أيمن زهري.. تؤرقه الهجرة دائمًا - سامح فوزي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيمن زهري.. تؤرقه الهجرة دائمًا

نشر فى : الثلاثاء 29 نوفمبر 2022 - 7:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 29 نوفمبر 2022 - 7:55 م

منذ أكثر من عشرين عاما، وجدت خطابا صغيرا مطويا تركه شخص أسفل باب الغرفة التى كنت أسكن فيها فى جامعة «ساسكس» ببريتون فى بريطانيا، أثناء دراسة الماجستير، يقول فيه باقتضاب «اسمى أيمن زهرى، وقد جئت من مصر منذ أيام، وسمعت عن زملاء مصريين يلتقون معا، أود الالتقاء بكم». كنا ثلاثة، عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلى حاليا، وكريم مختار دبلوماسى فى سفارة مصر فى اليابان فى الوقت الراهن، وكان كلاهما يدرسان علاقات دولية، بينما كاتب هذه السطور يدرس تنمية سياسية. المهم التقينا به، وشاركنا زميل أردنى عزيز هو أحمد الجغبير، يعمل منذ سنوات فى الإمارات خبيرا قانونيا فى مجال التجارة الدولية. كانت جلسة جميلة، تعرفنا فيها على صديق جديد، أعجبنا تلقائيته، وبساطته، وروحه المرحة، وقدرته على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين فى وقت قصير. كان أيمن زهرى، ابن محافظة سوهاج، يٌعد وقتئذ أطروحة الدكتوراه فى موضوع مهم هو «هجرة أهل الصعيد إلى المدينة»، تعب فيها كثيرا، وكان يحضر إلى بريطانيا كل بضعة أشهر للقاء المشرف عليه، واجراء مزيد من الابحاث. اللافت، أنه منذ أن التقيته، لم يفتر عن التواصل معى، وعندما كان يرجع إلى مصر يتصل بى باستمرار، وقبل أن يعود مجددا إلى الجامعة يتصل بى لعلى أكون بحاجة إلى شىء من مصر يحضره معه. لطيف، كريم، شهم، ودود، دائم المرح، مهما كانت التحديات التى يمر بها. وعندما حصل على الدكتوراه، كنا سعداء للغاية بذلك، وأقمنا حفلا خاصا له بلغت اصداؤه الجامعة كلها.
مرت الأيام، لم افترق يوما عن الصديق الدكتور أيمن زهرى، وكان دائما إلى جوارى، تعرفت على اصدقائه، وتعرف هو على اصدقائى، وصرنا رفيقين فى علاقات اجتماعية ممتدة، شملت التعارف الأسرى، واللقاءات العائلية. وقد تحول صديقى إلى أحد أهم الخبراء فى مجال الهجرة النظامية، وغير النظامية أو ما يُطلق عليها الهجرة غير الشرعية، وصار اسمه ملء السمع والبصر فى هذا المجال مصريا وعربيا ودوليا، ويندر أن تجد دراسة أو تقريرا علميا فى هذا المجال غير مشارك فيه، أو يقتبس من كتاباته وابحاثه، وقد اختير منذ عام عضوا فى المجلس القومى لحقوق الإنسان، ربما لخبرته الطويلة فى هذا المجال، الذى صار حيويا بالنسبة لمصر، وعاد يجاور زميله السابق بجامعة «ساسكس» عزت ابراهيم عضو المجلس أيضا.
منذ أيام صدر كتاب جديد للدكتور أيمن زهرى بعنوان «مقدمة فى دراسات الهجرة» عن مكتبة الانجلو المصرية، وهو الكتاب الوحيد، فى حدود علمى، الذى يضع أسسا نظرية ومنهجية لدراسة الهجرة، يقدمه للدارس والباحث الذى يريد أن يضع قدميه على الطريق الصحيح لدراسة الهجرة، فالكتاب، شأن الكتب العلمية الرصينة، تخلص من اللغو غير المجدى، ويبدأ بالمفاهيم، والتعريفات، ويناقش الاختلافات فيما بينها، ويتناول النظريات المختلفة التى تفسر ظاهرة الهجرة، والعوامل التى تؤخذ فى الحسبان، وتدفقات الهجرة على مستوى العالم، بين أماكن مُرسله وأخرى مستقبلة، فى رسوم بيانية تفسر حركة المهاجرين، وعلاقة الهجرة بالتنمية المستدامة، وكيفية جمع بيانات المهاجرين بطريقة صحيحة، ويختتم الكتاب برؤية مستقبلية يتشابك فيها مع موضوعات مهمة بالنسبة للهجرة، بعيدا عن الاحصاءات ولغة الأرقام، وهى علاقة الهجرة بالعولمة، المواطن العالمى، والتنوع الثقافى، وقبول الآخر، وغيرها من المفاهيم التى تتصل بالتحولات الثقافية فى المجتمعات المستقبلة للمهاجرين.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات