تخيلوا معى لو كانت سفارة من سفارات الدول الغربية جرى لها فى مصر من قبل مواطنيهم ما قد جرى لسفاراتنا المصرية فى الخارج من قبل تنظيم الأشرار وأعوانهم، أتخيل أن هذه الدول كانت ستتهم مصر بالتقصير والإهمال وسوء النظام الأمنى والتواطؤ وما إلى ذلك من الاتهامات، وتخيلوا أن يقترب أحد من قلعة السفارة الأمريكية فى جاردن سيتى أو السفارة الإنجليزية التى أُغلقت الشوارع حولهما من أجل أمنهما على حساب المواطنين المصريين والسكان الذين يعيشون فى الجوار ومنهم من انتقل تماما من أمامهما، وأيضا المرور الذى زاد اختناقا فى وسط المدينة وعلى مقربة من مجلس الوزراء وغيرهما وكذلك سفارتى ألمانيا وهولندا فى الزمالك.. وغيرهما حتى لا نعمم.

هذا لا يعفى مسئولية السفراء وأمن السفارات التى تم الاعتداء عليها فى الخارج، خاصة بعد الاعتداء على السفارة المصرية فى هولندا والتى كانت الأولى من بين السفارات التى اعتدى عليها، لماذا لم تنتبه السفارات الأخرى؟ لماذا لم يستبقوا ويستشعروا الحوادث؟ خصوصا أنهم يمثلون مصر فى عواصم تستضيف كثيرا من الأشرار وأعوانهم أو المغسول دماغهم وفى جو مشحون. هذا تقصير كبير يجب أن يحاسبوا عليه، وعلى أعضاء مجلس النواب القيام بدورهم فى الرقابة مع العلم أن تأمين السفارات الأجنبية هى مسئولية دولة الاعتماد حسب معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، ومصر دائما تحترم هذا الالتزام الدبلوماسى والقانونى وتقديم الحماية الأمنية للبعثات الدبلوماسية، ومن الغريب أن الدول الأجنبية لا ولم تتعامل بمبدأ المعاملة بالمثل بل تركت الأمور على سجيتها، يا ترى لماذا؟ وهى الدول ذات المخابرات والأمن الداخلى والخارجى القوى.

أما الاعتداء على سفارة مصر فى إسرائيل من قبل جماعة الإخوان المسلمين فى إسرائيل وترك الحكومة الإسرائيلية الحرية لهؤلاء للعربدة أمام سفارتنا هو أكبر دليل على تواطؤ الاثنين ضد مصر ودليل على العلاقات الوطيدة بين الاثنين.

نثمن صرخة السيد وزير الخارجية والوزارة من خلفه، ونثمن محاسبته لمن تخاذل من أمن سفارتنا، ونثمن استدعاء سفراء تلك الدول لإبلاغهم بغضب مصر والمصريين من تصرفاتهم وأتساءل: ألم يحن الوقت لتقييم الحراسات أمام بعض السفارات بل مستوطنات داخل مدننا بعدد كبير من الموظفين؟، هذا ولن نذكر فى هذا المقال سوء المعاملة التى تتعامل بها تلك السفارات مع المواطنين المصريين، خاصة طالبى التأشيرات علما بأن مواطنيهم يتلقون أحسن معاملة فى السفارات المصرية أو المطارات المصرية تشجيعا للسياحة والاستثمار وغيره، كل هذا يحتاج إلى مراجعة دبلوماسية دقيقة فكرامة مصر والمصرى فوق كل اعتبار داخليا وخارجيا.