عودة إلى مدرسة الهامش - سامح فوزي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عودة إلى مدرسة الهامش

نشر فى : الثلاثاء 14 يونيو 2022 - 8:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 يونيو 2022 - 8:30 م
منذ أيام تحدثت فى ندوة عامة، كان يحضرها عدد من الطلاب والطالبات فى مراحل التعليم المختلفة، وقد كنت أعرف مسبقا أن مستوى المعارف العامة منخفض لديهم، لكن ما آثار استغرابى، ودهشة المتحدثين الآخرين فى الندوة أن الحاضرين من النشء والشباب لا يعرفون شيئا عما يحدث فى الواقع، ولم تكن لديهم أبسط المعلومات عما تقوم به الدولة من مشروعات تنموية كبرى، فهم لا يعرفون أن هناك مبادرة اسمها حياة كريمة تعمل على تغيير نوعية الحياة فى الريف، ومبادرات حماية اجتماعية تساعد الملايين على مواجهة الفقر والتهميش، ولا يعرفون شيئا عن الطرق، ومشروعات البنية الأساسية، ناهيك عن الجهل التام بأن هناك استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، وارتباط ذلك بتحقيق المواطنة، على الأقل فى مجالات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وأن من حقهم أن يعيشوا حياة كريمة.
مسألة محيرة، أن تكون شريحة مهمة فى المجتمع مغيبة لا يصلها الا وعى مشوش من مصادرها الخاصة، وأغلبها بالطبع فى الفضاء الإلكترونى.
لماذا نبقى طلاب المدارس فى زوايا التهميش والجهل تجاه ما يحدث فى مجتمعهم؟ هل تستحى مؤسسات الدولة أن تتحدث عما تقوم به من مشروعات ومبادرات تنموية كبرى؟
ولماذا لا تخصص وزارة التعليم وقتا للحديث عما يحدث على أرض الواقع، وتنظم جولات ورحلات مدرسية لإطلاع الطلاب على التغيير فى المجتمع، ولاسيما ان الطابع المحلى غالب، وما أسهل المقارنة بين ما كان وما يحدث على مستوى المجتمع المحلي؟
المدرسة ليست مؤسسة تعليمية فقط، أيا كانت جودة التعليم المقدم بها، لكنها كيان تربوى مهم يبنى الوعى، ويكون الشخصية، ويخلق لديها اتجاهات إيجابية فى الحياة.
بالطبع نحن لا نريد تزييف وعى الطلاب أو ترويج دعاية سياسية بينهم، ولكن فقط إطلاعهم عما يحدث من تغيير فى المجتمع، وإبراز التحديات التى يواجهها، والاستماع إلى وجهة نظرهم حتى يشعر الجيل الجديد ان ما يحدث على ارض الواقع من أجل مستقبله، ويشارك فى صناعة هذا المستقبل.
تحدثنا كثيرا فى السابق عن أهمية التربية المدنية، ودورها فى غرس قيم المشاركة والتنوع وقبول الآخر لدى أجيال من النشء باتت تعانى من تجريف ثقافى ووجدانى وانسانى، والآن نتحدث عن الوعى الذى ينبغى أن نعمقه فى نفوس أبنائنا الطلاب والطالبات.
للأسف ليس فقط كارهو النظام أو معادو مؤسسات الدولة هم الذين يروجون الشائعات ضدها، أو يكيلون لها الاتهامات، ولكن أيضا هناك جانب من مؤسسات الدولة لا يفعل شيئا لصد العداء أو تفنيد الشائعات. وما أسهل ما نسمع من يقول ان الإعلام يفعل القليل فى هذه المواجهة، لكن لم نسمع شيئا عن صمت وزارة التعليم؟
وهل تريد التنظيمات المتطرفة أفضل من منتج مؤسسة تعليمية ضعيف إن لم يكن معدوم الوعى بالتحولات التى تحدث فى مجتمعه، لا يشارك، ولا يمارس دورا فى مجتمعه الصغير، وكل ما يحيط به من مؤثرات سلبى؟
سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات