19-أسماء السور ج-الكون والغيب - جمال قطب - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

19-أسماء السور ج-الكون والغيب

نشر فى : الأحد 28 يوليه 2013 - 10:00 ص | آخر تحديث : الأحد 28 يوليه 2013 - 10:00 ص

رأينا كيف جاءت أسماء بعض السور دالة على «رب الرسالة ومصدرها» (الرحمن/ غافر..) ثم رأينا أسماء بعض السور تعلن عن «الإنسان وتنوعاته وسلوكه» إلخ، واليوم يجىء «الكون برموزه» كمحور من محاور القرآن وجد المساحة اللائقة به فى آيات القرآن الكريم، لكننا نشير إلى بلاغة القرآن فى اتخاذ «أسماء السور» دالة على بعض عناصر الكون ومعلنة عن تلك العناصر، فمن عالم الحيوان بمختلف فصائله جاءت أسماء سور (البقرة/ الأنعام/ النمل/ النحل/ العنكبوت/ الفيل) جاءت هذه الرموز أسماء سور تبين أن القرآن لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وأعطاها حقها، نعم فالقرآن هو كتاب الكون كله، ومن عالم النبات جاءت أسماء سور (المائدة، التين) ومن عالم الجمادات والمكان جاءت أسماء سور (الحجر/ الكهف/ سبأ/ الأحقاف/ الطور) وهى مواطن جغرافية تمثل سائر بقاع الأرض، كذلك فالحديد اسم سورة «الحديد»، وهو العنصر المهم فى جميع الصناعات الثقيلة وربما الخفيفة أيضا.

أما السماء وملكوتها وما تصنعه أجرامها من «زمان وطقس» فها هى جميع عناصر الملك والملكوت تأخذ حيزا كبيرا فى كلمات القرآن، وكذلك اتخذ القرآن الكريم بعض عناصر ذلك الملكوت العظيم أسماء لبعض سوره فهذه أسماء سور (النجم/ القمر/ الشمس) إشارة إلى أثر تلك المسخرات ووظائفها فى صناعة الضوء والدفء، ومن حركة الفلك تجىء أسماء سور (الفجر/ الضحى/ العصر/ الليل)، ولم يتوقف إهتمام القرآن بعالم الشهود والكون المشهود فقط، بل أبرز عالم الغيوب وما انطوى عليه من أسرار فـ«عالم الغيب»، وهذه أسماء السور قد أبرزت جانبا مهما من عالم الغيب، وهو «الجن» فيجعل القرآن اسم سورة من هذه المخلوقات سورة «الجن»، إشارة إلى وجودها فى الكون، وإن كانت تخفى على جميع البشر، فها هو عنوان يحمل اسم أكبر الغيوب التى لا يعلمها إلا الله عز وجل، وكذلك شئون الدار الآخرة وأكثرها غيبا لايعلمه إلا الله لقد جاءت أسماء سور كثيرة تحمل إعلانا عن ذلك اليوم، فمن أسماء السور (القيامة/ الواقعة/ الحاقة/ الغاشية)، فالقيامة هو الاسم الأشهر للدار الآخرة، حيث يقوم الناس من قبورهم ويبعثون لينال كل إنسان جزاء عمله، والواقعة صفة لأحداث يوم القيامة فإذا وقعت الواقعة لا راد لها «إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ(1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ»، والحاقة صفة تبين أن يوم القيامة هو يوم إحقاق الحق ورد الحقوق، والغاشية إعلان عن مفاجأة يوم القيامة وحلوله على الجميع فجأة فالغاشية هى الأمر الذى يحيط بالإنسان ويسلبه القدرة على التصرف وهذه أسماء وصفات ليوم القيامة ومن أسماء السور ما يعبر عن أحداث القيامة مثل أسماء (التكوير/ الانفطار/ الانشقاق/ الزلزلة) فالتكوير هو امتناع الشمس عن الضياء، والانفطار هو انشقاق السماء، وكذلك الانشقاق أم اسم الزلزلة فهو معبر عن زلزال اليوم الآخر كذلك جاء من أسماء السور ما يعبر عن أحوال البشر يوم القيامة فاسم سورة الزمر (جمع زمرة وهى الجماعات الكثيفة) يعلن عن حالة الناس، وأنهم يخرجون جماعات جماعات إما إلى الجنة وإما إلى النار، واسم سورة «الجاثية» إعلان عن أحوال يوم القيامة إذ تدعى كل أمة من الأمم مهمومة خاشعة تنتظر جزاءها، واسم «التغابن» إعلان عن حالة الفرقاء، حيث يدعى كل فريق على غيره ما ليس فيه ويود لو يغبنه (أى يضيع حقه ويغلبه).

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات