ارتفعت أسعار اللحوم خلال أسبوع واحد فقط بنحو 30 جنيها للكيلو، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج وزيادة أسعار الأعلاف بنسبة تتجاوز الـ100% تقريبا، بالإضافة إلى قلة المعروض، وفقا لعدد من التجار، متوقعين زيادات أخرى خلال الأسبوع المقبل، فى المقابل تنامت ظاهرة ذبح العجول الصغيرة المحظور ذبحها، الأمر الذى يهدد بتفاقم أزمة الثروة الحيوانية فى مصر.
قال هيثم عبدالباسط، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار اللحوم البلدى تشهد زيادة يوميا، حتى وصل سعر اللحم الكندوز إلى 250 جنيها للكيلو، مقابل 220 جنيها منذ أسبوع واحد فقط.
وأضاف أن سعر كيلو اللحم شاملا العظم والدهون بلغ الـ 170 جنيها فى المجازر، لتضاف إليه تكلفة التشفية والنقل والشحن، فيصل الكيلو إلى المستهلك بـ250 جنيها.
وأشار إلى أن التاجر لا يستفيد من الفرق بين سعر المجزر والمستهلك، لأنه بعد التشفية يخسر نحو نصف الوزن (حسب القطعة)، مضيفا: «الـ250 جنيها ثمن كيلو اللحمة قد تغطى التكلفة فقط، والجزار يخشى وضع هامش ربح مرتفع حتى لا تكسد البضاعة»، موضحا أن هذا السعر فى أغلب الأيام لا يصل حتى إلى ثمن التكلفة.
وأرجع ارتفاع الأسعار إلى تضاعف أسعار الأعلاف، قائلا: «العلف كنا نشترى الكيلو منه بـ7 جنيهات أصبح بـ20 و22 جنيها»، مؤكدا أن الذبح العشوائى أيضا من أهم أسباب ارتفاع الأسعار، موضحا أن هناك عمليات ذبح لعدد كبير جدا من «العجول» غالبيتها تكون تحت السن والوزن المسموح للذبح، وهو ما يؤثر على الثروة الحيوانية فى مصر ويتسبب فى قلة شديدة فى المعروض.
وتوقع عبدالباسط أن أسعار اللحوم للمستهلك النهائى قابلة للزيادة خلال الفترة المقبلة، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم الحية، ووصف الوضع الحالى فى سوق اللحوم بـ «الكارثى»، قائلا: «الأسعار ستنفلت أكثر من ذلك وسيحدث تراجعا كبيرا فى المعروض»، مشيرا إلى أن هناك عددا من الجزارات أغلقت الفترة الماضية لعدم قدرتها على بيع اللحوم لديها بسبب ارتفاع الأسعار، مقترحا أن تغلق المجازر ثلاثة أيام أسبوعيا لتقليل عمليات الذبح العشوائى.
وأضاف أن السودان لديها فائض فى الثروة الحيوانية ويمكن اللجوء للاستيراد منها لحل الأزمة، مشيرا إلى أن استيراد العجول من السودان سيكون أقل تكلفة من اللحوم المتواجدة حاليا فى الأسواق المحلية بنسبة قد تصل إلى 40%.
وأضاف، أن الشعبة طلبت من وزارة الزراعة التدخل بآلياتها فى الأسواق لمنع التلاعب والاحتكار، مقترحا أن تستورد الوزارة أعدادا كبيرة من اللحوم السودانى الحية، ويتم إطعامها فى المزارع المحلية لمدة 45 يوما حتى يتغير مذاقها للحوم البلدى، مؤكدا أن تلك الخطوة ستساهم فى حل الأزمة بنسبة كبيرة جدا على المدى القصير.
من جانبه قال عمر طه، أحد أصحاب محلات الجزارة فى القليوبية، إن العشرات من العجول «الصغيرة» تذبح يوميا فى المجازر، مشيرا إلى أن هناك انفلاتا وعدم رقابة فى المجازر، تسهل عمليات ذبح العجول الصغيرة رغم أنه غير قانونى.
وأوضح أن العجول المصرح بذبحها تبدأ من 350 أو 400 كيلو جرام، ولكن العجول البتلو تزن نحو 200 و250 كيلو جراما، مضيفا أن استمرار هذه المسألة يجعل أصحاب المزارع الكبيرة يرفعون أسعارها استغلالا لقلة المعروض.
وبحسب طه، يتراوح سعر كيلو اللحم الكندوز بين 230 و250 جنيها، وسعر اللحم الجاموسى الكبير بين 190 و200 جنيه، وسجل اللحم الضانى 250 جنيها للكيلو، واللحم الجملى بين 180 و190 جنيها، متوقعا زيادات أخرى خلال الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن أسعار «اللحمة الحية» سجلت 110 جنيهات خلال الأسبوع الجارى، مقارنة بـ98 جنيها الأسبوع الماضى، مشيرا إلى أن اللحوم الحية كانت تسجل 82 جنيها منذ شهر واحد فقط.
قال محمد ريحان، عضو شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن الوضع لا يبشر بالخير، موضحا أن الأسعار فى تزايد يومى من جميع أطراف المنظومة.
وتوقع ريحان، أن ترتفع أسعار اللحوم الأسبوع القادم بعد أن وصل سعر اللحوم الحية إلى 110 جنيهات، مضيفا: «فى ظل الأسعار الحالية التى تصل إلى 250 جنيها لكيلو اللحم الكندوز، تتراوح أسعار اللحوم الحية بين 98 و102 جنيه».
وأرجع عضو شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، ارتفاع أسعار اللحوم إلى زيادة أسعار الأعلاف، ما أدى إلى تخارج صغار المربين، وبالتالى نقص المعروض بنسبة كبيرة فى الأسواق المحلية.