«صوت إسرائيل».. الأثير الوحيد لسكان غزة - قضايا فلسطينية - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 4:55 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«صوت إسرائيل».. الأثير الوحيد لسكان غزة

نشر فى : الأحد 12 مايو 2024 - 7:30 م | آخر تحديث : الأحد 12 مايو 2024 - 7:30 م

محمد أبو شحمة

يوميا عند الساعة السادسة صباحا، يسرع الحاج أمين معمر إلى تشغيل المذياع الصغير الذى جلبه من بيته خلال رحلة نزوحه من شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى منطقة مواصي، للاستماع إلى نشرة الأخبار الرئيسية التى تبثّها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، تحت اسم «صوت إسرائيل».

يحرص معمر على سماع نشرة الأخبار التى يقدمها صوت إسرائيل يومياً، بسبب وصول أثيرها إلى منطقة نزوحه بشكل واضح ومن دون تشويش، ويعتمد على ما يُبثّ كمصدر لمعرفة أحداث الحرب وجهود الهدنة.

وكحال معمر، يعتمد سكان قطاع غزة والنازحون على «صوت إسرائيل» وما تبثه كمصدر رئيسى للأخبار، بخاصة مع عدم وجود تلفاز لديهم، أو إنترنت لمعرفة ما يحدث عبر الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى توقف جميع الإذاعات المحلية فى غزة عن العمل بسبب قصف الجيش الإسرائيلى مقراتها وأبراج إرسالها. ومنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استهدف الجيش الإسرائيلى مقرات الإذاعات المحلية العاملة فى القطاع والبالغ عددها 24 محطة، وفقاً لبيانات نقابة الصحافيين الفلسطينيين. كما استهدف معدات وأجهزة البث والإرسال الخاصة بالإذاعات المحلية فى قطاع غزة.

وأكدت نقابة الصحفيين توقف الكثير من الإذاعات العاملة فى قطاع غزة بسبب القصف الصاروخى الذى استهدفها، وكذلك بسبب نقص الوقود، إضافة إلى تعرض إذاعات عدة للقصف المباشر، ما أدى الى تعطّلها، مثل إذاعَتَى «زمن» و«بلدنا» وغيرهما. يقول معمر لـ«درج»: "خرجنا من منازلنا فى ديسمبر الماضى، واصطحبت معى المذياع الصغير لمتابعة الأخبار، ولا أجد غير «صوت إسرائيل» تعمل بكل وضوح، لذلك هى مصدرى الوحيد فى متابعة الأخبار وما يحدث حولنا».

ويضيف: «كنت فى الأيام العادية أتابع الإذاعات المحلية لمعرفة أماكن القصف وما يحدث، ولكن فى الحرب المستمرة، توقف أثير هذه الإذاعات عن المذياع، وأصبحت «صوت إسرائيل» المصدر الوحيد لنا». لا مصدر آخر سوى «صوت إسرائيل» يحرص الستينى أحمد العطار على الاستماع الى النشرات الإخبارية التى تقدمها «صوت إسرائيل»، لعدم وجود مصدر آخر للحصول على الأخبار.

يقول العطار لـ«درج»: «تقدم صوت إسرائيل نشرتين مفصلتين باللغة العربية، الأولى عند الساعة السادسة صباحا والثانية عند الساعة السابعة مساء، وخلال بدء النشرتين تجتمع كل العائلة للاستماع إلى الأخبار ومعرفة ما يحدث».

يعلم العطار أن كل ما يقال عبر «صوت إسرائيل» ليس صحيحا، ويتضمن هجوما وتحريضا على القضية الفلسطينية وسكان قطاع غزة، لكنه مجبر على الاستماع إليها لعدم وجود مصدر آخر للحصول على الأخبار. يتذكر العطار أن مذيع نشرة أخبار الساعة السادسة صباحا لـ«صوت إسرائيل»، تحدث حول أماكن نزوح ادعى الجيش الإسرائيلى أنها آمنة وبإمكان سكان قطاع غزة الذهاب إليها، ولكنها تعرضت لقصف جوى أدى إلى مقتل عدد من النازحين، وهو ما يؤكد أن تلك الإذاعة تبث أخبارا مضللة.

الإذاعى عبد الناصر أبو عون، أكد أنه بعد مرور شهر على بداية الحرب على غزة، استمر عمل الإذاعات المحلية، بخاصة القدس، وتوقفت بعد ذلك نظرا إلى صعوبات فنية وتقنية، منها المكان وتوفير مصدر طاقة يضمن الاستمرارية، وتأمين فريق طاقم العمل فى ظل كثافة الاستهدافات وتركيزها فى المناطق التى كانت تحتوى على أبراج الهوائيات الخاصة بالإرسال، لا سيما أن الأماكن البديلة لم تكن فى مأمن هى الأخرى من الاستهدافات والمخاطر المحيطة بها من كل الجهات.

يقول أبو عون لـ«درج»: «عمدت إسرائيل خلال حربها، إلى استهداف الكلمة والصوت والصورة وملاحقة وسائل الإعلام المحلية والدولية، عبر سياسة الضغط والاستهداف لخنق وإيقاف نقل وفضح ممارسات الاحتلال بحق المدنيين وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومجازر مروّعة بحقهم، لما كان يقوم به الصحفيون فى غزة، فأرادت الانتقام من تلك الوسائل بتغييبها وتدميرها».

ويوضح أن الهدف من تدمير إسرائيل الإذاعات المحلية فى غزة، هو استمرار بثها عبر موجاتها العاملة وإطلاق رسائلها المشوشة التحريضية تجاه الفلسطينيين والأخبار المزيفة، للتأثير على منحنى الخطاب الإعلامى الفلسطينى وبث روح الهزيمة والإحباط بين الفلسطينيين.

صحفى فلسطينى

موقع درج

النص الأصلى: https://rb.gy/vpuqmj

 

قضايا فلسطينية قضايا فلسطينية
التعليقات