الباشمقاول - محمود قاسم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الباشمقاول

نشر فى : الجمعة 19 نوفمبر 2021 - 8:40 م | آخر تحديث : الجمعة 19 نوفمبر 2021 - 8:40 م

 

لا تتشابه بعض المواقف فى الأفلام المصرية فقط ولكن يؤديها نفس الممثلين بالتفاصيل نفسهام، الحكاية الثانية هى أن ميمى شكيب تحب زوجها حسن فايق فى فيلم ايامى السعيدة اخراج احمد ضياء الدين وهو رجل يخونها مع اكثر من امرأة ومن أجل ان تجعله يتوب عن سلوكه فإنها تتطلب من مدير الفندق ان يتظاهر بأنه عشيقها، وبالفعل يتغير سلوك الزوج مع الوقت وفى عام 1940 شاهدنا الحكاية نفسها للمرة الأولى بين نفس الممثلين فى فيلم الباشمقاول 1940 فالزوجة فكرية تلاحظ ان زوجها ممتاز يخونها مع نساء عديدات وتقرر أن تلقنه درسا بأن تتظاهر أنها على علاقة بالسباك (السمكرى بحبح) الذى يتخفى فى زى محام قام بتجسيد هاتين الشخصيتين كل من ميمى شكيب وحسن فايق اللذين كانا أصغر سنا بعشرين عاما تقريبا.
من الواضح أن موضوع تداخل أشخاص بالغلط هو محبب فى أفلام توجو مزراحى، وقد سبق أن ناقشه فى فيلم (المندوبان)، حيث ارتدى رجلان يعملان بالتحصيل ملابس رجلين من الطبقة العليا يعملان بإحدى شركات المقاولات وتخفيا فى الشخصيتين، أما فيلم الباشمقاول يدور حول السمكرى بحبح الذى يتم إرساله بالخطأ إلى بيت المحامى اللعوب ممتاز وتظنه الزوجة فكرية محاميا صديقا لزوجها وتطلب منه أن يتظاهر بأنهما عاشقان حتى تثار غيرة الزوج وينزل بحبح بإحدى فنادق الإسكندرية ويتعرف بإحدى الخادمات بالفندق فيقع فى حبها وتؤدى الدور الممثلة إحسان الجزايرلى، وهى الابنة التى قامت بدور حبيبة البطل فى أغلب أفلام أبيها، ومن هنا تدور لعبة المقالب وسط غيرة النساء ويدخل فى المشهد رجال آخرون ذوو قدرات مالية لكن كل رجال الفيلم عيونهم زائغة على الجميلات، الغريب جدا أن هناك تشابها اقرب إلى التطابق بين قصة فيلم الباشمقاول وقصة فيلم الفرسان الثلاثة للمخرج نفسه مع نفس الابطال مضافا اليهم عقيلة راتب، يعنى نحن فى الباشمقاول أمام الرجال الثلاثة نظمى والثرى وبحبح السباك والمحامى ممتاز، بالإضافة إلى عبده مساعد بحبح، والغريب هنا أن الفقراء دوما يرتدون قناع الأغنياء وفى النهاية يعودون إلى اصولهم بعد ان تعلموا من التجربة ويحصل على ما كان يريد سواء زوجة او عروسا مثلما حدث لبحبح ومساعده.
كانت هذه هى أغلب موضوعات أفلام توجو مزراحى فى الثلاثينيات وهو الذى وضع عينيه على ابطال المسرح التجارى، وقدمهم إلى الشاشة وهم الجزايرلى (بحبح)، على الكسار (عثمان عبدالباسط) والغريب انه لم يعمل مع نجيب الريحانى رغم انه كان يستعين بكاتبه المفضل بديع خيرى صاحب شخصية بحبح والذى تحدثنا عنه فى مقالنا حول (بحبح فى بغداد)، لما ذكرنا مزراحى وضعناه فى خانة عقيدته وقد تابعت ما كتب عنه ومحاولة وصمه بأنه اليهودى المتعصب لأبناء عشيرته، والغريب أنه لم يكشف عقيدته اليهودية فى أفلامه خاصة الكوميدية، وقد مرت السينما التى يمثلها بمراحل عديدة بعد أن انتهى من المرحلة الكوميدية من خلال شالوم وبحبح وعثمان فإنه اتجه بشكل ملحوظ إلى السينما الرومانسية المتنوعة مع بطلته المفضلة فيما بعد ليلى مراد فى أفلام تحمل اسم ليلى، ومن الملاحظ أنه بدا ينضج فى الاربعينيات مع فيلم سلامة وملكة الجمال، ونحن هنا لا نتوقف عند أفكار المخرج التى لم يعبر عنها ولكن لا يمكن لنا أن نتنبأ بما وراء السطور، لكن الرجل قام بكل بساطة بالسفر إلى إيطاليا والعيش فيها 40 عاما، حينما استشرف ما يمكن أن يحدث مع بداية الصراع العربى الإسرائيلى.

التعليقات