أفلام بعد الثورة.. «حسرة عليها» - خالد محمود - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أفلام بعد الثورة.. «حسرة عليها»

نشر فى : الأربعاء 14 سبتمبر 2011 - 11:30 ص | آخر تحديث : الأربعاء 14 سبتمبر 2011 - 11:30 ص

لِمَ كل هذه الدهشة والحسرة من إنتاج السينما المصرية المطروح بالأسواق بعد ثورة 25 يناير.. إنه نتاج الواقع الذى احتضن بين ثناياه على مدى سنوات فكر «إللى تكسبه إلعب به»، وتبنى بين دفتيه نظرية «الضحك على الدقون».. واقع صال وجال فى ساحة من الهزل السينمائى تحت شعار «الجمهور عايز كده»، وهو الشعار الذى رفعته مجموعة من مرتزقة إعادة تسويق الذهن والمشاعر والوجدان مستغلين لحظة غاب فيها العقل وتاهت فيها الرؤية الصائبة عن جمهور هذه الأفلام، ولم يعد هناك مكان لأحلام حقيقية، وكان لدى الأغلبية رغبة فى الهروب من أزمات الحاضر الأليم الذى فرضته سياسة اقتصادية واجتماعية ضيقت الحال على الجميع، ونظام سياسى يضعهم فى دائرة مفرغة من القلق والحيرة.. ولم يكن أمام أبناء الأمة سوى الحاجة لأن يفرج عنهم كربهم بنكتة وإفيه ورقصة وحوار غير أخلاقى تنتمى مفرداته للغة السب والتريقة ووجدها أباطرة الإنتاج السينمائى ورعاياهم الصغار فرصة لأن يقدموا أفلاما تفى بالغرض، وللأسف تستمر هذه النظرية وهذا الواقع السينمائى الأليم بعد الثورة، كان يظن المهتمون والمراقبون وأيضا الجمهور المتشوق للتغيير أن هؤلاء المرتزقة يتطهرون وسيتوبون عن هذا الهذل السينمائى، كنا نظن أن الثورة ستملأ صدورهم بأنفاس ذكية، وأنهم سيتنشقون أفكارا قيمة، و سيطردون معها كل مطامعهم من أجل كسب الأموال على حساب أعمال سينمائية ساذجة سقط معها جزء من تاريخ مصر السينمائى وما زال.

 

واقع الأمر أن هناك من يملك من أفراد الجيل السينمائى الحالى رؤى جيدة يمكن أن تفرز أعمالا مختلفة تعيد لشاشة السينما المصرية ما تبقى من بكارتها التى نهش فيها الكثيرون، لكن هؤلاء شغلوا أنفسهم بالخارج، بالممول الأجنبى والمهرجانات الأجنبية، والمشاهد الخارجى، أصبح لا يهمهم الوجود هنا والثورة هنا.. فضلوا أن يثوروا خارج الحدود وأتاحوا الفرصة لأن يبلطج علينا فلول تنتمى بكل إرادتها لنظام سينمائى هابط.

 

نعم الثورة لا تربى بشرا لكنها تغير أوضاعا وفكرا ومنهجا ورؤى، وهو ما لم يصل بحق لصناع هذه الأفلام، التى تطاردنا، فلا تتحصروا عليها لأنها ستنتهى بمجرد أن يتلاشى ضجيجها، وسوف يكون هناك حديث بالتفصيل عن تلك النوعية من الأفلام فى مرات مقبلة.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات