«ربيع الغضب».. دراما تنتصر للحياة - خالد محمود - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ربيع الغضب».. دراما تنتصر للحياة

نشر فى : الخميس 25 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 25 يوليه 2013 - 8:00 ص

منذ المشاهد الإنسانية الأولى لمسلسل «ربيع الغضب» تدرك كم تألم ومازال قلب هذا المجتمع،  الذى استطاع المؤلف مجدى صابر والمخرج محمد فاضل عبر صورة صادقة، ورؤية واعية بأسلوب سردهما الدرامى، ان يضعا ايديهما على موطن جرحه الحقيقى، ولم يكتفيا بطرح الأسئلة التى تاهت بين أنينها حقبة من الزمن، بل استطرد العمل عبر عوالم شخوصه بكل تناقضاتها وتعدد اجيالها وابهار ادائها،  ليرينا كيف ضغطت عناصر الشر والظلام  وادوات القهر والبلطجة  على عنق مواطن طيب ووطن أطيب منه، حتى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يستفيق وينمو بداخله اعصار غضب، وانتفاضة مستحقة من أجل استرجاع ابسط حقوقه.

فى المسلسل رأينا دراما تنبض بحياة.. حياتنا،  بدت قاسية من واقع بائعة شاى، وهى أم تحيط على أبنائها الثلاثة فتاتان وشاب يعانى ضعف البصر،  وتسعى لخروجهم من دائرة يأس فرضتها ظروف سياسية واجتماعية، ونجحت فردوس عبد الحميد التى جسدت تلك الأم «فتحية أو ام مصطفى» فى أن تدخلنا إلى عالمها، وأن نسير مع اهل حارتها المساكين الذين يتحكم فيهم البلطجى عنتر «حسين الامام» والذى بدا مبالغا فى الاداء فى رحلة كشف لمستور أكبر، وفى ناحية اخرى نجد المحامى والحقوقى الثائر كمال جرجس الذى ارتدى ثوبه عزت العلايلى وبدا اكثر صدقا وقناعة وواقعية وهو يبحث عن خيط الأفعى الذى يحاول أن ينال من إنسانيته كمواطن وناشط ليجعله خانعا ومقهورا بعد مواقفه السياسية، وبالتحديد فى صراعه مع الامن حيث نشهد إسقاطا سياسيا على رجال الأمن الذين تفرغوا لملاحقة الثوريين الشباب والمطالبين بالإصلاحات،  ليصبحوا فقط أداة صماء من أدوات النظام لقمع الحرية وتشتيت المواطنين من خلال محاولات بث الفرقة بين أطياف المجتمع الواحد من مسلمين ومسيحيين وهذا بالتأكيد قبل ثورة 25 يناير.

المحامى والأم سارا بأداء تغلفه خبرة تمثيلية كبيرة فى خطين متوازيين لخلق تلك الموجة التى تمهد بوعى لربيع غضب ومعهم بالطبع الشاب الصحفى والناشط حسام او عمرو محمود ياسين. فنرى كمال فى مشهد وهو يصرخ بعزيمة «لن نتنازل عن حقوقنا يا بنى سنصبر عليها «وذلك عندما وجد دموع الحزن فى عين ولده بعدما لم يتم تعيينه معيدا بالكلية رغم انه الاول على الدفعة ليأخذوا الثانى بدلا منه،  ونرى الأم تصر على حقها فى معالجة ابنها «مدحت تيخة» وتقول له بإصرار ام مصرية اصيلة «مش هسيبك يابنى». وفى المقابل نرى نموذج الابتزاز والزيف  بالمال والسلطة لرجل السياسة الوزير الذى يجسده بحرفية عزت ابو عوف وهو يتلاعب بالجميع ابتداء من اهل الحارة حتى علية القوم لتحقيق اهدافه وارضاء السلطة.

المسلسل بكل حواسه الدرامية عمل ينتصر للأمل فى مواجهة يأس او شك ينخر العقول ويتوغل فى الحناجر والقلوب.. تؤازر البهجة التى كادت تغلق حسابات الاحداث اليومية ابوابها.. كاشفة لوجوه خادعة تلاعبت بأحلام بشر،.. هو دراما تنتصر للحياة.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات