أول القصيدة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أول القصيدة

نشر فى : الخميس 28 أكتوبر 2010 - 9:59 ص | آخر تحديث : الخميس 28 أكتوبر 2010 - 9:59 ص

 أول القصيدة كفر». لا أجد غير هذه الكلمات لوصف ما فعلته حكومة الحزب الوطنى ووزارة إعلامه عندما رفضت إذاعة إعلانات حزب الوفد المدفوعة الأجر وفى اليوم نفسه اعتقلت وزارة داخلية الحزب الوطنى أكثر من 60 شخصا فى الإسكندرية كانوا يعلقون لافتات الدعاية لمرشحة «إخوانية».

وزارة إعلام الحزب قالت إن السماح بإعلانات الأحزاب المدفوعة يبدأ بعد الدعوة لإجراء الانتخابات وقد صدرت الدعوة بالفعل من الرئيس. ووزارة داخليته قالت إن وقت تعليق لافتات الدعاية لم يحن بعد، وكأن ملايين اللافتات التى تدعو لمرشحى الحزب الحاكم فى مصر من أقصاها إلى أقصاها ترتدى «طاقية الإخفاء» فلا يراها رجال الداخلية الأشاوس.

إن ما فعلته وزارة إعلامنا السنية جريمة تستحق بلاغا إلى النائب العام لأنها أهدرت على الخزانة العامة للدولة بضعة ملايين من الجنيهات كان حزب الوفد المعارض مستعدا لدفعها مقابل بث إعلاناته، كما تبث إعلانات الصابون ومسحوق الغسيل.

وما قالته الوزارة لتبرير هذا التصرف جريمة أكبر تكشف عن عقلية «متآمر وغبى»، كما قال الكاتب الكبير لينين الرملى فى رائعة «تخاريف» فليس هناك مواعيد لكى تبث أحزاب المعارضة المشروعة ما شاءت من إعلانات أو دعاية مادامت ستدفع المقابل، فالأحزاب المشروعة تختلف عن الجماعات المحظورة فى أن لها حقا دائما فى الوصول إلى الجماهير طوال الوقت وللوفد الحق فى إذاعة ما شاء من إعلانات وبيانات فى أى وقت ما دامت لا تدعو إلى الخروج على القانون والدستور.

وتكتمل المأساة عندما ندرك أن هؤلاء الذين رفضوا إذاعة إعلانات الوفد المعارض لم يفعلوا ذلك إلا إبراء لذمتهم أمام حكامهم لأن رسالة الوفد وإعلاناته يمكن أن تصل عبر أكثر من 500 قناة متاحة على قمرنا الصناعى الصغير، فلم تعد السماوات حكرا على إعلام حكومة الوطنى.
إن ما فعلته إدارة التليفزيون يؤكد حقيقة واحدة وهى أن كل القائمين على أمر هذه الدولة يؤمنون بأن حديث «النزاهة والمنافسة الحرة» الذى يردده علية القوم هو «فض مجالس» لا يمكن الاعتداد به حتى لو كان صادرا عن أكبر رءوس البلاد وحكام العباد.

وأخيرا فإن هذا الموقف يؤكد لمن كان له «قلب» أن الحزب الوطنى ليس له عزيز. فحزب الوفد هو الذى أنقذ الحزب الحاكم من أن يلاعب نفسه فى الانتخابات المقبلة عندما رفض دعوة المقاطعة فسارت فى درب المشاركة قوى أخرى واكتملت أركان المباراة الوهمية لكى يفوز فيها الوطنى ويخسر الوطن

التعليقات