استمرار المعركة في غزة.. وتحدى العلاقات الألمانية الإسرائيلية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استمرار المعركة في غزة.. وتحدى العلاقات الألمانية الإسرائيلية

نشر فى : السبت 23 مارس 2024 - 8:40 م | آخر تحديث : السبت 23 مارس 2024 - 8:40 م
إن استمرار المعركة العسكرية فى غزة، مع كل تداعياتها، انعكس على مواقف ألمانيا العلنية بشأن طريقة تصرف إسرائيل. لقد رأينا دليلا على ذلك خلال الزيارة الثانية التى قام بها المستشار الألمانى أولاف شولتس إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر.
الزيارة الأولى للمستشار الألمانى جاءت بعد أيام قليلة على هجوم 7 أكتوبر، وكانت من باب التعبير عن التضامن والدعم غير المحدود لحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى حربها ضد «حماس». بينما جاءت الزيارة الثانية بعد الخلافات فى الرأى بشأن مدى الحكمة فى مواصلة المعركة العسكرية عموما، والدخول المخطط له إلى رفح، والحاجة الماسة إلى تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على خلفية التقارير والمشاهد القاسية للجوع والعدد الكبير للقتلى، والتخوف من أن إسرائيل لا تبذل ما يكفى من أجل التخفيف من تفاقم حدة الوضع الإنسانى، والرفض الإسرائيلى للبحث فى مسألة «اليوم التالى»، وغياب منظور سياسى، والادعاءات بشأن عنف المستوطنين المتطرفين ضد السكان الفلسطينيين فى المناطق.
لقد عبر المستشار الألمانى عن انتقاده فى أثناء الزيارة التى أجراها للأردن، عشية زيارته لإسرائيل، خلال مؤتمر صحافى مشترك عقده مع رئيس الحكومة هناك. أشار المستشار إلى أن القتال ضد «حماس» أمر مشروع، لكن كلما طال أمد القتال وأصبح الوضع ميئوسا منه، يطرح السؤال: ألا توجد وسائل أخرى لتحقيق هدف الحرب. وأشار أيضا إلى أنه لا يمكن مواجهة «الإرهاب» بالوسائل العسكرية فقط. وأضاف أن هناك حاجة إلى تقديم مقاربة ما للفلسطينيين. لكن المستشار تجنب، فى هذا الإطار، التعبير عن تأييده حل الدولتين، لكنه لمح أكثر إلى عدم وجود اتفاقات، وقال إن الحديث الذى أجراه مع نتنياهو بشأن خطة «اليوم التالى»، أظهر خلافات فى وجهات النظر.
التخوف الذى عبر عنه المستشار بشأن الوضع الإنسانى فى غزة وتداعياته على السكان، بعد الدخول العسكرى المرتقب إلى رفح، يبدو أنه لا يلقى آذانا صاغية لدى نتنياهو، الذى أوضح أن أى ضغط دولى لن يمنع إسرائيل من تحقيق كل أهداف الحرب.
وبعكس رأى بعض «الخبراء» فى السياسة الألمانية حيال الإسرائيليين، الذين يعتقدون أن مواقف المستشار هى صدى «للشارع الألمانى» المعادى لإسرائيل، ففى رأيى، يعبر موقف المستشار عن قلق حقيقى حيال السلوك الإسرائيلى. لقد أوضح شولتس أنه «لا يمكننا الوقوف موقف المتفرج على معاناة الشعب الفلسطينى جراء الجوع، هذا لا يمثلنا. ولا يعبر عن موقفنا».
فى الخلاصة، المعركة فى غزة وتداعياتها تشكل تحديا لا يستهان به للعلاقات بين الدولتين.
شمعون شتاين
معهد دراسات الأمن القومى مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات