التحديات التى تواجه ملك بريطانيا الجديد - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 12:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحديات التى تواجه ملك بريطانيا الجديد

نشر فى : الأحد 18 سبتمبر 2022 - 9:55 م | آخر تحديث : الأحد 18 سبتمبر 2022 - 9:55 م
نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب محمد شيبارو، تحدث فيه عن وضع بريطانيا الداخلى وقت تسلّم تشارلز العرش، وأن أسلوب الملك هو الذى سيحدد استدامة الملكية فى بريطانيا من عدمها، خاصة فى ظل تلطخ تاريخه بفضائح يتعلق بعضها بتبرعات مالية تخص جمعيته الخيرية، وأخرى تتعلق باتهامات عنصرية أفصحت عنها زوجة ابنه الممثلة الأمريكية السابقة ميجان ميركل.. نعرض من المقال ما يلى.
أخيرا أصبح تشارلز ملكا بعد فترة تدريب طويلة، ويأمل المرء أن تضمن سنوات خبرته انتقالا سلسا يحافظ على الملكية والدستور، على الرغم من التحديات غير المسبوقة التى تواجهها بريطانيا حاليا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
لا يزال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يظهر انقساما بين شعبها وجيرانها. ولا يزال تأثير الوباء محسوسا فى المجتمع والاقتصاد البريطانيين. أما على الصعيد الدولى، فلا يمكن أن يكون الوضع أسوأ، حيث أثارت الحرب الروسية فى أوروبا مخاوف من التصعيد وأثرت على أسعار الطاقة والسلع، كما تسببت فى نقص الغذاء وزيادة حالة عدم اليقين بطريقة يمكن أن تهز مبادئ السلام والاستقرار فى كل مكان.
بالرغم من أن من يتربع على عرش التاج البريطانى هو شخصية شرفية، لكن عهد الملك الجديد بدأ بعد أيام فقط من أداء ثالث رئيسة وزراء ــ خلال أربع سنوات فقط ــ اليمين. كان تشارلز يردد صدى الواجبات الثقيلة التى تنتظره قائلا: «فى تحمل هذه المسئوليات، سأسعى جاهدا لاتباع النموذج الملهم فى دعم الحكم الدستورى والسعى لتحقيق السلام والازدهار لشعوب جزر وعوالم وأقاليم الكومنولث فى جميع أنحاء العالم».
لكن بريطانيا لم تعد القوة العالمية التى كانت عليها من قبل، خاصة منذ عام 2010 ووصول حزب المحافظين إلى السلطة. بريطانيا أعطت لنفسها بعد حربى العراق وأفغانستان دورا أصغر لتلعبه فى جميع أنحاء العالم، على الرغم من وجود مؤشرات على أن هذا الوضع سيتغير. فالحرب الروسية فى أوكرانيا تملى نهجا جديدا قد يلغى دور الدولة الصغيرة الذى ارتدته لندن، والرؤية الضريبية الأقل التى يتبناها حزب المحافظين، والتى أدت إلى سنوات من التقشف لم تشهدها بريطانيا منذ عقود.
كثيرا ما يسمع المرء أن الملك الجديد لا يمكنه أبدا أن يرقى إلى مستوى خدمة والدته. على الرغم من الإشارة إلى أن والدته ستلهم حكمه. فتاريخ تشارلز كأمير ويلز كان ملطخا، وعلى الرغم من أن شعبيته قد تعافت منذ وفاة زوجته السابقة ديانا فى حادث سيارة عام 1997، فقد تورط هو نفسه فى العديد من فضائح التبرعات المالية المتعلقة بمجموعته الخيرية فى السنوات الأخيرة. فى غضون ذلك، لا يزال النظام الملكى يحاول التعافى من السمعة المشوهة التى سببتها قضية الانتهاك الجنسى لشقيقه الأصغر أندرو ومزاعم العنصرية الملكية المتعلقة بزوجة ابنه ميجان ميركل.
على كل، ما سيديم أو ينهى حكمه هو الأسلوب الذى سيتبناه كملك. العديد من معتقداته معروفة على نطاق واسع وخضعت للتدقيق على مدى سنوات طويلة من تدريبه كوريث العرش البريطانى. لكن يميل عدد ليس بقليل إلى فصل اهتمامه بالتنوع والتسامح الدينى ودعواته لحماية البيئة والموسيقى الإنجليزية عن المنظومة الملكية التى كان جزءا منها لعقود.
فى النهاية، سنرى ما إذا كان تشارلز سيبدو أكثر صراحة ومباشرة فى حديثه أم سيقتصر الأمر على حدود الإيحاءات والنصائح غير المباشرة. وإلى أى مدى سيظل النظام الملكى متوافقا مع المزاج الشعبى الوطنى والاتجاهات الدولية التى تميل نحو المزيد من الانفتاح والمساءلة أو تلك الخاصة بالديمقراطية الدستورية فى القرن الحادى والعشرين؟، سيتم بالتأكيد التساؤل عن ذلك فى عهد تشارلز.
اختتم الكاتب حديثه بأنه يؤيد منح الملك تشارلز فرصة، حيث يعتقد أنه لا يزال بإمكان بريطانيا الاستفادة من العلامة التجارية الملكية الفريدة التى أبقت القوة الناعمة للبلاد وظل تأثيرها فعالا، وذلك بعد سنوات من نهاية الاستعمار وتلاشى الإمبراطورية البريطانية.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات