هامش للديمقراطية.. حق المواطن فى المعرفة - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 1:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هامش للديمقراطية.. حق المواطن فى المعرفة

نشر فى : الثلاثاء 27 أغسطس 2013 - 8:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 27 أغسطس 2013 - 8:50 ص

نعود إلى البدايات: لا ديمقراطية بدون حرية تداول المعلومات، لا ديمقراطية بدون فضاء إعلامى حر بمكوناته التقليدية (الصحافة والإذاعةوالقنوات التليفزيونية) والحديثة (شبكات التواصل الاجتماعى)، لا ديمقراطية بدون رأى عام له توجهات متنوعة وتفضيلات متعددة يقارب المواطن من خلالها قضايا الدولة وهموم المجتمع، لا ديمقراطية بدون حق للمواطن فى المعرفة يستند إلى المعلومة والإعلام الحر وتنوع توجهات الرأى العام.

الأصل فى الديمقراطية هو «المجتمع المفتوح» الذى يمكن إطاره الدستورى والقانونى والممارسة السياسية الفعلية لمؤسسات الدولة من تداول المعلومات عن شئونه العامة بحرية بين المواطنات والمواطنين.

الأصل فى الديمقراطية هو حق المواطن فى المعرفة وبناء الرأى المستقل المستند من جهة إلى تداول المعلومات ومن جهة أخرى إلى تعريضه (أى المواطن) إلى طائفة واسعة من الشروح والتقييمات للشئون العامة فى فضاء إعلامى حر.

الأصل فى الديمقراطية هو قصر تقييد حرية تداول المعلومات وحق المواطن فى المعرفة فقط على قضايا الأمن القومى وأسرارها التى لا يمكن أن تتناقل بحرية وشريطة المراجعة الدورية للقصر هذا واضطلاع أكثر من مؤسسة رسمية (البرلمان والحكومة والجهات العسكرية والأمنية) بتحديد شروطه وضوابطه.

أما حين تغيب حرية تداول المعلومات كليا أو جزئيا، حين يضطر المواطن فى واقعه اليومى إلى قبول تعتيم مستمر على كل أو بعض شئون الدولة والمجتمع، حين يختزل الفضاء الإعلامى (وباستراتيجيات ضبط وسيطرة تطورت دوما) إلى إعلام الصوت الواحد والرأى الواحد والموقف الواحد، حين يفرض على المواطنات والمواطنين حقيقة واحدة فى السياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية وتخون كل قراءة أخرى، حينها يضيع حق المواطن فى المعرفة وبناء الرأى المستقل.

وهنا نكون مع نقيض المجتمع المفتوح، مجتمع الجماهير المتحولة إلى كتلة صماء تقرأ وتسمع وتطالع وتقيم ذات الشئون العامة بذات المضامين وذات المفردات بما فى ذلك اللغة والرموز والصور الموظفة، كتلة صماء كالقطيع.

غدًا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات