الفلسفة والتعليم - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفلسفة والتعليم

نشر فى : الأربعاء 22 نوفمبر 2017 - 10:20 م | آخر تحديث : الأربعاء 22 نوفمبر 2017 - 10:20 م
نشرت صحيفة الغد الأردنية مقالا للكاتبة «زليخة أبو ريشة» جاء فيه: عندما نقرأ المناهج التى وضعتها وزارة التربية والتعليم للمراحل المختلفة، نعثر على كلامٍ مهمٍّ حول التفكير الناقد والتفكير الإبداعى ومهارات التحليل والتركيب والاستنتاج والاستقراءِ وغير ذلك مما يصبُّ مباشرةً فيما تهتمُّ به الفلسفة، نظنُّ ساعتها أننا بصدد تعليمٍ راقٍ يهدفُ إلى تحرير العقل وإطلاق الطاقات المبدعة لدى التلامذة، مما يبشّرُ بنتائج لا تختلفُ عما لدى السويد أو اليابان من علماء ومبدعين. ولكنَّ الأمرَ أن هذه المناهج التى وضعها بعضُ أهل الاختصاصِ، كما لو كانوا ينقلون من كتب التربية الغربية ومصادرها، بما يُرضى جميعَ الأطراف، ما تلبث أن تلحسَ ما وعدت به جملةً وتفصيلا، فيغدو التفكيرُ الإبداعيّ المستقبلى كيف تستذكرُ ما جاء فى الفقراتِ أعلاه، وكيف تنشئُ المدائح فى الماضى وأهله، باسم الانتماء والأصالة والهوية. وستُجيَّر العلومُ لمزاعمَ غيبيّة تستهترُ بالعقلِ وتوئدُ مهاراته بزعمِ أن النصوص المقدّسة تنبّأت باكتشافات العلم ونظرياته فى القرن الحادى والعشرين، ملغيةً بذلك عقل التلميذ لاستكناه أسرار العلوم الماديّة، والطموحِ إلى الاختراعِ، ما دام هناك من يقول إنَّ لدينا كل ما كان فى العلمِ وما سيكون جاهزا بين أيدينا دون أن نتكلّف أيَّ مشقةٍ!!

وبذا نقفُ على الخلل الجذريّ المرائى الكاذب بين المناهج ومقدمات الكتب المدرسيّة، وبين المحتوى وطرائق التدريس، حيثُ تتكوَّنُ لدينا هذه المصائب الكارثيّة التى اسمها خريجو وخريجات المدارس. فما الحلُّ إذن؟

إنَّ بعضَ الحلّ لا يكونُ إلا بتعليم الفلسفة، تلك التى عارضها الإخوانيُّ والسلفيُّ، وجعلاها سببا فى الإلحاد، وهو اتهامٌ يلغيهِ استقراءٌ سريعٌ لواقع الأديان فى البلدان التى تدرّسُ الفلسفة، حيثُ لم تنقص الكنائسُ ودورُ العبادةِ لسائر الأديان عددا، بل تزدادُ اطرادا، ما يعنى وجودَ أعدادٍ مهولةٍ من البشرِ تجدُ فى اللجوءِ إلى الغيب بلسمًا لجراحاتها الروحيّة، وتطبيبا لأساها الدنيويّ. وهو أمرٌ لا تقفُ الفلسفةُ فى طريقِه، ولا تستنكرُه، لأنَّ دورَها ليس وصمَ الناسِ بعقائدِها، بل تحريضَها على التفكير والبحث عن الحقيقةِ، وهو التقاءٌ مذهلٌ بين الفلسفة والدين، فكلاهما بحثٌ عن الحقيقة، ولكن مع اختلاف الطرق والأدوات.

إن الضغط الذى مارسه الإخوانى فى إلغاء الفلسفة من مناهجنا، قادنا فورا إلى شيوع الاتكاليّة الفكريّة، وتغييب العقلِ الذى به نتحضر ونعلو قامةً فى المدنيّة والعلوم، ونخرج من دائرةِ البداوة التى هبّت رمالُها منذُئذٍ على حياتنا.

وليس من سبيلٍ إلا أن تقوّيَ وزارةُ التربية والتعليم قلبَها، وتُحدِثَ هذا التغييرَ المأمول الذى نسترجعُ به ما فاتنا فى سنواتِ التبنِ والاجترار والعقم الفكريّ، لعلنا نصحو على أسئلةٍ تجعلُ من شبابِ هذا البلدِ كائناتٍ منتجةً، بدل أنها، ويا للأسى، كائناتٌ معطوبةٌ وعالةٌ على الحاضر والمستقبل!

دعونا لا نفقد الأمل!!!
التعليقات