التأهيل السياسى للإخوان - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:59 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التأهيل السياسى للإخوان

نشر فى : الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

لا يريد الإخوان أن ينصرفوا عن المشهد دون ذكريات مؤلمة لكل الأطراف، لكن الكابوس الذى صنعته الجماعة وسنعيش به طويلا، هو روح الفرقة والعدوانية والتخوين. كأس أشهرها الإخوان ضد الجميع، وها هم يشربون منها.

من أيام خطابات مرسى، و«من يتحدث عن إفلاس مصر إنما هم المفلسون»، تكرست لغة التعالى والتخوين والإقصاء النهائى للآخر، لأنه إما كافر أو عميل، طالما أنه ليس إخوانيا.

تنقلب الآية الآن مثل مرجيحة الملاهي، فالأيام دول.

المطاردة التى بدأها الإسلاميون للجميع، ارتدت إليهم فى الشارع والإعلام والعدالة ولجنة صياغة الدستور، ومستقبل التعايش السياسى فى البلاد هو الضحية فى العصرين.

فى زمن الإخوان تم تشكيل لجنة الدستور من أغلبية إسلامية ساحقة، لأن مصر إسلامية رغما عنكم، موتوا بغيظكم.

والآن يشكو التيار الإسلامى على لسان برهامى من الإقصاء، «تهميش التيار الإسلامى فى لجنة الخمسين، بينما يتم تمثيل الاتجاه اليسارى والناصرى بأحد عشر عضوا».

فى زمن الإخوان كتب أحدهم عما «يفعله جل العلمانيين، قمامة أفكارهم وعفن مذاهبهم وخرائب عقائدهم ودنس أرواحهم».

هو نفسه الذى كتب متسائلا: لماذا يا كلاب النار، يا حطب جهنم، اعترضتم على تغيير كلمة مبادئ الشريعة إلى أحكام الشريعة؟

كانت تلك هى لغة الحوار من جانب الإسلام السياسى، فماذا أصبحت الآن؟

تعليقا على سقوط قيادة إخوانية فى يد الأمن مؤخرا، وصفه أحدهم بأنه كان «بيهر على نفسه كالهر من تحت الجلابية، طلعته مثل طلعة المطلقة من بيت الزوجية فى انصاص الليالى، فضيحة وجرسة، ويا بلحة يا حلوة يا مأمعة، جرست اخواتك الاربعة».

أجهزة العدالة كانت تتغاضى عن قضايا وقعت خلال عام مرسى، أصبحت الآن هى القضايا التى تحظى بالاهتمام والعناوين الصحفية المثيرة، ضد الإخوان، المتهمين بالتجسس لحماس، أو بحمل شعار رابعة البرتقالى.

الإعلام الذى كان يستضيف رموز الحزب الحاكم، وقتها، هو الذى يشن الآن حملات مسعورة بالحق والباطل ضد عموم اللحية والنقاب، وكل من يرفع شعارا يختلف مع مضمون «تسلم الأيادى».

أصبح لكل حادث فى مصر طبعتان، الأولى إخوانية، والثانية رسمية، ولا يوجد أدنى تشابه بين الاثنتين، وارجعوا لما كتبه الجميع عن قرية دلجا فى المنيا.

يخرج الإخوان هذه الأيام من تاريخ مصر إلى الأبد، لكنهم مصممون على أن يتركوا علامة على جسم الوطن: اللافتات القبيحة على حيطان، والروايات الكاذبة عن كل ما يجرى، وقطع الطرق فى المترو وعلى الدائرى والصحراوى، على طريقة دولة القرامطة فى القرن الرابع الهجرى.

«الإخوان المسلمون لن يعودوا إلى الحكم فى مصر، لن يعودوا غداً أو بعد غد، ولن يعودوا بعد سنة أو عقد. كل المطلوب الآن هو أن تقتنع الجماعة بأن دورها فى الحكم انتهى، وأن تعمل لوقف الإرهاب، ما يسمح بإعادة تأهيلها السياسى لدخول البرلمان بحزب غير دينى يدافع عن فكرها». هكذا كتب عدو الإخوان جهاد الخازن فى الحياة، لكن ما يقوله نصيحة غالية لو كانوا يعقلون.

على كل الأطراف أن تفكر فى «الطريق المختصر» إلى بيت للوطن، نقبل فيه الاختلاف، ونتوقف فيه عن التكفير والتخوين، وعن إلقاء الاتهامات الكاذبة فى مانشيتات رخيصة، والعبارات البذيئة على الحيطان، وفى وعى ولا وعى أطفالنا.

محمد موسى  صحفي مصري