حينما ينتفض أزهر أسيوط - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حينما ينتفض أزهر أسيوط

نشر فى : الجمعة 26 فبراير 2016 - 11:20 م | آخر تحديث : الجمعة 26 فبراير 2016 - 11:20 م
• جامعة الملك فيصل الأزهرية بأسيوط هو أقوى فروع جامعة الأزهر.. وتضم عددا كبيرا من الكليات العملية مثل: الطب والصيدلة وطب الأسنان والأزهرية مثل الشريعة وأصول الدين واللغة العربية والبنات.

• وتعد هذه الجامعة من أكبر حسنات الملك فيصل الذى تبرع بثمن بنائها من ماله الخاص ثم فوجئ الملك خالد بعد موت سلفه الملك فيصل أن هذا التبرع السخى دخل خزينة الدولة المصرية ولا سبيل لإعادة ضخه لبناء الجامعة مرة أخرى.

• فما كان من محافظ أسيوط وقتها «محمد إسماعيل» إلا أن طلب من الملك خالد أن يعيد التبرع مرة أخرى وإلا سيتم وأد مشروع الجامعة تماما، فما كان من الملك خالد إلا الاستجابة، وتم تخصيص قرابة 500 فدان لبناء الجامعة الذى تم بالتدريج على مراحل، وهذه المساحة الشاسعة تؤهل هذه الجامعة لتكون أكبر جامعة فى مصر إن لاقت الاهتمام الكافى للتوسع الأفقى والرأسى والعلمى.

• ويعد «محمد إسماعيل» صاحب الفكرة الأساسية للجامعة وصديق الملك خالد ومستشاره بعد تقاعده من العمل كمحافظ لأسيوط.

• ورغم عمر جامعة الملك فيصل الأزهرية الذى يزيد على ثلاثين عاما فإنها لم تعقد مؤتمرا واحدا منذ إنشائها، فى الوقت الذى تقيم فيها شقيقتها جامعة أسيوط عشرات المؤتمرات العلمية كل عام.. ولديها «فندق خمس نجوم» وعلى أعلى مستوى، وقاعات للمؤتمرات تضاهى القاعات العالمية.

• ولدى جامعة الملك فيصل صعوبات جمة، ورغم ذلك تغلبت عليها هذا العام لتعقد أول مؤتمر كبير استمر أربعة أيام وافتتحه وزير الأوقاف ووكيل الأزهر ورئيس جامعة الأزهر الأم، وشارك فيه قرابة مائتى أستاذ جامعى وقدم فيه قرابة أربعين بحثا وشاركت فيه كل الكليات الأزهرية «أصول الدين والشريعة واللغة والبنات».

• لقد حفر منظمو المؤتمر فى الصخر ولم يجدوا فى ميزانية الجامعة شيئا يذكر لإقامة المؤتمر، فركزوا على الجهود الذاتية الشحيحة وخاصة فى صعيد مصر الفقير، ووزعوا ملخصا للأبحاث فى كتاب صغير على كل الحاضرين، وساعدتهم جامعة أسيوط كثيرا فى توأمة جميلة.

• والأزهر وجامعته يحتاج إلى المرونة العالية التى تيسر له مثل هذه المشروعات أو المؤتمرات الكبرى مثل تبنى رجال الأعمال لهذه المؤتمرات.. فكل المؤتمرات التى تقيمها الصحف لا تكلفها شيئا لأن بعض رجال الأعمال يتكفلون بنفقاتها.

• وقد خطت إذاعة القرآن الكريم خطوات نحو ذلك، بتبنى بعض رجال الأعمال الصالحين لبعض برامجها أو جوائزها ونحو ذلك.

• ولكن ما زالت المعاهد الأزهرية وجامعاتها بعيدة عن هذه المرونة التى أغنت مستشفى سرطان الأطفال (57357) عن التردى إلى حالة المستشفيات العامة المصرية الأخرى بفتح نهر التبرعات الذى أغناها عن سؤال الحكومة أو انهيار منظومتها العلمية والطبية الرائعة.. فأعرق جامعات العالم مثل هارفارد تقوم منظوماتها العلمية على فكرة التبرعات.

• لقد تأملت مسيرة هذا المؤتمر فلم أر له أى تغطية إعلامية.. سوى كاميرا لفضائية واحدة رحلت مع رحيل وزير الأوقاف ووكيل الأزهر بعد الجلسة الافتتاحية.

• أما المؤتمر نفسه فلم تغطه أية قناة فى الوقت الذى تجد فيه أمام رئيس حزب مغمور عشرات الكاميرات مع أن حزبه ليس فيه مائة عضو، والمؤتمر ليس فيه عشرة أشخاص.

• لقد خلصت إلى خلاصة مهمة مفادها أن الأزهر يملك كنوزا من العلم والعلماء ولكنهم لا يعرفون كيف يسوقون بضاعتهم إلى الناس ولا يدرون كيف يصلون بها إليهم فأعظم عالم حديث فى الأزهر « د. أحمد معبد» لا يعرفه أحد بالمقارنة بغيره ممن لا يملكون عشر علمه، ولكن هؤلاء لهم حضور إعلامى كبير، والدكتور معبد بلا أى توجه ويمكنك القياس على هذا المثال.

• كما خلصت أن المنظومة الإدارية فى الأزهر تحتاج إلى تصحيح وتصويب وتطوير وفاعلية.. لأنها بطيئة وروتينية فى مؤسسة من المفترض أنها ضد البيروقراطية والجمود.

• إن الفرق الكبير بين الأزهر والحركة الإسلامية.. أن الأزهر فيه وسطية وتدين صحيح وسمح دون تكلف ولكنه يحتاج إلى طريقة الإدارة والجاهزية والفاعلية والمقدرة على الحشد والمبادأة والمبادرة والسرعة والانجاز الذى كانت تتميز به الحركة الإسلامية، وآه لو وضع الاثنان فى خلاط فأخرجوا من كل منهما خيره ونزع عنهما جموده أو تطرفه.

• وخلاصة القول: إن الأزهر عملاق عظيم وسمح طيب، ومحب ودود، ولكنه للأسف بطىء الخطى وضعيف المرونة بلا إعلام جيد أو تسويق يليق به، أو إدارة مرنة تعيده للعالمين، ويحتاج إلى عزمة من عزمات أبى بكر يوم الردة أو عمر مع عماله لينفض العملاق معها غبار السنين، وليعرف الجميع حقه ويقدروه قدره، وينهض هو برسالته، فيصدع بالحق ويرحم الخلق، ويصل المخلوقين بخالقهم، ويربط بين السماء والأرض.
التعليقات