فنان من ريحة مصر.. ميشيل المصري: شاعر الكمان الذى عاش ومات فى رحاب الموسيقى - بوابة الشروق
الجمعة 23 مايو 2025 6:09 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فنان من ريحة مصر.. ميشيل المصري: شاعر الكمان الذى عاش ومات فى رحاب الموسيقى

الراحل / ميشيل المصري
الراحل / ميشيل المصري
تقرير ــ أمجد مصطفى:
نشر في: الأحد 1 يوليه 2018 - 7:33 م | آخر تحديث: الأحد 1 يوليه 2018 - 7:33 م

موسيقاه تشبه شخصيته مفحمة بالشجن والطيبة
برحيل الموسيقار الكبير ميشيل المصرى، أول أمس، عن عمر يناهز 85 عاما، فقدت مصر واحدا من أهم كبار الموسيقيين ممن كان لهم بصمة واضحة وملموسة فى عالمنا الموسيقى، فهو لم يكن مجرد عازف كمان أو قائد لفرقة موسيقية، لكنه كان أحد المدارس الموسيقية فى عالم التلحين والتأليف الموسيقى والتوزيع ايضا، وهناك مئات الألحان لعبدالوهاب ومحمد الموجى وكمال الطويل وبليغ حمدى سوف تجد بصمة الراحل الكبير واضحة فى أعمالهم سواء كعازف أو كموزع أو منفذ موسيقى.
ميشيل المصرى مثل أسماء مهمة كثيرة أهملت عن قصد أو دون قصد لكنه لم يحظ بحجم انتشار وشهرة على المستوى الشعبى يتناسب مع حجم ما قدمه من أعمال.

بصمة ميشيل المصرى سوف تجدها ايضا على الدراما فهو صاحب احد اهم التترات التى قدمت فى تاريخ المسلسلات المصرية وهو «ليالى الحلمية» وغناه محمد الحلو، كما ستجد بصمته فى اعمال اخرى كثيرة منها «مين اللى ما يحبش فاطمة» للمطرب محمد ثروت، إلى جانب موسيقاه التى وجدناها فى مسلسل «الحاج متولى» «وحارة القرود» و«محمد رسول الله» الجزء الثانى، كما وضع الموسيقى الخاصة بمسلسل «مداح القمر» الذى يتناول سيرة بليغ حمدى. ولكن العمل لم يكتمل تصويره.
كما أسس ميشيل المصرى الاوركسترا الإذاعى للكويت، وعن هذه الفترة قال «استفدت منها أيضا موسيقيا لأننى التقيت مع جنسيات مختلفة اطلعت من خلالهم على موسيقى تلك الشعوب مثل الإيرانية والخليجية وغيرها».

كما ان له تجربة مهمة مع الرحبانية فى الفترة من عام 1968 وعام 1970.. قال عنها «زوجتى رحمها الله كانت لبنانية وصديقة لفيروز كانت جارتها ومن شلتها. وبعد انتهائى من العمل بالكويت ذهبت إلى بيروت بنية استكمال مشوارى هناك. وهناك التقيت بصديقى عازف كمان وكان نقيب الموسيقيين هناك هو عبود عبدالعال. وعندما علم بأننى قد استقر أراد تكريمى. والجميل ان هذا التكريم كان عبارة عن طلب تقدم به للرحبانية لكى أعمل معهم. وبالفعل التحقت بالعمل معهم.
وعن العمل معهم كان يقول «تعلمت منهم النظام الانضباط فى كل شىء. فرقة كانت تتمتع بالمواصفات والمقاييس العالمية فى كل شىء. فى الموسيقى المقدمة ذات مواصفات عالمية مع الاحتفاظ بشرقيتنا. وعلى مستوى التنظيم أيضا ذات مواصفات عالمية. العمل بالساعة وهذا لا يحدث إلا فى الاوركسترات فقط. من مظاهر الانضباط لديهم قبل أى رحلة خارجية لهم يوزع على أعضاء الاوركسترا كتيب مكتوب به مواعيد كل شىء بداية من التجمع فى مطار بيروت وحتى العودة إليه. مرورا بمواعيد التجمع فى اللوبى بالفندق. والراحات والبروفات كل شىء حتى على المسرح دخول وخروج السيدة فيروز لدرجة أننا عندما حضرنا لمصر قمنا بعمل ثلاث حفلات، الثلاث حفلات انتهوا فى توقيت واحد وهو ما جعلهم حديث الناس الموسيقيين فى مصر.

وعقب عودته إلى مصر حاول ميشيل أن يطبق هذا النظام بعد ان طلب منه عبدالحليم حافظ تكوين فرقة موسيقية تسير على هذا المنهج، وبالفعل نجح فى تأسيس الفرقة لكنها لم تستمر طويلا وعاد للعمل مع الفرقة الماسية.

فى السنوات الاخيرة عاش ميشيل المصرى منعزلا عن الناس بمنزله فى 6 اكتوبر وكان يكتفى بلقاء المقربين منه حيث كان يعانى من مرض السكر كما عانى من مشاكل فى الابصار نتيجة المرض.

وكان يقضى معظم وقته فى التأليف الموسيقى حيث تضم مكتبته مئات الاعمال التى لم تر النور. وعندما تتحدث معه قائلا ماذا تفعل كان يرد لا يوجد شىء أفعله إلا المزيكا. استيقظ فى السادسة والنصف صباحا لا أفعل شىء سوى الاستماع والعزف لأن نظرى لا يساعدنى على القراءة. وحاسة السمع هى التى تربطنى بالعالم الخارجى.
وكان رحمة الله يشعر بالحزن لأن بعض الناس اختزلت مشواره سواء كعازف للكمان أو كملحن لتتر ليالى الحلمية وكان دائما ما يقول ان الاعلام لم يقرأ تاريخى بشكل جيد.
وكان رحمة الله يرى ان اصوات على الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت من اهم الاصوات التى شهدتها الساحة المصرية وكان يرى ان الفنان الوحيد الذى ظلم هو محمد الحلو حيث كان يرى انه يستحق مكانة افضل بين كل المطربين العرب.
مصرية ميشيل كانت واضحة جدا فى اعماله الموسيقية كنا نشم منها رائحة الحارة المصرية، كما كانت موسيقاه مفحمة بالشجن تأخذ الاذن من اول جملة موسيقية لذلك تجد معظم اعماله تدخل إلى القلب مباشرة تحاور الروح وتسكنها. كانت موسيقاه مفحمة بالطيبة تماما مثل شخصيته التى اول ما تجذبك فيها صفاء القلب والروح انها طيبة الانسان المصرى لذلك كان اسما على مسمى ميشيل المصرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك