العنف والاحتكاكات اليومية بين الفلسطينيين والمستوطنين والجيش. وستتحول الضفة إلى غزة ثانية.

• • •

فى هذه الأثناء، فى غزة، لا تطالب حكومة نتنياهو فقط بإبقاء وجود إسرائيلى -عسكرى دائم على الأرض، بل أيضًا بإقامة حُكم عسكرى. هذا ما يظهر من خلال التسريبات والتقارير التى تتحدث عن نية إسرائيل السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية فى القطاع قريبًا. فى الوقت عينه، أعدّت حركة المستوطنين البنية التحتية للاستيطان المدنى فى عُمق القطاع. ونحن نعلم بحدوث هذه الأمور، لأننا شهدناها فى الضفة الغربية، وفى القطاع، قبل الانفصال [خطة شارون فى سنة 2005]. فى البداية، تُقام أماكن عبادة، كُنس لخدمة الجيش الإسرائيلى، بعدها يأتى عدد من الحاخامين، وتقام يشيفوت [مدارس دينية] دائمة، ثم تتحول هذه المدارس إلى «مستوطنات»، يتجمع فيها شبان يجرى إجلاؤهم عن الكرافانات، المرة تلو المرة، إلى أن تُشرّع البؤر الاستيطانية فى غزة.

إذا لم تتوقف هذه التوجهات قريبًا، فمن المحتمل جدا أن تُطمس الفروق ما بين الضفة وغزة بصورة لا يمكن فيها العودة إلى الوراء. وستتعرض الضفة الغربية وغزة، يوميًا، للإبادة والتطرف فى ظل احتلال إسرائيلى ونظام عسكرى - إسرائيلى، إلى جانب المستوطنات والبؤر الاستيطانية والاحتكاك العنيف اليومى بين المواطنين. يجرى هذا كله فى ظل تهديد دائم بدرجات مختلفة من القوة من كل جبهة فى المحور الإيراني؛ من الشمال، ومن الشرق، ومن الجنوب. إنه الجحيم. حتى إن توسيع «اتفاقات أبراهام» يمكن أن نرميه فى سلة المهملات، وبدلًا من تحالفات إقليمية، سنحصل على حرب «يأجوج ومأجوح»، التى يتمناها الإنجيليون من أنصار ترامب.

إن التوصل إلى صفقة بشأن إعادة المخطوفين والمخطوفات ووقف إطلاق النار فى غزة، قد يكون الفرصة الأخيرة لنا لمنع تحقيق رؤيا يوم القيامة هذه. ستسمح التهدئة فى غزة بتهدئة معينة فى الضفة. ومن المؤكد أن هذا لن ينهى دائرة العنف، لكنه سيخفف سرعة التدهور.

 نوعا لنداو

هاآرتس

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات