البابا فرنسيس: عشر سنوات - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البابا فرنسيس: عشر سنوات

نشر فى : السبت 25 مارس 2023 - 7:30 م | آخر تحديث : السبت 25 مارس 2023 - 7:30 م

منذ عشر سنوات فى 13 مارس 2013 أطل من شرفة كاتدرائية القديس بطرس بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، بشوش، هادئ، متواضع يطلب الصلاة والبركة من الشعب. إن حبريته تتميز بمسيرة مستمرّة لإصلاح الكنيسة بالمعنى الرسولى.

إرشاده الأول، والذى يشمل بشكل أكبر السنوات العشر التى مرت منذ بداية اعتلائه السدة البابوية. فهو أول بابا يسوعى، وأول حبر أعظم من أمريكا اللاتينية، وأول من اختار اسم فرنسيس، وأول بابا فى العصر الحديث، يتم انتخابه بعد استقالة سلفه.

تتعلّق العمليات المثمرة التى بدأها البابا بثلاث فئات معينة من مسيرة الكنيسة: المسكونية، والحوار بين الأديان، الشركة على سبيل المثال، بلقاء مع قداسة البابا تواضروس الثانى فى العاشر من مايو 2013 وكان الباباوان جديدين على سدتهما ثم فى عام ٢٠١٥ بتأسيس اليوم العالمى للصلاة من أجل العناية بالخليقة، الذى يتم الاحتفال به كل عام فى الأول من شهر سبتمبر مع الكنيسة الأرثوذكسية، من أجل حثِّ المسيحيين على «اهتداء إيكولوجى»، فكان من الأوائل الذين أعطوا بعدا روحيا مع البيئة.

وفى فبراير ٢٠١٦، عُقد لقاء فى كوبا بين البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل. وشهِد هذا الحدث التاريخى التوقيع على إعلان مشترك لتطبيق ما يسميه البابا «مسكونية المحبة».

أما بالنسبة للحوار بين الأديان، فيتمثل حجر الأساس بتوقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك»، فى ٤ فبراير ٢٠١٩ من قبل البابا والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، فى أبو ظبى. يعتبر النص خطوة أساسية فى العلاقات بين المسيحية والإسلام، بقدر ما يشجع الحوار بين الأديان ويدين بشكل قاطع الإرهاب والعنف. أما على صعيد السينودسيّة، فقد حقق البابا فرنسيس تغييرا مهما: ستكون الجمعيّة العامّة العاديّة القادمة، السادسة عشر، والتى ستُعقد فى الفاتيكان فى عام ٢٠٢٣ حول موضوع «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة، مشاركة ورسالة»، المرحلة الأخيرة من مسيرة دامت ثلاث سنوات وتتكون من الإصغاء والتمييز.

نجد أيضًا محاربة الاعتداءات الجنسيّة، بدون مواربة والتى بلغت ذروتها فى قمة حماية القاصرين، التى عقدت فى الفاتيكان فى فبراير ٢٠١٩.

كذلك الاهتمام بالضواحى، سواء الجغرافية أو الوجودية: من هنا، يؤكّد البابا فرنسيس، نرى الواقع بشكل أفضل من المركز، ومن هنا يعود المرء مُغتنيا بالفكر والقلب بفضل التبادل مع الاشخاص البعيدين عنا.

جانب آخر لحبرية البابا فرنسيس هو الالتزام المستمر بالسلام ورفض الحرب بحزم.

ومن الأمثلة الأخرى على «دبلوماسية السلام» هذه التى عززها البابا والتى تهدف إلى «بناء الجسور» وليس بناء الجدران، مبادرة «الصلاة من أجل السلام فى الأرض المقدسة»، التى تمّت فى يونيو عام ٢٠١٤ فى حدائق الفاتيكان مع الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز والرئيس الفلسطينى محمود عباس؛ وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا، والتى تمت فى ديسمبر من العام نفسه. حدث تاريخى تمَّ بعد مراسلات دامت شهورًا بين البابا فرنسيس ورئيسى البلدين، باراك أوباما وراوول كاسترو، لحثهما على «بدء مرحلة جديدة». وفى الخطِّ عينه يأتى الاتفاق المؤقت بين الكرسى الرسولى وجمهورية الصين الشعبية على تعيين الأساقفة، والذى أُبرم فى عام ٢٠١٨، . أما خلال هذا العام الأخير الذى طُبع بالصراع «العبثى والقاسى» فى أوكرانيا، التزم البابا شخصيًا باسم السلام ووجه نداءاته العديدة والمتكرّرة من أجل إسكات الأسلحة.

لا ننسى أن البابا كان أول قائد أجنبى يلتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى نوفمبر 2014 وقبل دعوته لزيارة مصر التى تمت فى إبريل 2017 وكانت زيارة مثمرة استقبله الشعب المصرى، مسلمين ومسيحيين، بكل ترحاب وحفاوة. وهذا بعض من كل العشر سنوات التى خدم فيها إلى الآن البابا فرنسيس.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات