على الولايات المتحدة دراسة إعادة قواتها إلى فيتنام - قضايا عسكرية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على الولايات المتحدة دراسة إعادة قواتها إلى فيتنام

نشر فى : الجمعة 23 يوليه 2021 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 23 يوليه 2021 - 8:05 م
نشر موقع Defense One مقالا للكاتبين تشارلز ديجو وماثيو باول، يقولان فيه أنه آن الأوان لتعميق العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام ودراسة إعادة القوات الأمريكية للأخيرة. جاء ذلك فى ضوء المخاوف الجيوسياسية وأعمال الصين الاستفزازية خصوصا فى بحر الصين الجنوبى، مما يشكل تهديدا للتجارة العالمية ومصالح الولايات المتحدة وأمن فيتنام.. نعرض منه ما يلى.

قبل خمسين عامًا، نشرت صحف أمريكية بارزة وثائق عرفت باسم «أوراق البنتاجون». كشفت هذه الوثائق عن شكوك كبيرة حول نوايا ودوافع انخراط أمريكا فى فيتنام. وحتى اليوم، تعتبر دولة فيتنام، بالنسبة للعديد من الشعب الأمريكى، بمثابة تذكير مؤلم بالحرب التى شنتها الولايات المتحدة هناك، ولا يزال العديد يشكك فى فوائد تعزيز العلاقات الفيتنامية الأمريكية.
ومع ذلك، مع ظهور مخاوف جيوسياسية جديدة، يجب على الولايات المتحدة دراسة تعميق العلاقات مع فيتنام والنظر فى إعادة قواتها إلى هناك فى المستقبل القريب.
معظم الشعب الأمريكى لا يعرف تاريخ فيتنام بعد انسحاب الجيش الأمريكى من البلاد. فى الحقيقة لم ينته القتال بخروج القوات الأمريكية أو وقوع فيتنام الجنوبية عام 1975 تحت السيطرة الشيوعية. ففيتنام حاربت فى عام 1979 الصين فى حرب دموية أخرى مأساوية، وتداعيات تلك الحرب كان لها تأثير عميق على العلاقات الجيوسياسية اليوم أكثر حتى من تأثير تدخل الولايات المتحدة فى فيتنام.
للتفصيل، أصبحت الصين منافسًا جيوسياسيًا لمصالح فيتنام. وابتداء من عام 2015، قامت الصين ببناء وعسكرة العديد من الجزر الاصطناعية فى بحر الصين الجنوبى. هذه الجزر لم يتم بناؤها بجوار فيتنام فحسب، بل تم بناؤها فى المياه الإقليمية التى تطالب بها فيتنام. وأصبح العدوان الصينى المتزايد والمطالبات فى بحر الصين الجنوبى لا يهددان التجارة العالمية والمصالح الأمريكية فحسب، لكن أمن فيتنام وسيادتها أيضا.
فمطالبة الصين بأحقيتها فى ملكية بحر الصين الجنوبى، فى تجاهل صارخ للقانون الدولى، تضع المصالح الاستراتيجية الأمريكية والفيتنامية فى خطر. من جانب أمريكا، هى تدرك أن الخطر ليس فقط على التجارة العالمية، ولكن على استقرار الديمقراطيات فى آسيا والمحيط الهادئ فى مواجهة عدوانية الصين. أما فيتنام فتتذكر الحرب المريرة التى خاضتها مع الصين، وترى الصين تهدد استقلالها وأمنها فى مياهها الإقليمية.
أثناء حرب فيتنام، تحديدا فى ستينيات القرن الماضى، قامت الولايات المتحدة ببناء العديد من المنشآت العسكرية الرئيسية فى فيتنام. جميعها فى موقع استراتيجى لردع عدوان الصين فى بحر الصين الجنوبى وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين. الآن، يجب على الولايات المتحدة وفيتنام النظر فى عودة القوات العسكرية الأمريكية إلى هذه المنشآت فى السنوات الخمس إلى العشر القادمة؛ مثل هذه الخطوة ستعزز أيضًا قدرة فيتنام على مقاومة النفوذ الصينى. وبعد سلسلة من المبادرات الدبلوماسية رفيعة المستوى فى العقد الماضى، يجب أن تشارك الولايات المتحدة وفيتنام الآن فى مناقشات دبلوماسية أكثر نشاطًا وتفصيلا حول عودة القوات الأمريكية إلى فيتنام.
حان وقت التحرك. يساعد على ذلك الكتاب الأبيض للدفاع الذى نشرته الحكومة الفيتنامية عام 2019 والذى يخفف من موقف البلاد المتشدد بشأن البقاء على الحياد ويسمح بالتحالفات العسكرية إذا اعتبر ذلك قرارا حكيما وضروريا. لكن اقتصاديًا، لا تزال فيتنام تعتمد على الواردات والصادرات الصينية، لكنها أقل اعتمادًا على الصين من جيرانها. كما أن الحكومة الفيتنامية أقل عرضة للفساد بشكل ملحوظ من الدول الأخرى فى المنطقة. مهدت هذه الشروط الطريق للتعزيز التدريجى للعلاقات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية والفيتنامية، وهو أمر سيكون ضروريًا قبل أن تبدأ أى مناقشة حول إنشاء قواعد للقوات الأمريكية فى فيتنام. ولا داعى للقول أن الأعمال الاستفزازية التى تقوم بها الصين فى بحر الصين الجنوبى ستعمل على تسريع تعميق العلاقات بين الدولتين، ولكن يجب أن تتبعها إجراءات أمريكية استباقية. باختصار، يجب أن تبدأ الولايات المتحدة وفيتنام الآن فى بناء علاقات أقوى وأكثر ثقة.
فى البداية، يمكن لوحدات مثل القوات البحرية الأمريكية الدورية والتى تتطلب بنية تحتية أولية أن تعمل خارج فيتنام ردًا على الإجراءات والاستفزازات الصينية. وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون خيارًا سهلا على المدى القريب إقامة قاعدة داخل فيتنام بسبب الحياد الفيتنامى الحالى، يمكن للولايات المتحدة السعى وراء إنشاء بنية تحتية إضافية أو إقامة قاعدة أمريكية دائمة خارج فيتنام.
باختصار، خاضت الولايات المتحدة حربًا مريرة فى فيتنام، لكن الديناميكيات الجيوسياسية الحديثة تتماشى مع مصالح الدولتين. يمثل هذا فرصة لتعاون واسع النطاق وبناء علاقة أمنية أكثر صدقًا ومفيدة للطرفين. بعبارة أخرى، يمثل هذا فرصة لتنسيق الإجراءات الأمريكية الفيتنامية على وجه التحديد كرد فعل على العدوان الصينى فى بحر الصين الجنوبى. وسيكون زيادة الوجود العسكرى الأمريكى فى فيتنام إحدى الطرق لاغتنام هذه الفرصة.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات