عزيزى رئيس الصين - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عزيزى رئيس الصين

نشر فى : الخميس 19 ديسمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الخميس 19 ديسمبر 2013 - 7:00 ص

كتب توماس فريدمان مقالا بعنوان «عزيزى رئيس الصين» نشر بجريدة نيويورك تايمز، يوجه فريدمان رسالة للرئيس الصينى تشى جين بينج، استهله بتعريف نفسه كصديق للصين، تحدث خلاله عن الإجراءات القمعية التى اتخذتها حكومة الصين بحق وكالات الأنباء التى كشفت تورط عناصر من الطبقة الحاكمة فى عمليات فساد واستيلاء على أصول للدولة بطرق مشبوهة بمن فيهم أقرباء للرئيس الصينى، محذرا إياه من مغبة ذلك ومذكرا بردود فعل الشعوب حال تركز الثروة فى يد قلة قليلة من نخبتها الحاكمة.

•••

ذكر فريدمان أنه فى السنوات الأخيرة كان هناك شد وجذب داخل مجتمع الاستثمار العالمى بين من يعتقدون أن الصين فقاعة على وشك الانفجار، وأولئك الذين يعتقدون أن الصين لديها مشاكل كبيرة ــ ولكنها تمتلك أيضا أدوات كبيرة وقادة أذكياء ــ وسوف تجد الطريق للمضى قدما، حتى لو بأكثر من معدل النمو الطبيعى، وأنه يميل نحو المعسكر الثانى، ولكن بالنظر إلى بعض تصرفات الصين مؤخرا، بدأت أتساءل: هل يكون نظامكم واهيًا أكثر مما كنت أعتقد؟

فمؤخرا، تم إغلاق موقعى صحيفة وول ستريت جورنال ووكالة رويترز، باللغة الصينية، كما تم حجب موقعى اللغة الصينية لوكالة أنباء بلومبرج وصحيفة نيويورك تايمز معًا لمدة شهور. والأهم من ذلك، أن لدى صحيفة التايمز وبلومبيرج معا أكثر من 20 صحفيا فى الصين، يحل موعد تجديد تأشيراتهم فى نهاية ديسمبر، وحتى الآن، ترفض حكومتكم التصرف فى هذا الأمر ــ انتقاما فيما يبدو من تعريض المؤسستين بالثروة الهائلة التى جمعها أقارب كبار القادة الصينيين، وأنت من بينهم. ويقال إنك تنوى حرمان المؤسستين من حق إرسال تقارير من الصين.

وذكر رواية خبراء صينيين له بأن هذه الحملة غير المسبوقة مدفوعة، بإحساس الحكومة فى الصين «أننا عبرنا خطا أحمر! ويبدو أنكم كنتم تظنون أن قواعد اللعبة هى أن الصحافة الأجنبية، ووسائل الإعلام المحلية ووسائط الإعلام الاجتماعية يمكنها أن تكتب ما تريد عن الفساد والاحتجاجات الاجتماعية على المستويين المحلى والإقليمى ــ وفى الواقع، كانت تلك وسيلة الحكومة المركزية لتتبع الفساد وكبحه ولكن لا ينبغى أبدا التركيز على التعاملات المالية لكبار قادة الحزب الشيوعى».

وفى مارس الماضى فقط، حذفت السلطات الصينية بسرعة من المدونات، صورة حادث سيارة شنيع فى بكين، يعتقد أن ابن حليف مقرب من الرئيس، وقتها، هو جين تاو، كان متورطا فيه، وكانت السيارة من نوع فيرارى.. حيث قتل السائق وأصيبت فتاتان كانتا معه بجروح خطيرة. فكيف يتسنى لشاب كهذا امتلاك فيراري؟

لم تكن الصحافة الأجنبية قادرة على تجاهل مثل هذه القصص التى يتحدث عنها كثير من الصينيين على الانترنت. هذا فضلا عن اكتشاف أمور مثل حقيقة أن والدة رئيس الوزراء السابق ون جيا باو البالغة من العمر 90 عاما، مدرسة متقاعدة، تمتلك باسمها استثمارا فى شركة صينية كبيرة للخدمات المالية تقدر قيمته بنحو مائة مليون دولار.

•••

ومن هنا يتساءل فريدمان: من الذى تجاوز الخط الأحمر هنا؟ رأينا أن بعض زملائك وأولادهم هم من فعلوا ذلك باختيارهم الجشع فى المجال الصناعى، وساعدت التكنولوجيا الجديدة فى فضح ذلك، ولأن التكنولوجيا لا تختفى، فبالتالى تقل التجاوزات والفساد. وقد قدم كل من صحيفة نيويورك تايمز وبلومبيرج خدمة كبيرة لقيادتكم بفضح هذا الأمر، وكان ذلك بمثابة نوبة قلبية تحذيرية، ويعتبر الطمع والفساد السبب الأول فى التاريخ لوفاة الأنظمة الصينية.

وإزاء هذه السياسات القمعية ذكر فريدمان كيف يمكن ببساطة التغلب عليها، فإذا أُبعد جميع المراسلين عن الصين، سوف ينشئون مكاتب فى هونج كونج وتايوان وكوريا الجنوبية، وسوف يتفرغون لتمشيط السجلات المالية من بعيد، من دون أن يتكلفوا ميزانية السفر إلى الصين، ومقابلة الشعب الصينى والاستماع إليه وجها لوجه، والكتابة عن قضايا أخرى. أيضا، سيؤدى ذلك إلى طرد الصحفيين الصينيين، فلن يسمح له بالاستمتاع بانفتاحهم، بينما يقوم شى بغلق أعينهم.

ويوجه فريدمان حديثه مرة أخرى إليه قائلا: الرئيس شي؛ أنت محق فى أن الكشف عن عمليات النهب الضخمة رفيعة المستوى للأصول، يشكل تهديدا وجوديا لحكم حزبك. ولكنك تخطئ إذا القيت باللوم على من فضحوا هذه التجاوزات بدلا من أولئك الذين ارتكبوها.

ولدى الصين اكثر من 300 مليون من المشتركين فى موقع ويبو الصينى المعادل لتويتر، ونصف الصينيين الآن يتصفحون الإنترنت، ويستخدم مليار صينى الهواتف المحمولة، الكثير منها مزود بكاميرا. ولا توجد وسيلة فى مثل هذا العالم لإبقاء التركيز على الفساد والتجاوزات المالية محليًا. ابحث فى القاموس عن: احتلوا وول ستريت، وميدان التحرير، وإدوارد سنودن؛ فهؤلاء جميعا قصص ما يحدث عندما تتركز الثروة عند القمة، وتتوزع القوة فى القاع، ويتم ضخ الشفافية فى كل مكان.

•••

وختم فريدمان رسالته بتوجيه نصائح إلى الرئيس شى، بأنه، حرصا على الاستقرار فى الصين، يجب عدم الوقوع فى خطأ إلقاء اللوم على المراسلين. ولا ينبغى أن يكون سور الصين النارى العظيم الذى تحتاج إلى بنائه، ضد الحقيقة؛ وإنما يجب أن يكون ضد الفساد.

التعليقات