مقتل بربار فى دسوق - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 11:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مقتل بربار فى دسوق

نشر فى : الجمعة 12 أغسطس 2011 - 8:29 ص | آخر تحديث : الجمعة 12 أغسطس 2011 - 8:29 ص

 الصحف ومواقع الإنترنت بخبر قتل أهالى دسوق لأحد البلطجية والتمثيل بجثته شعرت بالسعادة حتى تكون نهاية هذا المجرم البشعة عبرة لمن لا يريد الاعتبار.. ثم فجأة تذكرت أن السيناريو الذى تم فى شوارع حى المنشية بمدينة دسوق ليلة الثلاثاء الماضى هو كارثة بكل المقاييس إذا فكر الجميع فى تقليده.

لمن لا يعرف القصة فإن أحمد السعيد حشاد وشهرته «أحمد بربار» هرب من سجن طرة خلال الانفلات الأمنى الذى أعقب ثورة يناير، وعاد إلى دسوق ومارس بلطجة واسعة النطاق وحول حياة أهالى المنطقة إلى جحيم.

وعلى ذمة ما نشرته معظم صحف الأمس فإن مائة مواطن صالح ومعهم 60 بلطجيا توجهوا إلى منزل بربار واقتحموه، فسقط من شرفة الدور الثانى فى الشارع فضربه الأهالى والبلطجية بالسكاكين والآلات الحادة وقطعوا يديه وقدميه ورأسه ثم وضعوه فى «تروسيكل» وطافوا به المدينة مطلقين النار ابتهاجا بقتله، ثم أحرقوا منزله، واقتحموا قسم الشرطة الذى رفض تسلم الجثة.

المؤكد أن معظمنا يعانى من شيوع البلطجة ويتمنى أن يغمض عينيه ثم يفتحهما ليجد كل البلطجية وقد ابتلعهم البحر، لكن المشكلة أن ما حدث يؤسس لقواعد خطيرة فى المستقبل ثم إنه يتنافى مع كل حقوق الإنسان وكرامته.

أعرف أن كثيرين سيسارعون لاستنكار كلامى وقد يتهمنى البعض بأننى أعيش فى برج عاجى، لكن الإيمان بدولة وسيادة القانون يحتم علينا أن ندافع عن حق كل إنسان فى الحصول على محاكمة عادلة حتى لو كان بنيامين نتنياهو وأفيجدور ليبرمان.

التفاصيل الواردة فى قصة دسوق هذه حافلة بالعديد من الألغاز وأولها لماذا قرر ستون بلطجيا التعاون مع الأهالى فى قتل شخص يفترض أنه منهم أو أنه زعيمهم، أم أن الأمر صراع على النفوذ؟.

ثانيا: لو قررت كل مجموعة قتل الخارجين على القانون بيدها فمن الذى سيقرر وقتها حسم وتعريف هل هذا الشخص بلطجى أم برىء أم «بين وبين»؟!.

ثالثا: ما هذا التشفى والتمثيل بالجثة الذى ينهى عنه الإسلام وسائر الأديان والقوانين السماوية والوضعية؟.

رابعًا: إن القتيل هارب من السجن، لكنه لم يختف فى كهف أو مغارة، لكنه عاد للمدينة ومارس بلطجة واضحة ضد الجميع، أى أن الشرطة كانت تعرف مكانه وتراه كل يوم، ولم تتحرك ليس فقط لإعادته إلى السجن، ولكن لوقف بلطجته على الأقل فى الشارع.

ما حدث فى دسوق يكشف لنا حقيقة خطيرة وهى أن كل الهاربين من السجون أو لنقل معظمهم «يعملون فى النور» ويمارسون عملهم بكل حرية أمام الشعب والشرطة وكل أجهزة الدولة.

السؤال هو: هل لدى أحدكم تفسير للغز بلطجى هارب منذ ستة شهور ويمارس بلطجته علنا ولا تتحرك الشرطة للقبض عليه.

هناك ظواهر غريبة تحدث فى المجتمع هذه الأيام يفترض أنها متناقضة تماما مع روح الشعب الذى أبدع ثورة حضارية سلمية راقية حازت على إعجاب العالم.

الآن هناك قوى خفية تحاول رسم صورة مضادة تماما خلاصتها أننا شعب من الهمج والوحوش.

يفترض أن اللواء منصور عيسوى لديه تفسير لما حدث فى المنيا وجرجا وأخيرا فى دسوق. أين كان جنودك طوال الفترة الماضية، ولماذا لا يقبضون على البلطجية، والأهم لماذا لا يكون الردع بالقانون العادل والسريع وليس بقطع الأيدى والأقدام؟!.

انتبهوا أيها السادة: إنهم يحاولون تشويه ثورة 25 يناير.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي