حكومة الگلام - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكومة الگلام

نشر فى : الخميس 20 مارس 2014 - 8:30 ص | آخر تحديث : الخميس 20 مارس 2014 - 8:30 ص

عندما نجد أنفسنا أمام تصريحين متضاربين لرئيس الوزراء ووزير خارجيته بشأن سد النهضة الإثيوبى فى يوم واحد فهذا يعنى أن الحكومة لا تعرف عما تتحدث ولا تعى حجم الكارثة التى تنتظر مصر بسبب هذا السد.

فالسيد إبراهيم محلب رئيس الوزراء استخفه الهوى فقال للصحفيين أمس الأول إن حل أزمة سد النهضة أصبح قريبا ولم يقدم أى مبررات لهذا التفاؤل. وبعده بساعات ظهر وزير خارجيته نبيل فهمى فى برنامج الإعلامى المتميز شريف عامر لكى يؤكد أن إثيوبيا ماضية فى بناء السد دون النظر إلى المخاوف المصرية وأنها لا تتفاوض بجدية لحل الأزمة وتواصل تصعيدها من خلال الاستمرار فى بناء السد.

ويبدو أن رئيس الوزراء لا يدرى مدى خطورة وصعوبة ملف سد النهضة الإثيوبى فيتعامل معه بنفس الطريقة التى يتعامل بها مع باقى ملفات الحكومة من خلال التركيز على الظهور الإعلامى والتصريحات التى تدغدغ مشاعر البسطاء دون أن تحقق لهم أى شىء ملموس.

ويزداد الأمر خطورة عندما نرى حكومة محلب تعيد إنتاج النموذج الفاشل لفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى بالتركيز على كل ما هو شكلى والتصريحات الجوفاء والتعامل مع الشعب باعتباره «فاقد الأهلية» يمكن خداعه أو على الأقل تخديره بمثل هذه التصريحات والأساليب.

فما نراه منذ 3 يوليو الماضى وحتى الآن ليس أكثر من إعادة إنتاج فشل تجربة محمد مرسى فى ملف سد النهضة. وإذا كان من الممكن تحمل تداعيات فشل الحكومة فى ملفات عديدة فإن السماح بالفشل فى التعامل مع ملف مياه النيل هو خيانة عظمى من الجميع لأن ثمنه سيكون وجود مصر ذاته.

ولكى نضع كل طرف أمام مسئوليته نقول إن ملف النيل والسد ليس مسئولية رئيس الوزراء ولا وزرائه فى المقام الأول وإنما مسئولية كل مؤسسات الدولة وأجهزتها السيادية وغير السيادية التى لا نرى منها ما يبعث على الأمل فى الوصول إلى نهاية سعيدة لهذه الأزمة.

ويزداد الأمر خطورة عندما نجد محلب ووزراءه يتعاملون مع أغلب مشكلات البلاد بنفس طريقة وزراء مرسى التى أثبتت الأيام فشلها.

بالطبع يمكن أن يكون حكمنا على محلب وحكومته متعجلا لأن الرجل لم يمض أكثر من أسابيع فى منصبه، لكن كما تقول الحكمة الشعبية «الجواب يبان من عنوانه» وعنوان حكم محلب لا يحمل خيرا كثيرا لأن الرجل يتكلم كما كان يتكلم هشام قنديل رئيس وزراء مرسى مع فارق بسيط جدا وهو أن محلب يجيد التعامل مع الإعلام فنراه يحتفى بمثل هذه التصريحات ولا يسخر منها كما كان الحال مع قنديل وكلاهما يستحق السخرية.

فالرجل وقف أمام عمال غزل المحلة الذين لا يجدون قوت يومهم وقال «هانكلها بدقة علشان نبنى مصر»، وهو لا يدرى أن هؤلاء الذين يخاطبهم لا يجدون حتى «الدقة» لكى يأكلوها. ثم ذهب إلى هيئة النقل العام وقال «الوقوف فى الاتوبيس ممنوع» مع أن حلم المواطن المصرى ليس الوقوف داخل الأتوبيس باعتبار ذلك رفاهية وإنما ضمان موطئ قدم على بابه الذى يتشبث به حتى يصل إلى عمله.

وأخيرا نقول كلمات المسئولين الجذابة ربما تصنع مانشيتات صحف جيدة لكنها لا تصنع إنجازات على الأرض ولا تضمن شعبية حقيقية.

التعليقات