** مهما رسمنا سيناريو لمباراة السوبر الإفريقى بين الأهلى والزمالك فى الرياض، فإن كاتب كرة القدم التاريخى يملك فى خياله سيناريوهات لا يمكن توقعها، ويصنع دراما لا يمكن تخيلها. ومع ذلك تتجه الترشيحات للأهلى باعتبار أنه الأجهز فنيا، لكن فى الملعب قد يختلف شكل الصراع بين الفريقين لأسباب تتعلق بالتركيز والشخصية واللياقة والمهارات الفردية والجماعية التى تحسم المباريات الكبرى، مثل السرعة، القوة، محاور الهجوم وتنوعها، والمبادرة.
** إن الندية وقوة الأهلى والزمالك وضمهما لأفضل النجوم، فى نصف القرن الأول من عمريهما هو ما صنع ديربى الفريقين، فقد كانت مسابقة كأس السلطان حسين أولى بطولات الكرة المصرية وبدأت عام 1916 والتقى الأهلى والزمالك فيها 6 مرات وفاز الزمالك 3 مرات وتعادلا مرتين وفاز الأهلى مرة واحدة. وفى الفترة من 1927 إلى 1948 التقى الأهلى والزمالك فى كأس مصر 15 مرة وفاز الأهلى 6 مرات وفاز الزمالك فى 6 مرات وتعادلا 3 مرات.. وفى دورى منطقة القاهرة فى الفترة من 1922 إلى 1938 فاز الأهلى باللقب 15 مرة وفاز الزمالك باللقب 14 مرة..
** على مدى سنوات ضاعف الأهلى من رصيد بطولاته، وتجاوز الزمالك فى السباق، لكن تظل المباراة ديربى خاصا، لا يمكن التكهن بنتيجته فهى ليست مباراة بين مانشستر سيتى أو ريال مدريد مع فريق مصرى محلى بعيد عن دائرة القمة. إلا أن المدرب السويسرى كولر طور كثيرا من أداء الفريق ومن أداء بعض لاعبيه. وتعددت محاور الهجوم وتنوعت. ففى أحيان يبدأ الأهلى بناء هجومه من خط الظهر الذى يضم محمد هانى، وربيعة، وياسر إبراهيم، ويحيى عطا الله، وفى الوسط إمام عاشور، وأكرم توفيق، ومروان عطية. ويقود إمام هجمات الوسط والمساندة سواء بالتمرير الطويل الدقيق أو بالاختراق بالكرة. وعلى الرغم من دوريهما الدفاعيين يتقدم أكرم توفيق ومروان عطية بالتناوب أحيانا، ومارس توفيق دور صانع اللعب فى صناعة هدف من جملة ثلاثية بين عطاالله ووسام. وصناعة اللعب يمارسه عدة لاعبين فى الفريق، ولم يعد هناك لاعب يختم على كل كرة. وثلاثى الهجوم يتميز بالمهارات والسرعات، وهم وسام بمواصفات رأس الحربة اللامركزى، والشحات كجناح أيسر، وبيرسى تاو كجناح أيمن. ويتضمن التنوع الهجومى للأهلى بالضغط العددى وزيادة عدد المهاجمين، والانتقال إلى ملعب المنافس، كما يلجأ إلى الكرة الطويلة فى هجوم مضاد باستغلال سرعة لاعبيه. وفى الوقت نفسه هناك انضباط تكتيكى ودفاعى يشارك به الجناحان ولاعبى الوسط بالكامل.
** ترى هل يستفيد جوميز مدرب الزمالك بصفقاته الجديدة مشكلا بها عنصر مفاجأة، لاسيما البولندى كونراد ميشالاك، وستكون المفاجأة لو بدأ به فى وسط الملعب لتعزيز القدرة الهجومية لهذا الخط خاصة أنه يتميز بالسرعة والقوة، وبذلك يمنح وسط الزمالك والفريق تنوعا فى صناعة محور هجومى من العمق، خاصة أن الزمالك يعتمد على الجناحين بدرجة أساسية فى شن الهجمات وفتح الملعب فى منطقة المنافس. ومعروف أن ميشالاك لاعب مميز يمكنه اللعب أيضا كجناح سواء أيسر أو أيمن، وسوف يحسم مركز ميشالاك اختيارات جوميز لوسط الفريق وأيضا لطريقة اللعب. وعلى أى حال من المتوقع أن يتكون خط ظهر الزمالك من عمر جابر فى اليمين، ومحمد حمدى فى اليسار وفى القلب حسام عبد المجيد والمثلوثى. وهنا يستفيد جوزيه جوميز من الدور الهجومى لعمر جابر وحمدى فى الجبهتين اليمنى واليسرى، وشاهدنا دور عمر جابر فى صناعة أحد أجمل اهداف الزمالك فى مباراة الشرطة الكينى. فيما ينتقل محمد شحاته إلى الوسط مع دونجا إذا شفى تماما من الإصابة، وتكوين الهجوم متوقع أن يكون كالمعتاد زيزو مفتاح لعب الزمالك الأول، والجزيرى ومصطفى شلبى. إلا أن التشكيل سوف يحكمه قرار جوميز بإشتراك البولندى ومركزه، وكذلك هل يبدأ بعبد الله السعيد أم يؤجل الاستعانة به لمرحلة من المباراة. ففى تلك الحالة سيكون ذلك مرتبطا بدرجة المغامرة التى يرسمها جوميز فى مواجهة الأهلى.
** ربما يمكن توقع تشكيل الأهلى وفقا لأداء اللاعبين وأدوارهم فى الموسم الماضى، وفى مواجهتى جورماهيا لكن تشكيل الزمالك يبدو مثل عملية توافيق وتباديل مرتبطة برؤية جوميز لصفقات الفريق ولمواقف الإصابات ولدرجة المغامرة. وللتذكرة سيظل لقاء الفريقين الكبيرين خاصا لا يمكن التكهن بنتيجته. ويبقى أن الفريقين لعبا معا إفريقيا 11 مرة، ولعبا السوبر مرة واحدة، وكلاهما يتطلع للفوز. الأهلى بالتاسعة والزمالك بالخامسة. والمهم أن يقدما المتعة والبهجة لجمهور ملعب المملكة والجماهير العربية التى ستتابع أشهر ديربى فى الشرق الأوسط.