** أدرك أن القرار الفنى بشأن اشتراك لاعب من عدمه فى التشكيل الأساسى هو قرار مدرب، وليس صحفيا ولا محللا ولا مشجعا. وأن القرار يمكن أن يستند على مشاهدة قريبة ودقيقة للاعب فى أوقات التدريب وهو ما لايراه الآخرون.. ومع ذلك كانت شكوى عماد متعب واضحة: «أرغب فى اللعب فى وقت طبيعى فى المباراة. وليكن فى بدايتها. وليس فى نهاية مباراة حين تكون النتيجة تبدو محددة، وموقف الفريق إما مطمئنا، أو صعبا. وفى الحالتين المشاركة هنا غير مجدية لأنها تكون بدون ضغوط فى الحالة الأولى أو تحت ضغط فى الحالة الثانية».
** كان ذلك مضمون حوار جرى مع متعب فى لقاء صنعته الصدفة قبل أشهر.. ورأيت أن شكواه فى محلها. خاصة أن اشتراك لاعب بآخر 10 دقائق من مباراة واعتبار ذلك فرصة لتجربته أو لإظهار قدراته أمرا فى غاية الصعوبة ويحتاج إلى ظرف خاص فى المباراة، قد لا يتكرر فى كل مباراة. فالمشاركة فى الدقائق الأخيرة مسألة لا يمكن الاستناد إليها. وأنه لو أراد الجهاز الفنى أن يختبر قوة متعب وقدرته فى المباريات الرسمية وتحت الضغوط فإنه كان يستحق فرصا أكبر وأكثر عدلا.
** هذا كان رأيى وما زال فيما يتعلق باختبار الفرصة واختيار توقيتها بالنسبة لمشاركات عماد متعب.. لكن هذا لا يعنى الموافقة على تصريحاته التى كسر بها قواعد مهمة فى الأهلى. ولم يكن مقبولا فى جميع الأحوال أن يقبل عماد متعب بما حدث فى مسألة مشاركته مع الفريق طوال تلك الفترة. فصمته كان قبولا بوضع لا يليق به. وكان الأفضل أن يطالب متعب بموقف واضح وصريح من مدربه فيما يتعلق باشتراكه فى المباريات.. فهل فعل ذلك وكان الرد وعدا بالمشاركة؟ وهل شعر باقتراب مشاركته على الرغم من هذا الوعد إن كان هناك هذا الوعد؟.
** الأجانب مواقفهم واضحة فى مثل تلك الحالات والمصادمات بين اللاعبين والأجهزة الفنية. ولا يعنى القرار أن صاحب القرار هو الفائز.. فقد استبعد جوارديولا جوهارت حارس مرمى مانشستر سيتى ومنتخب إنجلترا من الفريق لأن هارت لا يجيد اللعب بقدمه. وحدث أيضا أن قرر جوارديولا عند توليه مهمة الفريق الإنجليزى استبعاد يايا توريه أحد أعمدة الفريق عن التشكيلة فى بداية الموسم بسبب تصريحات مدير أعماله الذى رأى ان الاسبانى الذى يقود النادى الانجليزى للمرة الاولى لا يعامل موكله بالطريقة المناسبة.
** الموقف بين متعب والجهاز الفنى تأزم وفات أوان معالجته حسبما أسمع. وعندما تكون هناك شكاوى وأزمات بين لاعب وبين جهازه الفنى أو حتى بين موظف ومديره فإن المواجهة الموضوعية والنقاش والسؤال والإجابة تحل المشكلات، والأزمات. وتضع النقاط على الحروف. وكلاهما الجهاز الفنى للأهلى وعماد متعب لم يضع النقاط على الحروف. بل نثرا النقاط فوق الحروف وبين السطور.. وبكلمات إنشائية، مطاطة، لا علاقة لها بجوهر الموضوع من نوع: «هو القائد والساحر والنجم الكبير والهداف القدير» وهو كلام يبدو من معانيه مجرد حديث عن ماضى أو عن تاريخ وليس حاضرا. كلام يمكن أن يقال عن أى لاعب كبير فى الأهلى، فظل موقف مشاركات متعب غامضا وطويلا فى انتظار انفجار اللاعب، فانفجر مرة ومرتين وثلاث.