قمة جدة العربية.. ماذا لو حضرت إيران وتركيا؟ - مواقع عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قمة جدة العربية.. ماذا لو حضرت إيران وتركيا؟

نشر فى : الأحد 21 مايو 2023 - 8:35 م | آخر تحديث : الأحد 21 مايو 2023 - 8:35 م

حضرت قمة الجامعة العربية، التى انعقدت الجمعة الماضية بجدة السعودية، شخصيتان جدليتان؛ الرئيس السورى بشار الأسد والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى. نشر موقع 180 مقالا للكاتب محمد صالح صدقيان، يقول فيه إن هناك شخصيتين جدليتين أخريين غابتا عن القمة، وهما الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى والتركى رجب طيب أردوغان. استبعد الكاتب الحديث عن جدوى حضور أردوغان بحجة أنه منشغل بالانتخابات الرئاسية، إلا أنه رأى أن حضور رئيسى كان سيخلق أرضية للتفاهم، وسيكون له أثر قوى على علاقات إيران بالدول العربية عموما والخليجية خصوصا، مما يزيد من بناء الثقة بين الطرفين... نعرض من المقال ما يلى:
تأملت الشعوب العربية فى أن تری «قمة جدة» العربية علی غير ما كانت تتراءى لها قِممُ العرب منذ تأسيس جامعة الدول العربية، وذلك ربطا بتوقيتها وظروفها الاستثنائية ومكانها ومن يُشارك فيها من القادة العرب.
لنتناول شخصيتين جدليتين حضرتا القمة وشخصيتين لا تقلان جدلية غابتا عنها. أولی الشخصيتين اللتين حضرتا القمة هى الرئيس السورى بشار الأسد. الشخصية الثانية هى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الذى حضر بدعوة من ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بصفته «ضيف شرف»، وهو فى طريقه للمشاركة فى قمة الدول الصناعية السبع فى اليابان.
دعوة الرئيس السورى كانت طبيعية ومتوقعة استنادا إلى التحضيرات التى جرت منذ مطلع هذه السنة، وأبرزها قرار عدد من الدول العربية تطبيع علاقاتها مع دمشق. أما مشاركة زيلينسكى، فهى الحدث الأبرز الذى فاجأ الجميع. ما الذى يمكن أن تقدمه القمة العربية للأزمة الأوكرانية؟ وهل يستطيع زيلينسكى أن يُحقق مكسبا معينا من «قمة جدة» المثقلة بمشاكل العرب وأزماتهم وهمومهم من كل حدب وصوب؟
ندر أن تجد مُراقبا يملك جوابا مختلفا. لا رسالة عربية مفيدة لرئيس أوكرانيا والعكس صحيح.. اللهم إلا إذا كان همّه كسب ود المجتمع الدولى أو أن يُوجّه رسالة إلی هذا المجتمع يقول فيها إنه ما يزال حيا يُرزق، وهى رسالة رمزية لا تُسمن ولا تُغنى من جوع!
أما الشخصيتان اللتان لا تقلان جدلية بغيابهما عن المؤتمر؛ فهما الرئيسان الإيرانى إبراهيم رئيسى والتركى رجب طيب أردوغان. ربما يكون الأخير مُنشغلا بالانتخابات التركية لحظة بلحظة ولا يملك ترف أن يحل «ضيف شرف» على قمة جدة أو أى مناسبة دولية أو إقليمية. إلا أن منطق الأمور يجعلنا نتمنی لو أن القيادة السعودية وجّهت دعوة إلى إبراهيم رئيسى لحضور القمة، ليس لأن العلاقات السعودية الإيرانية تتقدم بالاتجاه الصحيح، بل نظرا إلى حساسية العلاقات العربية الإيرانية عموما والعلاقة الإيرانية الخليجية خصوصا.
مشاركة الرئيس الإيرانى، لو حصلت، كان سيكون لها أثرها البالغ؛ أما لماذا وماذا يُمكّن أن تُقدم إيران للدول العربية؟ وكيف يمكن للأمن الإقليمى أن يتأثر فى ظل تعريف طهران لهذا الأمن؟ وكيف يمكن أن تتعامل طهران مع أصدقائها فى المنطقة أو مع مجالها الحيوى؟ وهل كان سيلمس رئيسى بشكل مباشر ما تشعر به الدول العربية من قلق من السلوك الإيرانى فى الإقليم؟
حتما؛ كان يُمكن استشعار المناخ الإيرانى لو كانت إيران موجودة بصفتها دولة جوار فاعلة. لا أعتقد أن مشاركة إيران فى هذه القمة كانت ستحل كافة المشاكل التى تعترض طريق العلاقات العربية الإيرانية، لكنها كانت لتساهم فى خلق أرضية يستطيع الجانبان من خلالها التفاهم علی مشتركات تُشكّل قاعدة للتعاون والتنسيق وبناء الثقة المطلوبة.
وهنا أختلف مع من يسأل: ما الذى جنته دول مجلس التعاون الخليجى عندما استضافت الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى قمة الدوحة عام 2007؟ أنا أؤمن أن طريق الألف الميل تبدأ بخطوة واحدة.. وأن عملية بناء الثقة وتعزيزها تحتاج إلی خطوات وزيارات ومبادرات متبادلة وتعاون مثمر وتنسيق مستدام من أجل خلق إطار للتفاهم والعيش المشترك بما يحقق مصالح جميع الأطراف.
التحديات والمشاكل التى تواجه العالم العربى ليست قليلة ولا بسيطة وهى جدية وخطيرة وتعيق التنمية والتقدم والازدهار؛ والشعوب العربية تأمل أن تساهم الدول العربية فى مواجهة هذه التحديات.
فالشعب السورى يأمل أن تنجح القمة فى تفكيك قانون قيصر من أجل المساهمة فى إعادة إعمار بلادهم ووقوف الدول العربية معهم من أجل تجاوز أزماتهم الاقتصادية والمالية والتنموية والاجتماعية والأمنية والسياسية.
والشعب اللبنانى ينتظر من الدول العربية المساهمة فى تقريب وجهات النظر لأجل انتخاب رئيس الجمهورية المنشود الذى ما يزال مقعده شاغرا منذ سبعة أشهر، كما يأملون مساعدتهم فى حل مشاكل بلدهم السياسية والاقتصادية والمالية.
والشعب السودانى يتطلع إلى وقوف قادة وزعماء الدول العربية وقفة استثنائية من أجل وقف انزلاق البلاد إلى حرب أهلية لا تبقى ولا تذر.
أما الشعب الليبى، فإنه ما زال أسير المناكفات السياسية والعسكرية والأمنية ويرجو من القمة العربية أن تلعب دورا إيجابيا مؤثرا لإنهاء المأساة الليبية وعودة البلاد دولة موحدة.
يبقی اليمن الذى ينتظر أن يعود سعيدا بعيدا عن القتل والدمار والجوع والأمراض والأوبئة؛ فى حين يتمنی الشعب العراقى دعم الدول العربية لعمليته السياسية التى تسير علی رجل واحدة كالبطة العرجاء.
يُدرك القادة والزعماء العرب الذين اجتمعوا فى جدة أكثر من غيرهم أن ثمة آليات كفيلة بتحسين حياة شعوبهم وحل المشكلات العربية العربية أو بين العرب وجيرانهم، ولكن المسألة تحتاج إلى قرارات استثنائية وقادة استثنائيين.
قيل عن قمة جدة أنها «قمة محمد بن سلمان» و«قمة المصالحات العربية» و«قمة العلاقات الإقليمية والدولية» و«قمة الأسد» و«قمة زيلينسكى» إلخ.. لكن المتوخى أن تكون قمة الشعوب العربية أولا وأخيرا.

النص الأصلى:
http://bitly.ws/EYJK

التعليقات