الحب في خطر - محمود قاسم - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحب في خطر

نشر فى : الجمعة 20 ديسمبر 2019 - 9:40 م | آخر تحديث : الجمعة 20 ديسمبر 2019 - 9:40 م

حلمى رفلة اسم بالغ الأهمية فى تاريخ السينما المصرية ولفترة طويلة بدأها فى معامل المكياج، ثم أصبح منتجا ومخرجا ومؤلفا لسنوات كثيرة، وهو أحد صناع سينما الكوميديا الموسيقية، حيث لعب دورا كبيرا فى تاريخ كل من صباح ومحمد فوزى، واساعيل يس، وفريد الأطرش، وهو الذى اتاح البطولات الأولى المطلقة لإسماعيل يس فى افلام منها، «البطل» 1950، و«المليونير» 1950 كما أنه أول من قدم عبدالحليم حافظ فى فيلم «ليالى الحب» وظل يخرج له افلاما منها «فتى أحلامى»، «معبودة الجماهير»، ومن بين الأفلام التى لا تعرض إلا لِمامًا: «الحب فى خطر» 1951 الذى جمع قيه كل من الثالوث «إسماعيل وفوزى، وصباح» وهو موجود على اليوتيوب، وأغلب الأفلام لتى قدمها لها مصدر عالمية لم يتم ذكرها، كما تنتمى إلى الكوميديا الموسيقية ,التى تعتمد على الغناء والمواقف المضحكة.

وقد تحمس هذا المخرج المنتج لكل من صباح وفوزى فقدمهما فى عدد غير قليل من الأفلام، منها « الآنسة ماما» و«ثورة المدينة»، و«فاعل خير».

وحين نقول انه مخرج مهم فى تاريخ السينما فالأمر لايعنى أن اعماله كانت ذوات اهمية بل كانت بالغة الخفة أشبه بطعم المشهيات التى يحتاجها المرء احيانا ويبدو هذا بشكل واضح فى إعماله مع اسماعيل، وفوزى فى «فاطمة وماريكا وراشيل» ثم «نهاية قصة».

فى فيلم «الحب فى خطر» هناك موضوع الاندماج فى التمثيل، فالفتاة ناهد موظفة تهوى التمثيل، وتندمج أثناء العمل فى المسرحية التى تستعد شركتها لتقديمها لدرجة أنها ــ عن دون قصد ــ سرقت عقدا ثمينا، مثلما تفعل بطلة المسرحية التى تمثلها، ومن الواضح أن المخرج كان شديد الحماس لصباح فى هذا الفيلم لدرجة أن فوزى واسماعيل كانا أقرب إلى الأدوار الثانية، وعلى كلٍّ فإن الأجواء هى تفسها فى أفلام أخرى قدمها إلى صباح، ومنها «الآنسة ماما» وأيضا «بلد المحبوب» مع سعد عبدالوهاب، فهناك مطربة ناشئة معجبة بملحن ومطرب مشهور تسعى اليه كى يمنحها الفرص النادرة فى عالم الفن، والاستعراض، لذا فإن الأحداث تدور داخل المسارح وقاعات البروفات.

هذا الفيلم الذى كتبه يوسف جوهر يبدو مشابها لمسرحيات الفودفيل الفرنسية وتدور فى عالم المسرح، فالموظفة ناهد تعمل فى غير أوقات العمل فى فرقة مسرحية خاصة، وهى تتقمص الدور الذى تمثله حول سرقة العقد، فتسرق عقدا ثمينا بالفعل، وتهرب من الشركة وتقابل فى الطريق الصحراوى المطرب المشهورعادل، وتستمر فى التمثيل عليه والذى يعرف سرها ويحاول السيطرة عاطفيا عليها كى تعمل فى فرقته، التى أصبحت النجمة الأولى فيها حتى يظهر خطيبها بندق.

ويجب أن ننتبه هنا إلى أن الشركة التى قامت بترميم الفيلم قامت بوضع كلمة النهاية على الفيلم رغم نقصان بوبينة من الفيلم الأصلى، وعلينا أن نتصور النهاية باعتبار أن المطرب عادل سوف يتزوج من ناهد أما بندق فسوف يرضى بنصيبه مع زميلته الأخرى التى تحبه وتجسدها وداد حمدى.

فى هذا الفيلم يبدو مدى إعجاب المخرج بنجمه محمد فوزى، لكن الملاحظ أنه فى الأفلام التى أخرجها لهذا الثنائى انه كان يمنح صباح مساحة دور أكبر من فوزى، فالممثل يظهر بعد فترة غير فصيرة فى هذ ا الفيلم، وإننا لسنا أمام مطرب بحجم محمد فوزى، فهى تغنى بمفردها أو معه.

يمكن ان نعتبر أنفسنا أمام فيلم طليعى قام السينمائيون الآخرون بنقليد الكثير من مشاهده، فالنسخة الموجودة على اليوتيوب ملونة، ولم تفقد بريق الألوان بها خلاف الكثير من الافلام التى تم تلوينها فى السنوات نفسها، أما اغنية «انت حبيت» الدويتو بين صاح وفوزى فقد تكرر تقديمها فى فيلمين غام 1955 من إخراج ابراهيم عمارة، وهما أغنية «لو سلمتك قلبى» من فيلم «ربيع الحب»، و«تعالى اقولك» من فيلم «لحن الوفاء» حيث تصوير الغناء فى المرات الثلاث دار بين حبيبين يعترفان بمشاعرهما فى الحدائق، والكلمات متقاربة بشكل ملحوظ، وفى القيلم مشهد تكرر بصورة مقاربة فيما بعد فى فيلم «العتبة الخضراء» اخراج فطين عبدالوهاب، حين تذهب صباح فى كل الفيلمين إلى الجواهرحى لشراء عقد ثمين بالحيلة نفسها تقريبا، بينما الجواهرجى هو ايضا الممثل ادمون تويما، والغريب أن نفس العبارات المتبادلة بين الطرفين هى نفسها عدا فارق ملحوظ هو وجود أحمد مظهر فى الفيلم الثانى، بما يعنى كم التشابه بين أفلام السينما المصرية، ويبقى علينا رؤية «الحب فى خطر» لنتأكد كم أن السينما لمصرية عاشت فى خطر التكرار والتشابه كل هذه السنوات.

التعليقات